سلاح المخيمات الفلسطينية يعود إلى واجهة المشهد في لبنان

بيروت- عاد سلاح المخيمات الفلسطينية ليتصدر المشهد اللبناني بعد اكتشاف تورط عناصر من حركة حماس في إطلاق صواريخ صوب مستوطنات في شمال إسرائيل.
ويرى قطاع عريض من اللبنانيين أن حل معضلة السلاح الفلسطيني لا يقل أهمية عن نزع سلاح حزب الله، وأن الوقت قد حان لتفكيكه.

حسن يعقوب: معظم اللبنانيين يؤيدون نزع السلاح الفلسطيني في لبنان
وعلى مدار الشهرين الماضيين أطلق مقاتلون مجهولون صواريخ باتجاه إسرائيل، التي ردت بقوة مستهدفة معاقل لحزب الله، رغم تأكيد الحزب أن لا علاقة له بتلك العمليات.
وقد أثارت عمليات إطلاق الصواريخ مخاوف اللبنانيين من تعمد بعض الجهات إجهاض الهدنة الهشة بين حزب الله وإسرائيل، في سياق الإبقاء على الجبهة الجنوبية مشتعلة.
وفتحت السلطات اللبنانية تحقيقا موسعا في مصدر الصواريخ، ليتم اعتقال عدد من المشتبه بهم من بينهم عنصران من حركة حماس.
ولطالما دعت أصوات سياسية وحقوقية لبنانية إلى ضرورة إعادة النظر في السلاح الفلسطيني في الداخل اللبناني، معتبرة أن استمراره انعكاس لعجز الدولة عن فرض سيادتها.
ويعود وجود السلاح الفلسطيني في الداخل اللبناني إلى ما يعرف باتفاق القاهرة الذي وقعته الدولة اللبنانية مع منظمة التحرير الفلسطينية في نوفمبر 1969، والذي أثار حينها انقساما بين اللبنانيين، قبل أن يجري إلغاء الاتفاق في عهد الرئيس أمين الجميل في العام 1987.
وكان هذا السلاح أحد العوامل المتسببة في اندلاع الحرب الأهلية التي شهدها لبنان، وشارك الفلسطينيون حينها في محطات دامية من تلك الحرب التي استمرت لسنوات قبل أن يسدل الستار عنها باتفاق الطائف.

جو عيسى الخوري: وزراء حزب القوّات اللّبنانيّة أثاروا موضوع تحديد جدول زمني لتسليم السّلاح غير الشرعي
ولا يزال السلاح الفلسطيني سواء في داخل المخيمات أو خارجها يمثل معضلة حقيقية في لبنان، في ظل عملية توظيفه من قبل فصائل مثل حماس والجهاد الإسلامي للإبقاء على لبنان في صلب معادلة الصراع مع إسرائيل.
ويعول الكثير من اللبنانيين على العهد الجديد بقيادة الرئيس جوزيف عون لحسم هذا الملف الذي ظل لعقود طويلة مفتوحا.
وأكّد وزير الصّناعة جو عيسى الخوري، عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا الخميس، أنّ “وزراء حزب القوّات اللّبنانيّة أثاروا موضوع تحديد جدول زمني لتسليم السّلاح غير الشرعي، اللّبناني وغير اللّبناني في خلال ستّة أشهر،” مشيرًا إلى أنّه “يمكن البدء بالمخيّمات الفلسطينيّة.”
وأشار رئيس حركة “النهج” النائب السابق حسن يعقوب في تصريح له إلى أن “قرار إنهاء السلاح الفلسطيني في لبنان قد اتُّخذ ويُنفَّذ بوتيرة متسارعة. فبعد إعلان رئيس الجمهورية عن إقفال ستة مواقع فلسطينية خارج المخيمات ومصادرة أسلحتها، بات واضحًا أن مرحلة نزع السلاح من داخل المخيمات الفلسطينية قد بدأت، وذلك بالتعاون مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.”
ولفت يعقوب إلى أن “معظم اللبنانيين يؤيدون نزع السلاح الفلسطيني في لبنان، لكن الجميع يعلم أن الملف الفلسطيني معقّد، وله ملحقات تتعلق بالتوطين. فحذارِ ثم حذارِ
التفريط في قضية حق العودة الفلسطيني.”