"سكة للفنون والتصميم" يعرض أعمالا فنية مستلهمة من تراث الخليج

دبي - تستعرض النسخة الحادية عشرة من مهرجان “سكة للفنون والتصميم” التي تستمر فعالياتها حتى الخامس من مارس المقبل في “حي الفهيدي التاريخي” رؤى إبداعية وتركيبات فنية زينت بها “دبي للثقافة” أروقة “بيت سكة” و”بيت خليجي” حيث يحتضنان أعمالاً نوعية تميزت بأفكارها الملهمة المستوحاة من التراث المحلي والخليجي لتعكس ما يمتاز به قطاع الفنون من ثراء وتنوع وما تشهده دبي من حراك ثقافي وفني لافت.
وجاءت أعمال “بيت سكة” لتبرز إبداعات مجموعة من الفنانين الإماراتيين ومن بينهم المصمّم عمر النجار مؤسس شركة “فيليني” الذي اتخذ من “سكة” مظلة للتعبير عن عشقه للساعات حيث تظهر مجموعته “كرسهير” شغفه بالتصميم المبتكر للساعات بينما منح العمل “يكتبون قصصاً عن أماكن مثل هذه” الفنانة سارة السامان فرصة التعبير عن رؤيتها للمغامرة على اختلاف أشكالها سواء كانت في مكان ما أو داخل كتاب أو حتى أغنية.
الأعمال الفنية تحمل دعوة لاستكشاف الحنين والذكريات بما تضمه من أساليب فنية بصرية ثرية برمزيات تراثية متنوعة
وقدمت مجموعة من الفنانات الإماراتيات رؤاهن الفنية المختلفة على الخيوط والأقمشة ومن خلال عمل “كشف الطيات” حيث تسعى المبدعة سلمى المنصوري لدراسة علاقتها وإحساسها بمسقط رأسها “غياثي” الواقعة في المنطقة الغربية بأبوظبي، بينما برعت الفنانة حمدة أحمد الفلاحي في توظيف الخيوط وتطريز التلي لإنتاج عملها “سولعي” ليشكل سلسلة تجريبية مستلهمة من قصائد الشعر العربي.
أما المصمم مايد عبدالله فيترجم من خلال “موقع إنشائي” انشغاله بتصميم الأزياء حيث يقدم قطعا كلاسيكية ممزوجة بأزياء الشارع استلهمها من أشكال هندسية ثنائية الأبعاد، فيما تستعيد الفنانة آمنة البنا عبر “أقمشة BRX” الحنين إلى عقد التسعينات من القرن الماضي عبر ابتكار تصاميم متنوعه في أساليبها لإنتاج قطع فنية متفردة، وتؤكد الفنانة عائشة حاضر أن “الفن هو أحد أشكال العمل الجماعي” من خلال عملها “تركيبات محمولة” وهو سلسلة حقائب يد مصنوعة من مواد مختلفة مثل: النحاس والسجاد والإكريليك والفضة.
وشكلت تصاميم المجوهرات جزءا من مجموعة الأعمال التي يضمها “بيت سكة” حيث تعيد “مسك للمجوهرات” عبر مجموعتها “التراث” تخيل شكل تراث المنطقة وعلاقته مع المجوهرات المعاصرة وحالة التوازن بين الأحجار الكريمة والذهب، بينما تكشف علامة “نرايا للمجوهرات” عن أحدث تصاميمها المتمثلة بمجموعة “سيدتي” المبتكرة لتشكل احتفالاً بجمال وسحر الأحجار الكريمة وما ترويه ألوانها وخصائصها من قصص الطبيعة المختلفة.
وقدمت عائشة أحمد المرر وزميلتها البريطانية كلير بيكر عملا بعنوان “ماريات أم هلال – قبل أن تُنسى” وهو عبارة عن قلادة مصنوعة من الخرز الذهبي وهلال مرصع بحبات اللؤلؤ والياقوت تهدفان من خلاله إلى إبراز أهمية توثيق وحفظ المجوهرات التقليدية من النسيان والضياع ليمهد العمل الطريق لإطلاق حملة “قبل أن تُنسى” في الإمارات.
وتحمل الأعمال الفنية التي يحتضنها “بيت خليجي” في المهرجان الذي يندرج تحت مظلة “موسم دبي الفني” دعوة لاستكشاف الحنين والذكريات التي مثلت محور المعرض الجماعي “ذكرياتنا” بما يضمّه من أعمال فنية بصرية ثرية برمزيات تحمل بصمات ثلاثة فنانين من الإمارات والبحرين وسلطنة عمان. ففي عملها الفني التركيبي “حنين” تضيء الفنانة العمانية حمدة سالم على البيوت القديمة وذكريات الناس في طفولتهم، بينما يستكشف الإماراتي حمدان الشامسي مفهوم الحنين عبر عمله “بدون عنوان” وفيه يستند إلى تقنية “الكولاج” والوسائط المتعددة ليوفر تجربة حسية متكاملة ترتكز على استعادة الصور القديمة وأشرطة الكاسيت والمجلات القديمة وأجهزة الراديو.
أما البحرينية يارا أيوب فتطل بعملها “واتريمبو” (Wa Traimboh) الذي يبدو تحويراً لنطق الكلمات الإنجليزية (White Rainbow) وفيه تستعيد الطقوس التي تسبق حفل الزفاف وتشكل جزءاً فريداً من الثقافة البحرينية.
يذكر أن “سكة للفنون والتصميم” يعد مبادرة سنوية شاملة تنظمها “دبي للثقافة” احتفاءً بالمشهد الإبداعي والثقافي للإمارة، حيث يمثل المهرجان منصة مبتكرة داعمة للفنانين على اختلاف تخصصاتهم تحقيقاً لالتزامات الهيئة الرامية إلى خلق بيئة إبداعية وفنية مستدامة قادرة على تمكين أصحاب المواهب الإبداعية وصقل مهاراتهم.