سكان من غزة يبيعون ملابس انتشلت من وسط الأنقاض لإعالة عائلاتهم

النقص واسع النطاق في المواد الغذائية والحرب الطاحنة منذ أكثر من عام أدى إلى نشوء تجارة في الملابس المستعملة.
الثلاثاء 2024/11/19
في رحلة بحث عن أي شيء يمكن بيعه

غزة - تسلق معين أبوعودة كومة من الأنقاض في جنوب غزة بحثا عن ملابس وأحذية وأي شيء يمكن بيعه لجمع المال بعد أكثر من عام منذ بدء إسرائيل قصفها للقطاع الفلسطيني.

وأخذ أبوعودة، وهو أب لأربعة أطفال، ينقب وسط الكتل الخرسانية ويزيل الغبار في أحد المواقع التي دمرته ضربة جوية في مدينة خان يونس. وجاء أبوعودة إلى الموقع كي ينتشل كل ما في وسعه من ملابس ليبيعها ويشتري بثمنها الطحين (الدقيق).

وقال “أنا باجي (أتيت إلى هنا) أبحث تحت الدار باطلع أواعي (ملابس) للصغار وأواعي لأهلي، إيش بالاقي أواعي (أي ملابس أجدها) بطلع اللي بيزيد عنا (أحمل ما يزيد عن حاجتنا) لإخوانا النازحين من غزة ومن رفح، من هين ومن هين، (من هنا وهناك) بنبيع، بنترزق (بنحصل على) اللي ربنا بيقدرنا عليه، لكن الوضع اللي وصلنا هذا هو”.

وأدى النقص واسع النطاق في المواد الغذائية والحرب الطاحنة منذ أكثر من عام إلى نشوء تجارة في الملابس المستعملة التي انتُشل الكثير منها من منازل من لقوا حتفهم في الصراع.

وفي أحد الأسواق المؤقتة، ألقيت أحذية وقمصان وسترات وأحذية رياضية على بطانيات متربة.

وجربت فتاة حذاء مهترئا ترجو أن يقي قدميها في هذا الشتاء إذا استطاعت تحمل كلفته في ظل الاقتصاد المدمر في غزة.

الأمم المتحدة تقول إن التخلص من الحطام قد يستغرق 14 عاما، بينما ستكلف عملية إزالة الركام 1.2 مليار دولار على الأقل

ووقف أحد التجار يروج لبضاعته قائلا إنها أوروبية في محاولة لأن يتفوق على منافسيه.

وضحك أحد الرجال حين طلب من صبي صغير أن يجرب ارتداء سترة خضراء.

وقال النازح الفلسطيني لؤي عبدالرحمن “بنبيع للناس أواعي مستخدمة، طبعا إحنا مقبلين على فصل الشتاء، الناس محتاجة لملابس، ملابس شتوية بيحموا حالهم من البرد والصقيع والأمطار كي يدفوا (يستدفئوا) حالهم، فمضطرين نفتح بسطة (طاولة) متواضعة لبيع المستخدم لأن الوقت المعابر مسكرة (مغلقة) وفيش (لا يوجد) ملابس تدخل عنا.”

وأضاف أن الملابس التي يبيعونها “بتجينا (تأتينا) من واحد بيته مقصوف (تعرض لقصف) وبيحفر… وبتشري منه وبنبيعهم بسعر كويس يعني إحنا في وضع اللي جاي يشتري وضعه صعب واللي جاي يبيع لنا جاي يبيع عشان وضعه صعب ودا إحنا الحمد لله بنقول.”

ووصل عبدالرحمن هو وعائلته إلى المدينة من جزء آخر من غزة وليس معهم إلا الملابس التي يرتدونها.

وقال “إحنا جينا من الشمال هنا مفيش هدمة (سترة) واحدة علينا غير أواعينا اللي علينا… طبعا مر علينا فصول صيف شتا، بدنا أواعي بدنا نلبس، يعني كتير ناس طلعوا من رفح أول شتا لهم هين (هنا) طبيعي بدهم ملابس يدفوا فيها فالوضع صعب فبيجوا هنا بيشتروا بأسعار كويسة.”

وبعد هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 دمرت الحملة العسكرية الإسرائيلية القطاع فتراكم نحو 42 مليون طن من الحطام في أماكن كانت فيها منازل ومساجد ومدارس ومتاجر.

وفي أبريل، قالت الأمم المتحدة إن التخلص من الحطام قد يستغرق 14 عاما. وقال مسؤول من الأمم المتحدة إن عملية إزالة الركام ستكلف 1.2 مليار دولار على الأقل.

وقال سعيد دولا، وهو أب لسبعة أطفال، “أولادي فيش عندهم أواعي، وداخل عليهم فصل الشتاء… وإحنا يعني عمالين ندور على طحين وبندور على الملابس من أجل أطفالنا، يعني كل أطفالنا بنص كم ومفيش حد مدور (يكترث لهم) عليهم ولا سائل عليهم والحرب شملت الكل وأواعينا راحت بغزة ودورنا، وأحنا جايين زي ما أنت شايف ع البالة (الملابس المستعملة)”.

2