سكان لندن يكتشفون المتاحف بغياب السياح

رغم الأزمة الصحية التي سببت متاعب مالية للمتاحف في بريطانيا يشكل عدد الحضور القليل نبأ سارا لسكان لندن الذين راحوا يستكشفون معالم مدينتهم بعد فتح المتاحف.
الاثنين 2020/08/24
جولات ممتعة بلا ازدحام ولا خوف من كورونا

فتح المتاحف في العاصمة البريطانية أمام عدد محدود من الزوار يتيح فرصة ثمينة أمام سكان لندن لزيارة هذه الفضاءات الثقافية والاستمتاع بالتجوال بين أروقتها دون زحمة أو خوف من التقاط العدوى بكورونا.

لندن- كان الاقتراب من مجسم متحرك لتيكس ريكس في متحف التاريخ الطبيعي في لندن قبل الإغلاق بسبب انتشار فايروس كورونا مهمة شبه مستحيلة، لكن اليوم انتهت الزحمة الكبيرة والتدافع ويقف عدد قليل من الأطفال أمامه مدهوشين بالأصوات الصادرة عنه.

ويشهد هذا المتحف عادة إقبالا واسعا، إلا أن عدد الزوار فيه الآن محدود ويسوده الهدوء في أغسطس، على غرار متاحف كثيرة في العاصمة البريطانية هجرها السياح الأجانب بسبب الحجر الصحي المفروض على كثر منهم لدى دخولهم بريطانيا.

وعلى الرغم من أن الأزمة الصحية سببت متاعب مالية لهذه المتاحف، فإن عدد الحضور القليل يشكل نبأ سارا للزوار القلائل خصوصا من سكان لندن الذين راحوا يستكشفون معالم مدينتهم.

وتوجهت لينسي ويلدون عند وصولها إلى المتحف مباشرة إلى قاعة الديناصورات مع أولادها، قائلة “كنا مع ست أو سبع عائلات أخرى فقط. رأينا الكثير من الأشياء. إنه أمر رائع”.

عدد الزوار محدود
عدد الزوار محدود

وأشارت ويلدون (39 عاما) إلى أنها “كانت قلقة من احتمال الإصابة بعدوى كورونا”، إلا أنها اطمأنت بفضل قرار المتحف السماح بدخول 20 في المئة فقط من الزوار مقارنة بقدرته الاستيعابية، مؤكدة “ما كنا أتينا ربما لو لم يكن الوضع هادئا”.

ومنذ إعادة فتح المتحف في الخامس من أغسطس الحالي، يشكل الأجانب 3 في المئة من الداخلين في مقابل 70 في المئة سابقا. وبات أبناء لندن يشكلون 57 في المئة من الزوار.

ويرحب السياح القلائل الذين أتوا إلى لندن بالهدوء المسيطر على العاصمة البريطانية. ويقول الفرنسي ميشال بيس الذي أتى مع عائلته قبل قرار فرض الحجر الإلزامي على الفرنسيين “لا تدافع الآن ولا طوابير انتظار.. هذا أمر مثالي للسياح”.

وتضررت بريطانيا كثيرا من الجائحة مع أكثر من 41 ألف وفاة. ورغم رفع إجراءات الإغلاق بشكل شبه تام، لا يزال كثير من البريطانيين يخشون الخروج.

وفي محاولة لطمأنتهم، اعتمدت المعالم السياحية والمتاحف وقاعات العرض الفنية نظام حجوزات عبر الإنترنت مع مسارات أحادية الاتجاه ووضع مواد التعقيم تحت تصرفهم، مع إلزامية وضع الكمامة. أما القاعات التي يعتبر فيها مستوى الخطر مرتفعا فلا تزال مغلقة وهي بغالبيتها أصغر حجما.

أبناء لندن يشكلون 57 في المئة من الزوار
أبناء لندن يشكلون 57 في المئة من الزوار

وفي المقابل، يمكن للزوار التجول بمفردهم تقريبا في متحف “فيكتوريا أند ألبرت” والتوقف طويلا أمام إحدى لوحات روبنز في “ناشونال غاليري” من دون حصول تدافع.

وأكدت جاين بارنيت (62 عاما) من سكان لندن وهي تزور “تايت غاليري”، “هذا أمر رائع يمكننا رؤية الأمور من دون أن نكون محاطين بأناس كثيرين”.

لكن عند رؤيتها عددا قليلا جدا من المشاة على جسر “ميلينيوم بريدج” على نهر تيمز القريب بدلا من الجموع المتراصة، أسفت شقيقتها كايتي لغياب الزحمة، قائلة “خلال السير إلى الضفة الجنوبية لا نشعر بالحيوية نفسها. هذا لا يشبه لندن”.

تضررت بريطانيا كثيرا من الجائحة مع أكثر من 41 ألف وفاة. ورغم رفع إجراءات الإغلاق بشكل شبه تام، لا يزال كثير من البريطانيين يخشون الخروج

وفي مقهى متحف “ناشونال غاليري” شبه الخالي والمطل على ساحة ترافلغار، يرى غافن غرين (63 عاما) المقيم في لندن أن رؤية هذا العدد القليل من الناس “أمر غريب بعض الشيء”. وتضيف زوجته “ربما عليهم أن يخففوا القيود بعض الشيء وإدخال عدد أكبر من الناس”.

وزيارة المتاحف والقاعات الفنية مجانية بغالبيتها باستثناء المعارض المؤقتة وثمة تشجيع على تقديم التبرعات، إذ من دون زوار يصبح استمرار هذه المؤسسات على المحك.

وتنوي متاحف “تايت” إلغاء حوالي 300 وظيفة في متاجرها ومقاهيها، لأن إدارتها تتوقع تراجع عدد الزوار بواقع النصف في المستقبل القريب.

وشددت ويلدون على أن “الجميع يجب أن يعود. الوضع آمن وهذه الأماكن لا يمكنها الاستمرار من دون زوار”، داعية مواطنيها إلى دعم المؤسسات الثقافية كما تفعل.

24