سكان كفركلا يحاولون التكيف مع الدمار في غياب الدعم لإعادة الإعمار

أهالي كفركلا الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى لجأوا إلى فكرة استخدام المنازل الجاهزة والخيام البلاستيكية كحل سريع.
السبت 2025/03/08
حيرة متواصلة

كفركلا (لبنان) - يحاول المواطنون في بلدة كفركلا اللبنانية التكيف مع الوضع السائد، حيث دمرت أغلب منازلهم، في المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، دون أن يتوفر لهم حتى الآن أي دعم مالي للبدء في إعادة الإعمار.

وقدر البنك الدولي الجمعة، كلفة إعادة الإعمار والتعافي في لبنان بنحو 11 مليار دولار، منها مليار دولار مخصصة لقطاعات البنية التحتية، المتضررة بشدة خلال الحرب التي وضع حدا لها، اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر.

وتعرضت بلدة كفركلا التابعة لمحافظة النبطية والمناطق المحيطة بها لقصف إسرائيلي عنيف، ما أدى إلى تدمير حوالي 95 بالمئة من منازلها بالكامل وتشريد العائلات.

وفي غياب الدعم المالي اللازم لإعادة الإعمار لجأ الأهالي الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى إلى فكرة استخدام المنازل الجاهزة والخيام البلاستيكية كحل عملي سريع يساعد على تجاوز الأزمة الحالية. ومع ذلك، تبقى الحاجة ملحة لدعم دولي ومحلي لإعادة إعمار المنطقة بشكل كامل وضمان استقرارها على المدى الطويل، وفق ما تصريح شيخ البلدة عباس فضل الله.

وبعد كفركلا لجأ الكثير من أبناء القرى الحدودية المدمرة جنوب لبنان إلى استخدام المنازل الجاهزة ريثما تتم عملية إعادة الإعمار التي تحتاج وقتا طويلا. وقال علي إبراهيم حمود، صاحب شركة متخصصة بالمنازل الجاهزة “بدأنا تركيب أول منزل جاهز بالمنطقة وهناك 12 شخصا طلبوا منازل أخرى”.

◙ البنك الدولي يقدر كلفة إعادة الإعمار والتعافي في لبنان بنحو 11 مليار دولار، منها مليار دولار مخصصة لقطاعات البنية التحتية

وأوضح حمود، أن المنازل مصنوعة من الخشب والحديد وتضم غرف نوم وحمامات ومطبخ خارجي، ويتراوح سعر المنزل الواحد ما بين 2800 دولار إلى 6 آلاف دولار. وأضاف أن المنازل الجاهزة تصنع محليا بناء على طلب الزبائن، ويتم إنشاء المنزل حسب السعر المدفوع ليجهز خلال يومين بحد أقصى.

وأشار حمود إلى أن هناك جزءا كبيرا من كفركلا ما زال محتلا من الجيش الإسرائيلي، وأن الطريق الرئيسية المؤدية للبلدة ما زالت مقطوعة رغم أن المواطنين يرغبون بالعودة إليها لتفقد منازلهم. ولفت إلى إن ربع السكان لم يتمكنوا من زيارة منازلهم بسبب مواصلة إسرائيل استهداف كل من يقترب من الحدود، وإغلاق الجيش الإسرائيلي الطريق الرئيسي المؤدي إلى المنطقة.

وقال شيخ البلدة عباس فضل الله إن كفركلا من المناطق الحدودية المنكوبة، حيث دمر الجيش الإسرائيلي نحو 95 في المئة من منازلها تدميرا كاملا و5 في المئة أصبحت غير صالحة للسكن. وأضاف أن شركة تعود لأحد أبناء البلدة بدأت بتركيب منازل جاهزة ورفع الأنقاض من أجل المساعدة في إعادة الإعمار.

وتابع “نحن بانتظار أن يأتي بعض المال من الدول المانحة والدولة اللبنانية، نعول عليهم من أجل المساعدة لعودة السكان إلى بلداتهم المنكوبة والتشبث بأرضهم.”

وأشار إلى أنه كان يتمنى العودة إلى البلدة فور انتهاء البنى التحتية وتشييد المنازل، لكن الأمر يحتاج إلى 10 سنوات ولذلك لجأوا إلى فكرة المنازل الجاهزة. وأردف “إرادة الناس للعودة إلى منازلها قوية، وإذا توفر المال قد تتقلص المدة، لكن مع غياب المال والدعم من الدولة والدول المانحة ستكون هناك مشكلة حقيقة.”

ولا تبدي الدول المانحة رغبة في ضخ الأموال للبنان، بانتظار اتخاذ الحكومة الجديدة التي يرأسها نواف سلام خطوات جريئة سواء في ما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية، وأيضا في تحجيم حزب الله وحصر السلاح بيد الدولة. وفي 27 نوفمبر 2024 أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله بدأ في 8 أكتوبر الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر 2024.

وخلّفت المواجهة 4 آلاف و114 قتيلا و16 ألفا و903 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص. وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير الماضي كما نص عليه الاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 نقاط لبنانية رئيسية.

2