سكان غزة يشعرون بالخيبة بعد أن باتوا لوحدهم أمام ضربات إسرائيل

وقف إطلاق النار في لبنان دون التوصل إلى اتفاق في غزة ضربة موجعة لحماس المتشبثة بأمل أن يؤدي توسع الحرب إلى الضغط على إسرائيل.
الأربعاء 2024/11/27
لا حلول في الافق

القاهرة – منبوذون في العراء وخائفون يترقبون، هكذا يشعر الفلسطينيون في غزة، وهم أيضا يخشون أن تصب إسرائيل كامل قوتها العسكرية على القطاع بعد ظهور احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية دون بارقة في الأفق تبشر بالتوصل إلى اتفاق مماثل مع حركة حماس في القطاع.

وبدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامنا مع حماس بعد أن هاجمت الحركة إسرائيل في أكتوبر 2023، ممّا أدى إلى اندلاع حرب غزة.

وتصاعدت أعمال القتال في لبنان بشدة الشهرين الماضيين مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية وإرسالها قوات برية إلى جنوب لبنان بينما واصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وإسرائيل مستعدة الآن فيما يبدو للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار مع حزب الله.

وتنصب الجهود الدبلوماسية على لبنان ولذا خاب أمل الفلسطينيين في المجتمع الدولي بعد 14 شهرا من الصراع الذي دمر قطاع غزة وأسفر عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص.

وقال عبدالغني، وهو أب لخمسة أطفال اكتفى بذكر اسمه الأول، “هذا يظهر أن غزة يتيمة دون أيّ دعم ولا رحمة من قبل العالم الظالم.”

ومضى يقول “أنا أشعر بالغضب تجاه العالم اللي فشل في أن يجد حلا للمشكلة في المنطقتين سواء… يمكن أن تكون هناك صفقة في الأفق لغزة، أقول يمكن.”

وسيشكل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله دون التوصل إلى اتفاق في غزة ضربة موجعة لحماس التي تشبث قادتها بأمل أن يؤدي توسع الحرب إلى لبنان إلى الضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار. وكان حزب الله يصر على أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار قبل انتهاء الحرب في غزة ولكنه تخلّى عن هذا الشرط.

وقال تامر البرعي، وهو رجل أعمال من مدينة غزة نزح من منزله مثل أغلب سكان غزة، “نحن خائفون لأن الجيش (الإسرائيلي) الآن سيكون له مطلق الحرية في غزة، وسمعنا قيادات منه تقول إنه بعد استتباب الهدوء في لبنان القوات الإسرائيلية ستتم إعادتها لتواصل العمل في غزة.”

وأضاف “كان لدينا أمل كبير في أن حزب الله سيظل صامدا حتى النهاية لكن يبدو أنه لم يقدر، لبنان يدمر والدولة تنهار والقصف الإسرائيلي توسع لما بعد الضاحية الجنوبية.”

وقالت زكية رزق (56 عاما) وهي أم لستة أطفال “يكفي، يكفي، نحن تعبنا، كم يجب أن يموت منا لتوقف الحرب؟ الحرب في غزة يجب أن تتوقف، الناس يتعرضون للإبادة ويتم تجويعهم وقصفهم كل يوم.”

وتتزامن الخيبة من التوصل إلى وقف لإطلاق النار يشمل غزة مع ظروف صعبة يعيشها سكان القطاع في فصل الشتاء وهطول الأمطار.

ويجد مئات الآلاف من النازحين أنفسهم أمام تحدٍّ إضافي مع بدء فصل الشتاء، لاسيما الذين يعيشون منهم في خيام أو في العراء.

pp

ونزح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة خلال أكثر من عام من الحرب، مرة واحدة على الأقل والكثير منهم مرات عديدة، وفقا للأمم المتحدة.

ويخشى النازحون فصل الشتاء، فيما خيم العديد منهم متهالكة، والكثيرون لا يملكون ملابس تقيهم البرد مع انخفاض درجات الحرارة.

ويمتد موسم الأمطار في قطاع غزة حتى أبريل، ويعتبر شهر يناير الأكثر برودة ورطوبة، ويتراوح معدّل هطول الأمطار خلاله بين 30 و40 ملم. وتنخفض درجات الحرارة ليلا في فصل الشتاء إلى حوالي ست درجات مئوية.

وقال مفوض وكالة الأونروا فيليب لازاريني إن الشتاء في غزة يعني موت المزيد من الفلسطينيين بردا في خيام هشة أمام الرياح والأمطار، وليس فقط جراء الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 14 شهرا.

وفي بيان بعنوان “شتاء آخر في غزة” نشره على منصة إكس، تساءل لازاريني “كيف يمكن وصف البؤس فوق المأساة الإنسانية؟”

1