سكان غزة اليائسون يفرون صوب الجنوب

سكان شمال قطاع غزة ينزحون من بيوتهم مع تزايد الحشد العسكري الإسرائيلي على الحدود مع القطاع.
السبت 2021/05/15
تعزيزات إسرائيلية على الحدود

غزة - لم ينتظر بعض سكان شمال غزة المذعورين لمشاهدة تكرار لأحداث 2014 عندما أعقب القصف اجتياح بري.

وجمعت رواء معروف أطفالها وفرت بهم من مدينة بيت لاهيا القريبة من حدود غزة الشمالية مع إسرائيل، تحت قصف عنيف تتعرض له المدينة.

وانتهى بها المطاف في مدرسة تديرها الأمم المتحدة في مخيم جباليا للاجئين حيث انضمت للعشرات الذين تكدسوا داخلها، بينما يتجه آخرون على الطرق في الخارج نحو الجنوب في السيارات وعلى متن عربات تجرها الحمير وحتى سيرا على الأقدام.

وقالت رواء أثناء جلوسها في قاعة دراسة بالمدرسة في جباليا “كنا قاعدين مع الأطفال في البيت وفجأة لقينا مدفعيات بتضرب في كل اتجاه”.

وتابعت “إحنا قرب البيت اللي انقصف والبيت اللي طلعنا منه ما بتعرف حتى اللحظة إذا انقصف ولا لأ، الشظايا دخلت علينا”.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن المئات من الأشخاص فروا إلى المدارس التي تديرها الأمم المتحدة في غزة بحثا عن مأوى، لاسيما في الشمال، وإنها تتخذ خطوات للتأكد من أن المواقع منظمة لمنع انتشار فايروس كورونا.

وشنت إسرائيل هجومين بريين في غزة في 2009 و2014 في إطار صراع طويل الأمد مع حركة حماس التي تدير القطاع منذ 2007.

وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن الضربات استهدفت حماس وغيرها من الأهداف التابعة للفصائل في غزة، وأضاف أنه سيواصل استخدام القوة “إذا تطلب الأمر”.

Thumbnail

ولا يبدي أي طرف أي مؤشر على تخفيف حدة الصراع الذي اندلع الاثنين. وتحتشد القوات الإسرائيلية على الحدود، وبالنسبة إلى بعض سكان غزة خاصة في الشمال، فإن هذه إشارة على النزوح.

وفي إسرائيل تدوي صفارات الإنذار في أنحاء المدن للتحذير من الصواريخ الفلسطينية القادمة التي يعترض نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي معظمها.

وتابع السكان في بلدات غزة ومخيمات اللاجئين المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وخرج سكان بيت لاهيا وظلوا يهتفون “الله أكبر” قبل جمع الجيران للتحرك.

وقالت نوال أبوحليمة (28 عاما)، وهي أم لأربعة أطفال “قعدنا نزعق على بعض ونصرخ الله أكبر عملنا مجموعة كبيرة وطلعنا”، واصفة بذلك فرارها من بيت لاهيا في وقت متأخر الخميس بينما تضيء الانفجارات السماء ليلا.

وزاد الذعر لبضع دقائق صباح الجمعة عندما أرسل الجيش الإسرائيلي رسالة قال فيها “القوات البرية تهاجم قطاع غزة في الوقت الراهن”، وهو البيان الذي وضحه في وقت لاحق بالقول إنه يعني أن القوات تقصف القطاع ولم تدخله.

وفي وقت لاحق الجمعة قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الرسالة ربما تكون مضللة، لكن “هذه الأمور تحدث أحيانا وسط أي عملية معقدة”.

وسواء كان هناك أي هجوم بري مرتقب أم لا، فإن إطلاق النار الكثيف وبيانات الجيش الإسرائيلي دفعا الكثير من سكان غزة إلى التعبير عن القلق والخوف على فيسبوك وغيره من مواقع التواصل.

وكتبت منى حلس، التي تشير صفحتها على فيسبوك إلى أنها تعيش في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة “الوضع عنا مرعب مرعب”. وكتب آخر من سكان غزة ويدعى محمد البردويل “ما يجري هو جنون لم نشهد له مثيلا”.

2