سكان غزة المنهكون يتداولون صور الدمار في إسرائيل

مخاوف متزايدة من اندلاع حرب أوسع نطاقا في المنطقة تجر قوى خارجية.
الثلاثاء 2025/06/17
هذه ليست غزة.. إنها تل أبيب

غزة - تداول سكان قطاع غزة صورا لمبان مهدمة وسيارات متفحمة أصابتها صواريخ إيرانية في مدن إسرائيلية وعبر الكثير منهم عن أمله في أن يفضي الصراع في نهاية المطاف إلى إحلال السلام على أرضهم المدمرة.

وأصابت صواريخ إيرانية تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية في إسرائيل قبل فجر الاثنين مما أسفر عن مقتل ثمانية على الأقل، ضمن موجة هجمات شنتها طهران ردا على حملة عسكرية إسرائيلية استهدفت برامجها النووية وبرامج الصواريخ الباليستية.

وقال محمد جمال (27 عاما) وهو من سكان مدينة غزة “الرد الإيراني فاجأني وفاجأ كتير من الناس، الفلسطينيين والإسرائيليين كمان، الكل كان يفكر إنه راح تكون رد مش كبير واستعراضي.”

وأضاف عبر تطبيق للتراسل “إني أشوف الصواريخ بتنزل والقبة الحديدية الغبية مش قادرة تعترضهم، وأشوف المباني بتنهدم والحرايق في كل مكان بيذكرني في الدمار اللي الاحتلال عمله في غزة، مع إني مش ممكن أقدر أقارن بين الاتنين طبعا” في إشارة إلى أن الدمار في قطاع غزة أكبر بكثير.

سكان قطاع غزة تداولوا صورا لمبان مهدمة وسيارات متفحمة أصابتها صواريخ إيرانية في عدد من المدن الإسرائيلية

والقبة الحديدية هي جزء من نظام دفاع صاروخي إسرائيلي متعدد الطبقات يتصدى للصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون التي يطلقها مسلحون من حركة حماس من قطاع غزة.

وقالت تحرير، وهي أم لأربعة أطفال تبلغ من العمر 34 عاما، إن منزلها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة دمر في الأسابيع الأولى من الحرب في 2023 ونزحت عائلتها عدة مرات منذ ذلك الحين.

وقالت “أخيرا الإسرائيليون شعروا في اللي إحنا عايشينه من شهور، الخوف وانعدام الأمل والتشريد.”

وأضافت “بتمنى إنه هالشي يخليهم يضغطوا أكتر على حكومتهم منشان تنهي الحرب لأنه كل اللي بيصير مع إيران اليوم هو جزء من حرب غزة الأوسع.”

أدت أحدث خسائر في الأرواح أعلنتها خدمات الطوارئ في إسرائيل إلى ارتفاع حصيلة القتلى إلى 23 منذ يوم الجمعة. وأفادت وزارة الصحة الإيرانية بأن الهجمات الإسرائيلية على إيران أسفرت عن مقتل 224 شخصا على الأقل منذ يوم الجمعة.

ومع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع، تزايدت المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في المنطقة تجر قوى خارجية.

فصائل فلسطينية تقودها حماس أشادت بالضربات التي تشنها إيران على إسرائيل

وقال عمرو صلاح (29 عاما) “عمري ما كنت مع إيران وما زلت ما بحبها بسبب تدخلهم في غزة، وفي كتير من الدول العربية لكن إني أشوفهم بينتقموا بشكل حقيقي هاي المرة مش زي المرات الماضية خلاني مبسوط بالرغم من كل الحزن اللي حواليا.”

وأضاف “يعني ما في مقارنة مع اللي إسرائيل عملته في غزة لكن على الأقل بعض منه، يمكن كل شي ينتهي حتى في غزة كمان.”

واندلعت الحرب في قطاع غزة قبل نحو عشرين شهرا بعد أن اقتحم مقاتلون بقيادة حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وذكرت إحصاءات إسرائيلية أن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل 1200 معظمهم من المدنيين واحتجاز 251 رهينة.

وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ ذلك الحين أسفرت عن مقتل ما يقرب من 55 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، ودمرت جزءا كبيرا من القطاع المكتظ بالسكان والذي يسكنه أكثر من مليونين. وشردت الحرب أغلب سكان القطاع ونشرت سوء التغذية على نطاق واسع.

ورغم جهود تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، لم تبد إسرائيل ولا حماس استعدادا للتراجع عن مطالبهما الأساسية، حيث يلقي كل طرف بالمسؤولية على الآخر في الفشل في التوصل إلى اتفاق.

وأشادت فصائل تقودها حماس بالضربات التي تشنها إيران. وجاء في بيان صادر باسم فصائل المقاومة الفلسطينية “مشاهد الصواريخ الإيرانية وهي تدك معاقل وأوكار الصهاينة تملك من الفخر والعزة والكرامة ما يبدد الغطرسة والهيمنة الصهيونية، وهي رسالة للكيان الصهيوني بأن أوهام التفوق والعلو قد ولت إلى الأبد.”

وشكر قادة حماس إيران مرارا على دعمها العسكري والمالي للحركة في حربها ضد إسرائيل، بما في ذلك خلال الحرب الحالية.

2