سكان جنوب لبنان يصرّون على العودة رغم النيران الإسرائيلية

ميقاتي يؤكد التزام بيروت بتنفيذ تمديد وقف إطلاق لغاية 18 فبراير، فيما تعلن واشنطن عن مفاوضات لإعادة المعتقلين اللبنانيين.
الاثنين 2025/01/27
استكمال مسيرة العودة تحت حماية الجيش اللبناني

بيروت - قتل شخص وأصيب سبعة بجروح الاثنين بنيران اسرائيلية خلال محاولة سكان الدخول إلى قرى حدودية في جنوب لبنان لليوم الثاني على التوالي، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية، وذلك بعدما شهد الأحد يوما داميا، إثر مقتل 22 شخصا، بينهم عسكري.

وقالت الوزارة في بيان إن "اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة أدت حتى الساعة إلى سقوط شهيد وسبعة جرحى"، وذلك غداة مقتل 24 شخصا بنيران القوات الإسرائيلية في ظروف مشابهة.

وأشارت إلى  ارتفاع حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين الذين حاولوا دخول بلداتهم الأحد إلى 24 قتيلا و134 جريحا.

ويستكمل سكان الجنوب مسيرة العودة إلى ديارهم مع الإعلان عن تمديد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان لغاية 18 فبراير المقبل.

ودخل قبل ظهر الإثنين، أهالي بلدة حولا في جنوب لبنان إلى البلدة بعد انتشار الجيش اللبناني في عدد من أحيائها، بحسب ما أعلنت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية.

ودخل الجيش اللبناني إلى بلدة عيترون في جنوب لبنان برفقة أهالي البلدة، بحسب ما أعلنته قناة "المنار" المحلية التابعة لحزب الله.

وأطلقت القوات الاسرائيلية النار باتجاه عناصر الجيش اللبناني المتمركزين في منطقة المفيلحة غربي بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان دون وقوع إصابات. كما أطلقت النار باتجاه الأهالي في بلدة الضهيرة الحدودية في جنوب لبنان لتخويفهم، بحسب "الوكالة الوطنية للإعلام".

إلى ذلك، أطلقت طائرة دون طيار إسرائيلية قنبلة على فريق الأشغال التابع لبلدية بني حيان أثناء عملهم على فتح الطريق وتعبيدها عند مدخل البلدة، وقد نجا الجميع بأعجوبة. كما ألقت الطائرة المسيرة قنبلة على فريق الأشغال في البلدة قرب النادي الثقافي دون وقوع إصابات، بحسب "الوكالة الوطنية للإعلام".

ووصلت تعزيزات للجيش اللبناني صباح اليوم الإثنين إلى مشارف بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان، تمهيدا للدخول إليها والبدء بالانتشار فيها، برفقة جمعية كشافة الرسالة الاسلامية - مركز ميس الجبل التطوعي. وتجمع المواطنين اللبنانيون عند مداخل البلدة للدخول إليها مع الجيش اللبناني.

وأفادت قناة "المنار" أن" الجيش اللبناني يتقدم مواكب العائدين إلى بلدة ميس الجبل صباح الاثنين حيث من المنتظر أن تنسحب القوات الإسرائيلية التي ما زالت تطلق النار من البلدة.

وتأتي هذه التطورات، بعد أن أعلنت الاثنين أنها وافقت على تمديد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حتى 18 فبراير بعد وساطة أميركية، وذلك إثر عدم التزام إسرائيل الموعد النهائي لسحب قواتها من الجنوب اللبناني.

وبموجب الاتفاق، كان أمام القوات الإسرائيلية حتى الأحد لتنسحب من مناطق لبنانية حدودية توغلت فيها خلال الحرب. لكن إسرائيل أكدت الأسبوع الماضي أن قواتها ستبقى إلى ما بعد المهلة، بينما اتهمها الجيش اللبناني بـ"المماطلة".

كما يتوجب على حزب الله الذي تلقى ضربات موجعة خلال الحرب، سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية في الجنوب.

وتبادل لبنان وإسرائيل خلال الأسابيع الماضية الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي تمّ إبرامه بوساطة أميركية، وتشرف على تنفيذه لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل واليونيفيل.

وأوضح البيت الأبيض في بيان مقتضب الأحد أن "الاتفاق بين لبنان وإسرائيل الذي تشرف عليه الولايات المتحدة سيبقى ساري المفعول حتى 18 فبراير 2025".

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي من جهته في بيان إنه تشاور مع الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن "المستجدات الحاصلة في الجنوب" و"الاتصالات التي جرت مع الجانب الأميركي المولج رعاية التفاهم على وقف إطلاق النار".

وأضاف ميقاتي "الحكومة اللبنانية تؤكد... استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير 2025".

ولم يتحدث بيان البيت الأبيض صراحةً عن وقف إطلاق النار الذي أصبح محل شكوك متزايدة بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية 22 شخصا الأحد وفقا لوزارة الصحة اللبنانية مع اندفاع مئات اللبنانيين منذ الصباح الباكر ومحاولتهم دخول بلدات وقرى لبنانية حدودية لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي.

كما لم يأتِ البيت الأبيض في بيانه على ذِكر فرنسا التي عملت إلى جانب الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جو بايدن للتوصل إلى وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر.

وأعلن الاليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "سحب قواته التي لا تزال منتشرة في لبنان"، وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما الأحد.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون شدد "على أهمية ألا يقوض أي شيء جهود السلطات اللبنانية الجديدة لاستعادة سلطة الدولة على كامل أراضي بلادها".

وقال البيت الأبيض أيضا إن "حكومات لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة ستبدأ مفاوضات لإعادة المعتقلين اللبنانيين الذين تم أسرهم بعد 7 أكتوبر 2023"، وهو اليوم الذي شهد الهجوم الدامي الذي شنته حركة حماس الفلسطينية ضد إسرائيل.

وقال ميقاتي في بيانه إن هذه المفاوضات ستتم "بناء على طلب الحكومة اللبنانية".

وكان المواطنون اللبنانيون قد توجهوا الأحد للعودة إلى قراهم المحتلة في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار. وأطلقت القوات الإسرائيلية النار على المواطنين خلال محاولتهم الدخول إلى بلداتهم ما أدى إلى مقتل 22 شخصا بينهم تسعة أطفال ومسعف ومعاون أول في الجيش اللبناني، وجرح 124 آخرين. كما أسر الجيش الإسرائيلي عددا من المواطنين اللبنانيين.

وواكبت وحدات من الجيش اللبناني الأحد دخول المواطنين إلى بلدات: عيتا الشعب - بنت جبيل، ودير سريان، عدشيت القصير، الطيبة، القنطرة - مرجعيون، في جنوب لبنان، إضافة إلى مناطق حدودية أخرى، بالرغم من رفض القوات الإسرائيلية الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلتها منذ أكتوبر الماضي.