سقوط الأسد يحول حزب الله من قوة تعرج إلى تنظيم مسلح كسيح

حزب الله لن يجد أي خيار سوى تضييق طموحاته بعد أن فقدت إيران السيطرة على ممر بري لمده بالأسلحة.
الاثنين 2024/12/16
الحزب يعيش أحلك أيامه

بيروت- تشل الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كانت تربطه بإيران علاقات وطيدة، قدرات حزب الله اللبناني وتجعل قدرته على التعافي أمرا صعبا، حيث يقطع التغيير طريقا حيويا لتهريب الأسلحة الإيرانية عبر سوريا.

وعجز الحزب، الذي كان يعاني من الفوضى على خلفية الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قياداته الأشهر الأخيرة، عن التحرك لإنقاذ نظام الأسد.

وينتاب مسؤولي حزب الله قلق عميق، لكنهم لا يُبدون ذلك ويحاولون إظهار الاتحاد والقوة.

وقال حسن فضل الله النائب بمجلس النواب اللبناني والمسؤول الكبير في حزب الله، خلال خطاب ألقاه في جنازة للمسلحين الذين قتلتهم إسرائيل، إن ما يحدث في سوريا يعتبر تغييرا كبيرا وخطيرا وجديدا.

ينتاب مسؤولي حزب الله قلق عميق حيال تطورات الوضع في سوريا، لكنهم لا يُبدون ذلك ويحاولون إظهار الاتحاد والقوة

وأشار إلى أن سبب حدوث ذلك يحتاج إلى تقييم. وأكد أن كل ما يحدث في سوريا -رغم مخاطره- لن يضعف الحزب.

لكن محللين وخبراء يرون أنه في حين جعلت ضربات إسرائيل الحزب أعرج، يؤدي سقوط الأسد إلى تحوله إلى نظام كسيح.

وقال المقدم فارس البيوش -المنشق عن الجيش السوري الذي قاتل في الحرب الأهلية ضد قوات الأسد وحزب الله حتى 2017، ثم انتقل إلى تركيا- إن “سقوط النظام يمثل نهاية الأسلحة الإيرانية في سوريا ولبنان.”

ولعبت دمشق دورا حاسما في تمكين حزب الله، الذي أسسه مستشارون إيرانيون في مطلع الثمانينات وصلوا إلى لبنان عبر سوريا.

ووفرت سوريا موقعا درّب فيه حزب الله المقاتلين وصنع أسلحته الخاصة، إضافة إلى كونها قناة للأسلحة الإيرانية.

وتوسعت قوة حزب الله وأصبح طرفا مكن الأسد من الاعتماد عليه خلال الأزمات. وأرسلت الجماعة آلاف المقاتلين لدعم قوات الأسد حين اندلعت الحرب الأهلية سنة 2011.

وتوقع الكثيرون أن يخوض المسلحون مطلع ديسمبر الحالي معركة شرسة كما حدث خلال 2013، ويمنعوا معارضي الأسد من التقدم إلى دمشق، بعد السيطرة على حمص.

لكن حزب الله كان هذه المرة في حالة من الفوضى بعد أن قُتل العديد من كبار مسؤوليه، كأمينه العام حسن نصرالله، في غارات جوية إسرائيلية. كما دمرت أشهر من القصف الإسرائيلي الكثير من بنيته التحتية العسكرية.

واعتبر كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط فراس مقصد أن حزب الله صار يواجه واقعا جديدا في لبنان بعد رحيل الأسد.

وقال لأسوشيتد برس إن الكثير من القادة اللبنانيين لم يدركوا بعد حجم التغيير الذي شهدته المنطقة. وذكر أن بعض حلفاء حزب الله في البرلمان بدأوا ينأون بأنفسهم عن الجماعة.

وأكد جبران باسيل، النائب الذي يمثل حزب التيار الوطني الحر المسيحي في لبنان، أن خسارة حزب الله لممر إيصال الأسلحة من إيران قد تساعد لبنان على الخروج من الصراع الإقليمي.

ويرى باسيل، الذي كان حليفا لحزب الله، أن على الجماعة التركيز على الشؤون الداخلية وليس المنطقة الأوسع.

pp

ومن المتوقع ألا يجد حزب الله أي خيار سوى تضييق طموحاته بعد أن فقدت إيران، بسقوط الأسد، السيطرة على ممر بري امتد عبر العراق وسوريا وصولا إلى البحر المتوسط. ومنحها ذلك في السابق طريقا دون عوائق لإمداد حزب الله.

وقال آرون لوند، الخبير في الشؤون السورية بمؤسسة القرن البحثية في نيويورك، “ربما يمكنهم اعتماد الجو في إيصال بعض الأشياء وتهريب أخرى. لكن هذا لن يكون على النطاق السابق نفسه، ولا حتى قريبا منه.”

وتعتبر إسرائيل كسر شبكة إيران الإقليمية هدفا رئيسيا. لكنها تشعر بالقلق من وجود متشددين إسلاميين من بين المتمردين الذين أطاحوا بالأسد. ونقلت الأحد الماضي قواتها إلى منطقة عازلة منزوعة السلاح مع سوريا بالقرب من مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها، فيما وصفته بالإجراء الأمني المؤقت.

ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سقوط الأسد بـ”اليوم التاريخي”، معتبرا إياه “نتيجة مباشرة للضربات التي وجهناها إلى إيران وحزب الله، داعميه الرئيسيين.”

1