سقوط الأسد يجدد أمل الإسرائيليين في الوصول إلى رفات الجاسوس كوهين

دمشق- تحاول إسرائيل عبر وسطاء تحديد مكان رفات الجاسوس إيلي كوهين وجندي إسرائيلي اعتبر في عداد المفقودين بعد اختفائه عام 1982 في سوريا، كما أفاد مسؤول فلسطيني مفضلا عدم الكشف عن هويته.
ظلت إسرائيل تحيي موضوع كوهين وتذكر به عبر إنتاج أفلام ومسلسلات وكتب حول تجربته وتصويره كبطل قومي منذ أعدمته السلطات السورية شنقا في ساحة المرجة في دمشق عام 1965 بعدما نجح في اختراق أعلى مستويات النظام في هذا البلد.
وجسّدت “نتفليكس” سيرته في مسلسل “الجاسوس” الذي لاقى نجاحا واسعا في عام 2019.
كان يعرف في صفوف الموساد الإسرائيلي باسم "العميل 88"، حيث سافر لاحقا إلى سوريا ونجح هناك في بناء سمعته كرجل أعمال ناجح ومتحمس لوطنه الأصلي سوريا
ونجحت إسرائيل، عبر الأفلام والمسلسلات والكتب التي دعمتها، في أن تقدم روايتها عن شخصية كوهين ودوره وبطولاته في غياب رواية سورية مضادة عن شخصية الجاسوس، وما إذا كان فعلا قد نجح في اختراق المجتمع السوري كما تصوره الرواية الإسرائيلية.
وتقول الرواية الإسرائيلية إن كوهين تلقى تدريبات استخباراتية مكثفة من بينها التدريب على إتقان اللهجة السورية، وأصبح اسمه الجديد “كامل أمين ثابت”، ليسافر إلى الأرجنتين ويروج لنفسه باعتباره تاجرا عربيا ثريا.
كان يعرف في صفوف الموساد الإسرائيلي باسم “العميل 88″، حيث سافر لاحقا إلى سوريا وادعى أنه مغترب سوري مهاجر من الأرجنتين ونجح هناك في بناء سمعته كرجل أعمال ناجح ومتحمس لوطنه الأصلي سوريا.
وطّد علاقته هناك بكبار الشخصيات في حزب البعث الذي كان قد صعد نجمه في ذلك الوقت، ما مكنه من مرافقة كبار الضباط إلى مرتفعات الجولان الإستراتيجية، بل والتقاط صورة وهو واقف ينظر إلى إسرائيل في الجهة المقابلة.
كان كوهين يستقبل كبار المسؤولين في منزله في سهرات خاصة، يستطيع من خلالها انتزاع المعلومات الحساسة، ثم ينقلها عبر جهاز راديو من شقته في دمشق إلى الموساد، قبل أن يثير الشكوك بعد أن كشف السوريون وجود جاسوس يسرب معلومات دقيقة عن أنشطتهم ليتم القبض عليه.
وأحيت التغييرات، التي جرت في سوريا بسقوط الأسد، آمال الإسرائيليين وسعيهم لإيجاد رفات كوهين.
وأكّد المسؤول الفلسطيني لوكالة فرنس برس أنه “تم التواصل معنا عبر وسطاء من أجل المساعدة في العثور على رفات جندي إسرائيلي ثالث فقد عام 1982.” وأضاف المسؤول المقيم حاليا في دمشق أن “هناك اتصالات أخرى لمعرفة مكان رفات العميل الإسرائيلي المعروف إيلي كوهين.”
وقال مسؤول فلسطيني آخر فضّل كذلك عدم الكشف عن هويته إن الوساطة تتم عبر روسيا ومع مسؤولين فلسطينيين خارج سوريا.
وفي صيف 2018 أعلنت الدولة العبرية أنّها استعادت ساعة يد كوهين التي كانت جزءا من “هويته العربية الزائفة” وذلك بفضل “عملية خاصّة نفّذها الموساد في دولة عدوّة.”
وسرت آنذاك معلومات بشأن مفاوضات تجريها إسرائيل مع روسيا، حليفة النظام السوري، من أجل استعادة أغراض شخصية أخرى لكوهين، وحتّى رفاته.
وفي عام 2019 أفرجت إسرائيل عن سجينين سوريين بعد أن استعادت عبر روسيا رفات الجندي الإسرائيلي زخاري باومل الذي فقد منذ عام 1982 في لبنان.
فُقد باومل في معركة بين القوات الإسرائيلية والقوات السورية قرب قرية السلطان يعقوب اللبنانية القريبة من الحدود مع سوريا في يونيو 1982، بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان.
وكان الجيش السوري ينتشر آنذاك أيضا في أجزاء كبيرة من لبنان. وما زال جنديان إسرائيليان هما يهودا كاتز وزفي فلدمان مفقودين منذ ذلك الوقت.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإنّ “القوات الروسية عملت خلال شهر فبراير على نبش قبور في مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب دمشق، بحثا عن رفات جنديين إسرائيليين والجاسوس الشهير إيلي كوهين.”