سفير الإمارات بواشنطن: نتوقع أن تراجع إدارة بايدن السياسات الراهنة

الإمارات ستعمل عن كثب مع إدارة بايدن من أجل التوصل إلى نهج شامل للسلام في الشرق الأوسط.
الخميس 2021/01/28
صفقة معطلة لنحو ستّ سنوات

واشنطن – علّقت الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس جو بايدن الأربعاء بيع أسلحة للسعودية ومقاتلات أف - 35 للإمارات في إطار مراجعة أوسع لاتفاقيات بيع الأسلحة.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الوزارة تراجع مبيعات الأسلحة المعلقة، لأنها تجري مراجعة أوسع للاتفاقيات التي تبلغ قيمتها المليارات من الدولارات والتي أبرمتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال بلينكن في أول مؤتمر صحافي له الأربعاء بوزارة الخارجية "بشكل عام، عندما يتعلق الأمر بمبيعات الأسلحة، فمن المعتاد في بداية أي إدارة مراجعة أي مبيعات معلقة، للتأكد من أن ما يتم النظر فيه هو شيء يعزز أهدافنا الاستراتيجية، ويدفع سياستنا الخارجية إلى الأمام.. هذا ما نقوم به في هذه اللحظة".

وتأتي تصريحات بلينكن بينما دعت روسيا وإيران الثلاثاء الولايات المتحدة إلى إنقاذ الاتفاق النووي لتحترم إيران التزاماتها. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لدى استقباله نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، إن “القضية المطروحة جدا راهنا هي إنقاذ (الاتفاق) ونحن، مثل إيران، نتمنى العودة إلى تنفيذه التام والكامل”.

وتعكس هذه القرارات تغييرا كبيرا في توازنات التحالفات الأميركية، إذ إن السعودية كانت مع إسرائيل، الركيزة الأساسية لسياسة دونالد ترامب المناهضة للنفوذ الإيران في المنطقة.

وعلّق سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة على القرار قائلا إن بلاده تتوقع أن تراجع الإدارة الأميركية الجديدة السياسات الراهنة، وإنها ترحب بالجهود المشتركة لخفض التوتر وإحياء الحوار الإقليمي.

وأضاف السفير في تغريدات متتابعة على موقع تويتر أن الإمارات ستعمل عن كثب مع إدارة بايدن من أجل التوصل إلى نهج شامل للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وتابع “لطالما حاربت الإمارات إلى جانب الولايات المتحدة. ومن خلال المئات من المهام المشتركة والمشاركة في ستة جهود للتحالف بقيادة واشنطن، علمنا أن مفتاح التنسيق العسكري هو التوافقية”.

وقال إنه “مع نفس المعدات والتدريب، تكون القوات الأميركية والإماراتية أكثر فعالية معا متى وأينما كان الأمر مهما”.

ومن المعتاد إجراء مثل هذه المراجعات عند تولي إدارة جديدة، لكن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب كانت تعقد صفقات في اللحظات الأخيرة، ومن ذلك بيع 50 مقاتلة أف - 35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن كصفقة على هامش اتفاقيات أبراهام، والتي جرى توقيعها قبل لحظات من أداء بايدن اليمين.

وقال العتيبة على حساب السفارة “ستعمل دولة الإمارات العربية المتحدة عن كثب مع إدارة بايدن من أجل التوصل إلى نهج شامل للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.

واعتبر “أن صفقة أف - 35 تتجاوز بكثير بيع عتاد عسكري لشريك، مثل الولايات المتحدة، بل إنها تسمح لدولة الإمارات بالحفاظ على رادع قوي ضد العدوان. وهي تساعد، بالتوازي مع الحوار الجديد والتعاون الأمني، في طمأنة الشركاء الإقليميين”.

ومقاتلات أف - 35 مكون رئيسي في صفقة قيمتها 23 مليار دولار لبيع أسلحة متقدمة من شركات جنرال أتوميكس ولوكهيد وريثيون تكنولوجيز للإمارات.

وقالت إدارة شركة ريثيون في مؤتمر عبر الهاتف مع مستثمرين بعد إعلان الأرباح الثلاثاء “مع تغير الإدارة يتضاءل احتمال أن نتمكن من الحصول على ترخيص” بيع تجاري مباشر لأسلحة هجومية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار، لمشتر في الشرق الأوسط. ولم تكشف الشركة اسم المشتري.

وحصلت صفقة الطائرات المسيرة ومقاتلات أف - 35 الأميركية للإمارات على موافقة مجلس الشيوخ ديسمبر الماضي، وتنتظر قرار الرئيس بايدن. وفي حال إتمام الصفقة، ستصبح الإمارات أول دولة عربية تحصل على هذه الطائرات المتطورة.

ولم يصرح الرئيس جو بايدن علنا خلال حملته الانتخابية في ما يتعلّق بالصفقة الإماراتية، لكن وزير خارجيته بلينكن كان أوضح قبل الانتخابات أن "إدارة بايدن ستدرس بصورة دقيقة تفاصيل الصفقة".

وتشمل الصفقة 50 طائرة أف - 35، وهي المقاتلة الأكثر تقدما في العالم، وما يزيد على 14000 من القنابل والذخائر، وتشمل أيضا ثاني أكبر عملية بيع طائرات مسيرة أميركية لدولة واحدة.

وكان البيت الأبيض قال في بيان سابق إن المبيعات تدعم بشكل مباشر سياسة الولايات المتحدة الخارجية وأهداف الأمن القومي عبر "تمكين الإمارات من ردع السلوك العدواني والتهديدات الإيرانية المتزايدة"، بعد إبرام اتفاق سلام بين الإمارات وإسرائيل.

وتتفاوض الإمارات، الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة، منذ نحو ست سنوات على شراء المقاتلات المتطورة لتعزيز قدراتها العسكرية، حيث تعمل الدولة الخليجية على تطوير إمكانياتها من الصناعات العسكرية بما يتناسب مع التحديات في المنطقة.

وفي الماضي، كان ممنوعا على الدول العربية الحصول على طائرات أف - 35، بينما تمتلك إسرائيل حوالي 24 منها ومن المقرر أن تشتري 50 أخرى.