سعيد يوجه رسالة لتبون لتأكيد عمق العلاقة بين تونس والجزائر

تونس - وجه الرئيس التونسي قيس سعيد رسالة نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون حيث كلف الثلاثاء وزير الخارجية نبيل عمار بإيصالها في زيارة قريبة للعاصمة الجزائرية بينما تسعى تونس لتعزيز الشراكة مع الجارة الغربية التي باتت من أكثر الدول الداعمة لتونس بعد إجراءات 25 يوليو.
وتأتي الرسالة بعد الجدل الذي أحدثه رئيس حزب البناء الوطني الجزائري عبدالقادر بن قرينة بشان مزاعم حول تطبيع قريب بل وخلال أيام بين تونس وإسرائيل ودعوة جهات تونسية لضرورة تحرك وزارة الخارجية للرد على تلك المعطيات والاحتجاج أمام نظيرتها الجزائرية.
والرسالة لا يمكن فصلها عن المصاعب الاقتصادية والمالية التي تمر بها تونس بما في ذلك ندرة المواد الأساسية وتراجع المقدرة الشرائية للتونسيين.
ودعمت الجزائر تونس في العديد من الأزمات خاصة في أزمة كورونا بنقل كميات من الأوكسجين إضافة لتزويد تونس بالغاز لمواجهة أزمة الطاقة والكهرباء إضافة لتقديم قروض ومساعدات مالية وقد كان ذلك الدعم محل انتقاد من أحزاب وقوى إسلامية في البلدين.
وفي المقابل شهدت العلاقة بعض التوتر في فبراير الماضي بسبب سماح تونس للمعارضة والحقوقية الجزئرية اميرة بوراوي بمغادرة البلاد من مطار قرطاج بعد هروبها من الحدود حيث تحدثت مصادر عن دور فرنسي في هذا الملف لكن الجانب الجزائري سعى لعدم التصعيد وخير تمرير الملف.
واتهم وزير الإعلام الجزائري محمد بوسليماني الصحافة الفرنسية بـ"محاولة زعزعة" علاقات بلاده مع تونس التي وصفها بالاخوية فيما اجري تبون حينها اتصالا هاتفيا بقيس سعيد.
والعلاقة بين الجزائر وتونس علاقة مصلحية بالأساس فتونس تحتاج للدعم الاقتصادي والمالي الجزائري فيما تعتقد السلطات الجزائرية ان تونس منفذها الوحيد في ظل توتر علاقاتها مع المغرب واسبانيا وحتى فرنسا.
وطالب سعيد خلال لقاء بوزير الخارجية في قصر قرطاج الثلاثاء لاستكمال الحركة الدبلوماسية والقنصلية بضرورة التاكيد على دور الدبلوماسية التونسية وعلى ضرورة ان ان كل من سيتم اعتماد سفيرا يجب ان يمثل تونس احسن تمثيل ويعمل على تطوير العلاقات التي سيمثل تونس فيها.
وشدد الرئيس الجزائري مرارا على ضرورة الوقوف الى جانب تونس قائلا في مقابلة عرضت في شهر ابريل الماضي ان بلاده لن تسمح بانهيار تونس مشيرا إلى ضغوط خارجية على تونس وصفها بالخبيثة.
وتعتقد الجزائر ان تهديد استقرار تونس سيؤدي الى تهديد امنها وهو ما يفسر تعزيز التعاون العسكري والأمني على الحدود لمواجهة التنظيمات الإرهابية التي تراجع خطرها خلال السنوات الاخيرة بسبب هذا التنسيق.
وفي المقابل تعتبر قوى سياسية على راسها جبهة الخلاص الوطني ان تونس تخضع للنفوذ الجزائري وهو نفوذ جعل السلطات تسكت امام التقارير التي تتحدث عن دور جزائري في السماح للمهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا جنوب الصحراء بالدخول للحدود التونسية بهدف الوصول الى الفضاء الأوروبي.
وشن كل من رئيس جبهة الخلاص الوطني نجيب الشابي والرئيس الأسبق المنصف المرزوقي انتقادات واسعة للجزائر مطالبين إياها بعدم التدخل في شؤون تونس.