سعوديون يردون على امتناع فلسطين عن التصويت لصالحهم: جحود ونكران للجميل

الرياض - أثار امتناع الاتحاد الفلسطيني عن التصويت لصالح استضافة السعودية بطولة كأس أمم آسيا 2027 غضب الشارع السعودي الذي وصف الخطوة الفلسطينية بـ"الجحود" و"نكران الجميل"، خاصة أن المملكة كانت من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية سياسيا وماليا.
وزاد تبرير رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب لعدم التصويت من استفزاز السعوديين الذين لم يقتنعوا بالحجج التي ساقها، وتساءل بعضهم "كيف يصدق الملايين ادعاءه المرض والإعياء، في حين شاهدوه بأعينهم يدلي بالصوت الفلسطيني في صناديق اقتراع الكونغرس الآسيوي أمام الشاشات؟".
وقال الرجوب "إن خللا فنيا حصل من مندوبنا أثناء عملية التصويت، أنا شخصيا غادرت بعد انتخاب ممثلي غرب آسيا في المكتب التنفيذي ولأسباب صحية طارئة، وتوجهت إلى أمين عام الاتحاد السعودي واعتذرت لأنني سأغادر فقال لي: لن يكون هناك تصويت وعلى هذا الأساس أنا غادرت". وأضاف الرجوب "واضح أن مندوبنا أخطأ وأعتقد أنها المرة الأولى التي يشارك فيها في هذا المؤتمر".
وفازت السعودية بحق استضافة كأس آسيا 2027 للمرة الأولى في تاريخها بعد انسحاب جميع منافسيها الذين كان آخرهم الاتحاد الهندي لكرة القدم. وجاء ذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية الثالث والثلاثين للاتحاد الآسيوي بالعاصمة البحرينية المنامة الأربعاء، حيث صوّت 43 اتحادا من أصل 45 لصالح الملف السعودي بما في ذلك إيران، فيما امتنع الاتحادان الفلسطيني والتركمانستاني عن التصويت.
◙ تبرير رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب لعدم التصويت يزيد من استفزاز السعوديين الذين لم يقتنعوا بالحجج التي ساقها
وكانت قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية قد ذكرت أن الاتحاد الفلسطيني لم يصوت للسعودية في حين صوت الاتحاد الإيراني لكرة القدم، الأمر الذي أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة.
وقال الكاتب السعودي أحمد الشمراني، في مقال له موجه إلى الاتحاد الفلسطيني بعنوان "فزنا وخسرت فلسطين"، "كنا نراكم صوتا وصورة وأنتم تسيئون للمملكة ويقول حكامنا تجاهلوهم هؤلاء لا يمثلون فلسطين ولا قضيتها العادلة..!".
وأضاف الشمراني "حكامنا على امتداد الأزمنة والعصور كانوا مع فلسطين أكثر من الفلسطينيين مع أنكم لم تكونوا يوما من الأيام مع المملكة.. عدم تصويتكم أفرحنا ولم يغضبنا لأنه كان بمثابة التأكيد على أنكم تقابلون مواقفنا بالجحود وإحساننا بالإساءة..".
وجاء عدم تصويت الاتحاد الفلسطيني بعد أيام فقط من تشديد السعودية على لسان وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان على أن بلاده لن تقبل بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، قبل إقامة دولة فلسطينية.
وأكد الوزير على أن "التطبيع الحقيقي، والاستقرار الحقيقي، سيتحققان فقط من خلال منح الفلسطينيين الأمل، ومن خلال منحهم الكرامة"، مشددا على أن ذلك "يتطلب إعطاء الفلسطينيين دولة، وتلك هي الأولوية".
ويرى متابعون أن امتناع الاتحاد الفلسطيني عن التصويت وقبله تعمد بعض الفلسطينيين الإساءة للمملكة من شأنهما أن يؤثرا على طبيعة العلاقات بين الطرفين، ولاسيما بين الرياض والسلطة الفلسطينية التي يقودها محمود عباس.
وفي خطوة يبدو أن الهدف منها استيعاب ردود الفعل الشعبية في السعودية، اعتبر الاتحاد السعودي لكرة القدم أن امتناع نظيريه الفلسطيني والتركمانستاني عن التصويت لصالح استضافة المملكة بطولة كأس أمم آسيا هو "خطأ بسيط جدا"، مشددا على أنهما من بين أكثر الاتحادات التي ساندت الملف السعودي خلال الانتخابات.