سعوديون يبحثون عن تعريف للنسوية على تويتر

الرياض - فجرت تغريدة للناقد السعودي عبدالله الغذامي على حسابه في تويتر عرف من خلالها مصطلح “النسوية” من وجهة نظره، جدلا واسعا.

وغرد الغذامي:

وقال الغذامي إن تغريدته كانت إجابة على سؤال في حسابه الخاص.

وعارض بعضهم تعريفه. وقال الناشط حسين منصور:

وقال معلق:

Haunted2012@

أتفق معك في الجزء الأخير بأنه يُنظر إلى كل من تطالب بحق المرأة على أنها نسوية وهو ليس بالضرورة، ولا أتفق معك في الجزء الأول، فالمركزية التي تحاول النسوية استعادة “ولو جزء منها”، سرقها الرجل وتنعم بها “لوحده” لمئات السنين وما زال. ثم تضايق من “أنانية”المرأة، لمحاولتها إعادة التوازن.

وانتقدت الناشطة أنجل الشهري التي شغلت السعوديين قبل سنتين بعد أن تحدّت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخرجت إلى شارع التحلية دون عباءة.

AngelQShe_@

النسوية فلسفة تحررية وحركة سياسية توسعت وتقاطعت فيها كل مفاهيم الاضطهاد والسلطة، لتشمل حتى تحرر الذكور الغيريين والمثليين والعابرين جنسيا والعمّال والأبناء الطبيعيين. عبدالله الغذامي وأشباهه يشعرون بالتهديد نسويا، لكون تحرر الآخرين يحرمهم من السلطة الوحيدة التي يقدرون أن يمارسوها على أيّ أحد.

وجاء في حساب على تويتر:

وتساءل معلق:

FawazAlharbii@

#النسوية هي حركة اجتماعية مضادة للسيطرة الذكورية على #المرأة، الغالبية تعتـرف بأن فيهـا جزءا من التطرف، لكن هذا التطـرف مقبـول في ظـل التـزمت والتعنـت والقهر الذكـوري… لا أعلـم سر
محاربتها من بعض النساء والكثير من الرجال؟!

واعتبرت فاطمة العيسى:

ALessiFatima@

وكأنه يعيب النسوية هذا التعريف؛ مع أنه غير منصف، لكن لا بأس فلتهتمّ بقضايا المرأة وحدها لأنها تمثل الغالبية المظلومة، سيتوسع المفهوم في ما بعد ليشمل المظلومين من الجنسين. أما الخلط الناتج فليس ذنب النسوية، مع أنه تم استغلاله بشكل سيء وأساء إلى القضايا العادلة كثيرا.

وأجابها الغذامي في تغريدة:

ghathami@

ويقول مراقبون إن الحراك النسوي السعودي حرّك المياه الراكدة في الخليج العربي كله، مؤكدين على ضرورة الاستفادة من معايشة جيل نسوي مختلف.

واعتبر مغرد:

يذكر أن النسوية (Feminism) جاءت نتيجة تغييب دور المرأة من المشهد، وتتغير المطالب حسب الجغرافيا والزمن، فهناك من يطالبن بالمساواة مع الرجل، والبعض يدعو المرأة إلى المساهمة في النهضة والتحرر من قيود التقاليد، وهناك من يطالب على أقل تقدير بحقوق المرأة المشروعة مثلما يحدث في المملكة.

وكأي حركة غير معهودة في مجتمع محافظ ولا يعترف أساسا بمشاركة المرأة، إما بسبب التقاليد وإما بسبب موروث ديني موغل في الإقصاء والتهميش، فقد واجهت النسوية السعودية تشويها وهجوما اجتماعيّا واحتقارا لمطالبها، وعدم اعتراف بحقوقها، وصورت على أنها “حركة متمردة” خاصة بعد مطالبتها بإسقاط نظام الولاية.

وبحكم هذا التشتت فقد انقسمت النسوية على نفسها في ضعف ملموس لا يبشر بتحقيق أي مكتسبات من طريقها؛ ما جعلها فريسة لاستبداد الذكورية المؤدلجة المتشبثة بمقولة “من بيتك لقبرك”.

واستطاعت النسويات تثبيت أقدامهن من خلال موقع تويتر الذي وفر لهن منبرا حرا للمطالبة بحقوقهن.

ويُنظر إلى تويتر الآن على أنه وسيلة للتواصل الاجتماعي الأكثر تأثيرا في المجتمع السعودي وهو المكان الذي تستطيع فيه النساء السعوديات تبادل قصصهن.

وشهدت السعودية تطورا في حقوق النساء مؤخرا، تزامنا مع خطط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتطوير البلاد. لكن يبقى أبرز مطلب للسعوديات هو إسقاط الولاية الذكورية عن المرأة.

ويرفض مغردون وخاصة “الذكور” الحملة التي تدخل عامها الثالث ووصفوا المشاركات فيها بأبشع الأوصاف. وتقول منيرة الناهض، باحثة ومستشارة مستقلة، في جامعة روتجرز، “انفجر تويتر بالمطالبات بحقوق المرأة السعودية في 2016، ويقوم موقع التواصل بدور كبير في خلق وعي النساء بقضاياهن، ونحن نعرف أن قادتنا يراقبون الموقع”.

وطبقا لتقرير نشره مركز “قيادة المرأة العالمية” في جامعة روتجرز، فإن أكثر من 40 بالمئة من مستخدمي تويتر في السعودية البالغ عددهم 6.3 ملايين شخص، هم من النساء، ومعظم الحسابات غامضة الهوية، وتُنشر التغريدات بالعربية والإنكليزية.