سعوديون: زيارة بايدن انتصار للأمير محمد بن سلمان

الرياض – تلقى زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن منتصف الشهر المقبل إلى المملكة العربية السعودية تفاعلا كبيرا في الأوساط السياسية والشعبية السعودية، التي ترى في الخطوة نجاحا لقيادة بلادهم في كسر “الاستعلاء” الأميركي، وتأكيدا على مكانة المملكة في الساحة الدولية.
وسيطرت حالة من النشوة على المعلقين السعوديين على إثر إعلان البيت الأبيض عن موعد الزيارة، معيدين التذكير بما قاله الرئيس بايدن في السابق عن اعتزامه العمل على جعل المملكة دولة “منبوذة” دوليا وأنها “ستدفع الثمن”، على خلفية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

الأمير تركي الفيصل: الشعبية المتدهورة لبايدن هي التي تدفعه إلينا
وأكد البيت الأبيض الثلاثاء أن بايدن سيزور في الثالث عشر والسادس عشر من يوليو المقبل السعودية والأراضي الفلسطينية وإسرائيل. وأنه سيلتقي بحاكم السعودية الفعلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وانبرى المعلقون السعوديون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للإشادة بالأمير محمد بحسن تعامله مع الأزمة التي تعتري العلاقات الأميركية – السعودية، والتي انتهت بتحول بايدن إلى جدة لملاقاته.
وقال فيصل الشمري المراسل بقناة العربية المملوكة لسعوديين في تغريدة “قلناها منذ مبطئ ولم نبالغ الجميع سوف يأتي تباعا إلى الرياض. تعاملت السعودية مع المتغيرات الجيوسياسية الدولية باحترافية وندية عالية جعلت منها لاعبا أساسيا في التوازنات السياسية والاقتصادية الدولية بين الشرق والغرب”. وأضاف “الواقعية السياسية غيرت قناعات الإدارة”.
وكان بايدن رفض التعامل مباشرة مع الأمير محمد، ومنح الضوء الأخضر لنشر تقرير للمخابرات الأميركية بشأن تفاصيل مقتل الصحافي خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في العام 2018. ونفت الحكومة السعودية أن يكون للأمير محمد أي دور في الحادث، مشددة على أنها “جريمة شنيعة نفذتها جماعة مارقة”.
ولم يكتف الرئيس بايدن بتجاهل الأمير محمد، بل اتخذت إدارته خطوات غير ودية تجاه الحليف في الشرق الأوسط من خلال شطب المتمردين الحوثيين في اليمن من لائحة الإرهاب، على الرغم من هجماتهم المتكررة لأراضي المملكة، والتي طالت في وقت سابق من العام الجاري الإمارات العربية المتحدة.
كما تجاهلت الإدارة الأميركية احتياجات المملكة الأمنية من خلال تعطيل صفقات أسلحة كان متفقا عليها بين الرياض والإدارة السابقة، ولم تعر واشنطن اهتماما كبيرا لجهة التحدي الأمني الذي تفرضه إيران في المنطقة واندفعت صوب مفاوضات للعودة إلى الاتفاق النووي السابق مع طهران.
ومع تفجر الصراع الروسي – الأوكراني، وجدت إدارة بايدن نفسها ملزمة بإعادة النظر في سياساتها تجاه المنطقة ولاسيما السعودية، التي كانت تبنت موقفا محايدا من الأزمة، ورفضت المطالبات الأميركية بزيادة ضخ النفط في الأسواق العالمية التي شهدت أسعارها ارتفاعا كبيرا.
وتضع زيارة بايدن للمملكة في الفترة من الخامس عشر إلى السادس عشر من يوليو، حيث من المقرر أن يحضر أيضا قمة إقليمية، حدا لتعهده السابق بجعل المملكة منبوذة بينما يجد صعوبة في خفض أسعار البنزين المرتفعة في الولايات المتحدة وبناء جبهة دولية موحدة لعزل روسيا.

وهاجم الرئيس الأميركي الأربعاء القطاع النفطي في الولايات المتحدة على خلفية رفع أسعار موارد الطاقة في ظلّ تضخّم مستمر منذ 40 عاما، محذرا من إجراءات طوارئ لم يحددها بعد.
ويبلغ متوسط أسعار الوقود الآن خمسة دولارات للغالون الواحد في الولايات المتحدة، أي أعلى بثلاثة دولارات من سعر العام الماضي، فيما انعكس ارتفاع هذه الأسعار على الاقتصاد بجميع جوانبه، ما أدى إلى انخفاض معدل التأييد لسياسة بايدن إلى أقل من أربعين في المئة.
وانتقد رئيس المخابرات السعودية السابق وأحد أبرز أمراء العائلة المالكة تركي الفيصل تعليقات حملتها وسائل إعلام أميركية تضج بالنقد للأمير محمد وسجل المملكة في مجال حقوق الإنسان، وأشار إلى أن بايدن يحاول جاهدا إنقاذ رئاسته.
وكتب الأمير تركي في مقال رأي نشرته صحيفة عرب نيوز السعودية السبت “الشعبية المتدهورة للرئيس هي التي تدفعه إلينا. ويأمل أن يعزز شرعيته من خلال لقائه مع ولي عهدنا”.
وسلط الأمير تركي ومعلقون آخرون الضوء على أهمية السعودية، سواء بالنسبة إلى أمن المنطقة وأمن الطاقة أو للسياسة العالمية. فكتب أستاذ العلوم السياسية هشام الغنام على تويتر يقول إن الزيارة ستتم “بشروطنا ومصالحنا”.