"سعوديبيديا" تسعى لمنافسة ويكيبيديا برؤية رسمية

دشن وزير الإعلام السعودي سلمان بن يوسف الدوسري مشروع موسوعة “سعوديبيديا” لتكون مصدر الرواية السعودية الأول للعالم بعدة لغات ومنافسة المنصات الأجنبية، في ظل سعي القائمين على الإعلام السعودي لتدارك الأخطاء والتقصير في مواجهة الحملات التي تتعرض لها المملكة.
الرياض - أطلقت وزارة الإعلام السعودية المنصة الرقمية لموسوعة “سعوديبيديا” بعدة لغات لتكون مصدر الرواية الأول عن المملكة إلى المنصات الإعلامية والمعرفية الإقليمية والعربية والعالمية، وتهدف إلى منافسة ويكيبيديا وتصحيح الأنباء الواردة فيها عن السعودية، وهي المهمة التي تثير التساؤلات حول إمكانية نجاحها باعتبارها منصة حكومية ستتبنى الرؤية الرسمية للجهات التي تصدرها.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الموسوعة تعد ضمن مبادرات برنامج تنمية القدرات البشرية -أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030- وتهدف إلى أن تكون مرجعًا معرفيّا عن المملكة يسهم في تعزيز ونشر المعلومة الموثوقة بنمط موسوعي، عبر منصة أنشئت وفق أفضل الممارسات لتصبح المرجع الأول للمعلومة السعودية بعدة لغات.
وأكّد وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري أن مشروع “سعوديبيديا” سيكون مصدرا رقميا موثوقا بـ6 لغات تبدأ باللغة العربية، ويستهدف الوصول بنهاية 2025 إلى 58 ألف مقال ومادة مرئية.
حسابات السعوديين على إكس دعمت المنصة بالترويج لها كوسيلة إعلام تقدم إلى العالم الصورة المناسبة للمملكة
وأضاف “تنافس سعوديبيديا لأن تكون مصدر الرواية السعودية الأول للعالم، عن قيادة وشعب وتاريخ وجغرافيا وثقافة المملكة، من خلال منصة بعدة لغات تبدأ بالعربية”.
وتنشر الموسوعة السعودية محتواها النصي مدعمًا بالوسائط المتعددة، كما تُحدّثه بشكل دوري ليواكب التطورات الثقافية والحضارية والتاريخية للمملكة. وتحضر عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال حساباتها الرسمية في منصة إكس.
وذكر الدوسري في كلمته خلال المنتدى السعودي للإعلام أن الوزارة أطلقت مشروع “واحة الإعلام”، بالتزامن مع استضافة المملكة ومشاركتها في القمم والمناسبات الكبرى، واستفاد منها أكثر من 2600 إعلامي، يمثلون أكثر من 455 وسيلة إعلام محلية ودولية من 60 دولة وتعرّفوا خلالها على 30 مشروعاً وطنياً، إضافة إلى استكمال مبادرة “ميديازون” لتوفير بيئة عمل إعلامية مشتركة.
لكن المنصة المدعومة من الحكومة السعودية تواجه تحديا باعتبارها ستكون ناطقة باسم الحكومة ولن تكون بالنسبة إلى المنصات الأجنبية مصدرا محايدا، ما يعرض مهمتها للتشكيك.
وأمام هذا التحدي دعمت حسابات السعوديين على إكس المنصة من أجل الترويج لها كوسيلة إعلام تقدم الصورة التي يريدون لها الوصول إلى العالم، في ظل وجود حملات متواترة لانتقاد المملكة وخطتها المستقبلية سواء من التيار المحافظ في الداخل أو المعادي في الخارج، وجاء في تعليق:
وقال آخر:
شكراً لوزارة الإعلام على هذا الإنجاز الفارق والمتميز الذي يواكب عالمية المملكة، واهتمام العالم بمعرفة كل شيء عنها.
ويسعى القائمون على الإعلام في البلاد لتدارك الأخطاء والتقصير بعد الانتقادات التي تعرض لها القطاع في السنوات السابقة، وأهمها أن الخطاب الإعلامي السعودي يحتاج إلى التخلص من أدبيات الخطاب التقليدي واستعمال سياسة إعلامية أكثر شبابا، وتواكب حالة التحديث التي طالت ملفات أكثر جمودا ومحافظة في تركيبة الدولة والمجتمع السعوديين.
وكثيرا ما وجهت أصوات سعودية انتقادات للإعلام المحلي وضعفه سواء في التأثير محليا أو في مواجهة الحملات الخارجية، وافتقاده إلى إستراتيجية تتناسب مع المستجدات في السنوات الأخيرة.
وأشار متابعون إلى أن المؤسسات الإعلامية لم تستطع مواكبة التحولات السريعة في السعودية وجاءت الاستجابة للتحديات المرافقة لهذه التحولات بطيئة وقاصرة، في وقت تحتاج فيه الرياض إلى ذراع إعلامية قوية ومواكبة لحجم التطورات التي تشهدها والمسؤوليات التي تقع على عاتقها.
وتتركز غالبية الانتقادات على غياب السياسات والوظائف، وضعف بناء الكوادر والكفاءات الإعلامية، وغياب الأبحاث والتطوير، وعدم وجود سياسة إعلامية تستهدف المتلقي الأجنبي خصوصا في الإعلام الرقمي.
ويلقي البعض باللوم على السياسات والقوانين التنظيمية التي عفا عليها الزمن ولا تتوافق مع الأجندة السعودية، بينما انصبت الانتقادات على ضعف الكوادر الصحفية وافتقارها إلى الأدوات والإمكانيات اللازمة للتعامل مع تقنيات الإعلام الحديثة والمتغيرات الطارئة وعدم قدرتها على قراءة وتحليل اتجاهات الرأي العام.
لذلك باتت المنتديات والمؤتمرات الإعلامية الدولية حدثا دوريا في السعودية، وقد جاء تدشين المنصة مع انعقاد المنتدى السعودي للإعلام في نسخته الثالثة، والذي انطلقت جلساته الثلاثاء لتجمع على مدى يومين قادة وصنّاع القرار والمبتكرين من جميع أنحاء العالم، في أكثر من 60 جلسة حوارية وورشة يقدمها 150 متحدثًا من روّاد صناعة الإعلام والمختصين والممارسين من مختلف دول العالم يناقشون فيها 80 محورًا.
ويتطرق المنتدى عبر جلساته وورشه إلى مستجدات العمل الإعلامي في العالم بمختلف أشكاله، المرئي والمسموع والمطبوع والرقمي، كما يستعرض أبرز التجارب المحلية والدولية في الإعلام، ودوره باعتباره صناعة مهمة في القضايا الاجتماعية والسياسية والرياضية والاقتصادية. ويبحث أهمية الإعلام الرقمي والتسويق، وصحافة الموبايل والتلفزيون والصحافة، وفنون تحرير الأخبار وواقع الإعلام العربي.
وانطلقت الجلسات الرئيسية بعناوين تعكس واقع الإعلام المحلي والعربي، يتحاور فيها القادة وصناع القرار في المجال الإعلامي العربي والعالمي، ويتحدثون عن محاور عدة، من بينها مستقبل المنطقة في ظل متغيرات المناخ، وكذلك السياحة والإعلام العربي في مواجهة التحولات، والإعلام بين الماضي والحاضر في الأزمات والدور والتأثير المتبادل، وتنظيم الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي، والرياضة السعودية: التحولات الكبرى من المحلية إلى العالمية، والتقنية والإعلان: التحديات والحلول في صناعة الترفيه في المملكة، والتحالف والاندماج في عصر تشكلات الإعلام، وتطورات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، والإنتاج التلفزيوني، والإعلام والمؤثرون، وصناعة البودكاست وفرص الإبداع الإستراتيجية الإعلامية في تسويق أهداف التنمية المستدامة: المهارات الإعلامية بين الشغف والمهنية.
كما يقدّم المنتدى عبر منصاته العديد من الجلسات والورش التي يقدمها وزراء ومسؤولون ومختصّون وخبراء وممارسون للمهنة يتحدثون فيها عن صناعة المحتوى والإعلام والتقنية، وكيف خدم الإعلام الثقافة ودعم الاقتصادات، وكيف تطوّر مفهوم الحوار الدبلوماسي الإعلامي، والإسهام في دعم السياحة المحلية، وتحقيق أهداف إستراتيجية وطنية للسياحة، وكيف أسهمت القيادات النسائية في إعادة صياغة المشهد الإعلامي، وكيف يقرأون مستقبل الصحافة الورقية وتطور الإعلام الأمني والرياضي، وكيف غيّرت التكنولوجيا غرف الأخبار.