سعوديات يبدأن القيادة بجدارة، من يوقف معاكسات الشباب

الرياض - على الرغم من قلق الفتيات من عدم إقرار قانون التحرش حتى الآن أو من مضايقة الشباب لهن في الشوارع، يستحق امتلاك قرار القيادة بالنسبة للكثير من السيدات في السعودية المغامرة بالقيادة لأول مرة في الشارع في اليوم المقرر لها، بل إن بعضهن يجزمن أن الحماس قد يجعلهن يقمن بالقيادة قبل الموعد المعلن.
وأوضحت دراسة أنجزت في وقت سابق أن حوالي نصف النساء يعتقدن أن قيادة المرأة للسيارة تساعد نوعا ما في ارتفاع مستوى الأمن الاجتماعي للمرأة في المجتمع السعودي، وحظر قيادتها يجعل النساء فريسة للتحرش من قبل السواق والمارّين في الشوارع.
وأظهرت الدراسة أن نسبة التحرش في السعودية أعلى من الكثير من البلدان الأفريقية، وأشارت الدراسة إلى أن النسب الحقيقية للتحرش في المجتمع السعودي أعلى بكثير مما تعلنه الجهات الرسمية.
كما كان قرار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالسماح بقيادة السيارة للسيدات صدمة لفئة كبيرة من المجتمع السعودي، فإن الفتيات فاجأن أصحاب معارض السيارات بعدم رغبتهن بشراء ألوان سيارات زاهية أو باللون الزهري ورغبتهن بالألوان التقليدية كالأسود والأبيض بحسب ما ذكر جهاد السيحيباني مدير شركة التوكيلات العالمية للسيارات، حيث أكمل ضاحكا سمينا المعرض “بنكش” وكان هدفنا كسر حاجز خوف السيدات من السيارة بجمع معارض السيارات مع ساحة مخصصّة لتجربة القيادة ففوجئن برغبتهن كالرجال بألوان تقليدية!
ويوافقه الرأي باسل أسعد مدير المبيعات في معرض سادن العربة للسيارات والذي ينوّه أن السيدات لن ينجذبن للسيارات الهامر أو الدفع الرباعي وسيفضّلن السيارات السيدان بألوانٍ تقليدية.
ولتلبية الطلب المتزايد من الفتيات للتدريب على قيادة السيارة، بدأت معارض لبيع السيارات بالسعودية بالتفكير في خطة للتعاون مع مدرّبات حاصلات على رخص قيادة من دول عربية مختلفة، وذلك للقيام بدورات تدريبية للفتيات، خاصةّ أن المدرسة الحكومية الوحيدة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن غير قادرة إلى حدّ الآن على استيعاب الطلبات الكثيرة، فكثير من المتقدّمات يشتكين من عدم تلقيهن لرسالة القبول بالتدريب بالرغم من اقتراب تاريخ السماح بقيادة السيارة الموعود.
الفتيات فاجأن أصحاب معارض السيارات بعدم رغبتهن بشراء ألوان سيارات زاهية ورغبتهن بالألوان التقليدية كالأسود والأبيض
وتقول شيماء الفضل مدربة وحاصلة على رخصة للقيادة من القاهرة بأن قرار السماح بالقيادة هو ضوء أخضر للفتيات للقيادة في الشوارع والطرق الرسمية، لأن الكثيرات من السعوديات يقدن داخل المجمعات السكنية الخاصة أو في بعض مدن المملكة، وترى أن الازدحام ومضايقات الشباب أكثر هواجس الفتيات وليس عدم التمكن من القيادة كما يشاع.
وتصف المهندسة نوف العتيبي النكات الكثيرة التي تنتشر عن فشل السيدات بالقيادة بالتفاهة، فالمملكة لها أكثر معدّل للحوادث في العالم من قبل أن يسمح لنا بالقيادة، تقول مبتسمة “من حماسي للقيادة استغنيت عن سائقي الشخصي منذ شهر والآن اعتمد على سيارات الأجرة في الذهاب لعملي وقضاء احتياجاتي، بالطبع أنتظر اليوم الذي سيسمح لنا بالقيادة لأكون من أوائل الفتيات، فلقد جئت مع أمي وأخواتي لاختيار سيارة المستقبل لي".
وتعبّر عن قلقها من عدم إقرار قانون التحرش إلى الآن، معتبرة أن مضايقات الشباب هي هاجس الفتيات الأول لكنها واثقة أن الأنظمة ورجال المرور سيكونون متواجدين بكثافة خاصةً في اليوم الأول للحد من أي مضايقات قد يتعرضن لها، خاصةَ أن نسبة كبيرة من المجتمع يرفضن موضوع القيادة إلا أن المجتمع سيتقبّل مستقبلا كما تقبّل تعليم المرأة وغيره من الأمور.
وعن التدريب تعتبر العتيبي أنها كانت تتدّرب على القيادة في السابق وكثيراً ما كانت ترتدي زي الرجال لتجرب القيادة في الشوارع الملاصقة لمنزلها، الآن تنتظر تواصل مدرسة القيادة معها للحصول على رخصة القيادة، وتشاركها هند بن عصاي والمسؤولة في معرض العربة بأن القيادة ليست جديدة على الفتيات فالكثيرات كن يقدن السيارة سواءً في البر أو في الشوارع القريبة من المنزل فهي كانت دائما تقود بمدينتها الدوادمي.
وتشير هيا والتي تعمل في مجال التأليف أن والدها علمّها على القيادة منذ الصغر على سبيل المساواة مع أشقائها، وأن الهاجس الوحيد الذي يقلقها هو الازدحام والمضايقات إلا أنها واثقة من حرص رجال المرور والأمن على سلامتهن.
كما أنها تعتبر أن السماح للسيدات بالقيادة سيضفي على شوارع الرياض الكئيبة فرحا فبالتأكيد الذوق النسائي سينتشر بالشوارع سواءٍ بإكسسوارات السيارات أو لون السيارة نفسها، وتفكر بأن تقوم بتوصيل المتخوفات من القيادة من زميلاتها للعمل ليكون دخلا إضافيا لها. وترى المدربتان رزان نقشبندي وليال الحمدان بأن قيادة الفتيات دائما أفضل من الرجال فهن لن يستعرضن بالسيارة حركات خطيرة أو يتبارين بتجاوز السرعات المحدّدة أو الإشارات الضوئية، ويرين القرار فرصة عمل جديدة بالسعودية للسيدات الحاصلات على رخص قيادة سابقا.
جدير بالذكر أن العاصمة السعودية الرياض شهدت افتتاح معرض جديد للسيارات يحمل اسم “بنكش” مخصص للجنس اللطيف، ويعتبر هذا المعرض الأول من نوعه في السعودية ودول الخليج، وجاء المعرض امتدادا لرؤية المملكة 2030 ودعمها وتمكينها للمرأة في المملكة العربية السعودية ومنحها الرخصة لقيادة السيارات.