سر ذكاء الطفل يكمن في الأوقات الممتعة التي يقضيها مع أسرته

واشنطن – كشفت دراسة جديدة أنه ليس من الضروري أن يكون الآباء والأمهات أذكياء ليكون لديهم أطفال يتمتعون بدرجة كافية من الذكاء وسرعة البديهة.
وقال الباحثون إن قضاء وقت ممتع ومفيد داخل الأسرة الواحدة له تأثير إيجابي أكبر من تأثير ذكاء أو دخل الوالدين. ومن المرجح أن يكون لدرجة تعلم الأم تأثير أكبر على الأطفال، مقارنة بالتأثير الناجم عن تعلم الأب.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن يتأثر سلبا تعليم الفتاة بفقدان أحد الوالدين، أكثر من تأثّر تعليم الفتى.
وقام باحثون أميركيون وإسرائيليون بتحليل بيانات حوالي 700 ألف طفل في إسرائيل، لدراسة تأثير فقدان أحد الوالدين أو العيش في منزل يشهد حالة طلاق.
وقال الأستاذ بروس واينبرغ، المشارك في الدراسة من جامعة ولاية أوهايو، “عند التحدث عن الجدل الدائر حول ما يمكن أن يساعد الأطفال على النجاح أكاديميا، أظهرنا أن علم الوراثة ليس العامل الرئيسي الوحيد. وليس (من الضروري أن) يأتي نجاح الطلاب من ذكاء الوالدين (اللذين لديهم أطفال أذكياء)، بل يتعلق (الأمر) أيضا بالوقت الذي يقضيه الوالدان مع أطفالهم”.
وشملت الدراسة أكثر من 22 ألف طفل، فقدوا أحد الوالدين قبل سن الـ18، وأكثر من 77 ألف طفل ممن لديهم والدان مطلقان، وأكثر من 600 ألف طفل لم يتعرضوا لحالات وفاة أحد الوالدين، أو طلاقهما.
وأضاف واينبرغ “وجدنا أنه إذا ماتت الأم، فإن مستوى تعلمها يصبح أقل أهمية في ما يتعلق بتجاوز ابنها للاختبار، بينما يصبح مستوى تعلم الأب أكثر أهمية في الوقت نفسه. وإذا مات الأب يحدث العكس. وتكون هذه العلاقة أقوى حال توفي الوالد عندما يكون الطفل أصغر سنا”.
وبالمثل، وجدت الدراسة أن مستوى تعلم الوالد أو الوالدة كان له تأثير أكبر، مقارنة بالمستوى التعليمي لأحد الوالدين الذي مات أو غادر المنزل.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة اقتصاديات العمل، أن دخل الوالدين لا علاقة له بالنجاح الأكاديمي للطفل.
وقال الباحثون إن فقدان الأم يُحدث تأثيرا أكبر من تأثير فقدان الأب، الذي يميل إلى أن يكون معيلا للأسرة. ويمكن أن يتغير التأثير السلبي لفقدان الأم، إذا دخلت زوجة الأب حياة الطفل، ولكن تبين أن زوج الأم لا يحدث فرقا كبيرا.
كما تبين أن تعليم الأم له تأثير أكبر عندما ينتمي الطفل إلى عائلة كثيرة الأفراد، لأن الباحثين يعتقدون أن المرأة التي لديها عدد كبير من الأطفال، أكثر عرضة لقضاء المزيد من الوقت معهم.
وبالمثل، كشفت النتائج أن المستوى التعليمي للأم له تأثير أكبر على النجاح الأكاديمي للطفل، لأنها أكثر عرضة للعيش مع الأبناء حال حدوث الطلاق. وتظهر دراسات أخرى أن الآباء والأمهات المتعلمين تعليما عاليا، يميلون إلى قضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم ويرجع ذلك إلى وعيهم بأهمية ذلك بالنسبة للطفل.