سريلانكا تحظر جماعتي التوحيد الوطنية وملة إبراهيم

كولومبو - أعلنت سريلانكا حظر جماعتي “التوحيد الوطنية” و”ملة إبراهيم” الإسلاميتين، للاشتباه في مسؤوليتهما عن التفجيرات الدامية التي هزت البلاد الأحد الماضي، واعتبرت من أشرس الهجمات في منطقة جنوب آسيا، وشارك فيها تسعة انتحاريين قادهم زهران هاشم، زعيم “جماعة التوحيد”.
وجاء في بيان للرئيس السريلانكي، مايثريبالا سيريسينا، أن حظر جماعتي “التوحيد الوطنية” و”ملة إبراهيم” يأتي بموجب قانون الطوارئ الساري في البلاد منذ التفجيرات، مشيرا إلى أن جماعة “التوحيد” المتطرفة هي المشتبه به الرئيسي في الهجمات، التي استهدفت 3 كنائس و4 فنادق، في العاصمة كولومبو وضواحيها، مخلفة 253 قتيلا ونحو 500 مصاب، بالتزامن مع احتفالات المسيحيين بعيد الفصح.
وأعلنت السلطات في وقت سابق أن زهران هاشم، المعروف بخطاباته الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي، قتل في التفجيرات، مشيرة إلى أنه “عقلها المدبر”. وأضافت أن هاشم كان يخطط للهجوم على المفوضية العليا الهندية في العاصمة كولومبو، في وقت سابق من أبريل الجاري، إلا أن العملية أُحبطت.
وواجهت القيادة في سريلانكا انتقادات حادة لتجاهلها تحذيرات من أجهزة المخابرات الهندية، ثلاثة على الأقل منها في أبريل. لكن الطريق الذي سلكه زهران على مدى سنوات ليتحول من مثير للمشاكل في الصغر إلى عقل جهادي مدبر في الكبر مليء بمؤشرات لم تُرصد أو يُلتفت إليها على خطورة هذا الرجل الأكرش كث اللحية.
فقد نما تفسيره المتشدد للإسلام داخل أقلية مسلمة مهمشة تمثل نسبة لا تتجاوز عشرة في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 20 مليون نسمة في دولة نامية تعاني خللا وظيفيا. وفي معظم سنوات شبابه أثار زهران (33 عاما) جدالا داخل طائفته المسلمة نفسها. وفي عصر الإنترنت لم تعد المشكلة قاصرة على الداخل، فقد نشر زهران مقاطع فيديو يدعو فيها إلى الجهاد ويهدد بسفك الدماء.
وبعد التفجيرات، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية ونشر مقطع فيديو يظهر فيه زهران ممسكا ببندقية ويقف أمام راية التنظيم السوداء ويبايع زعيم التنظيم. لكن، لم تتضح بعد حقيقة العلاقة بين زهران والدولة الإسلامية على وجه الدقة. وقال مسؤول بجهاز الأمن الهندي إن ضباطا بوكالة التحقيقات الوطنية وجدوا خلال مداهمة استهدفت خلية لتنظيم الدولة الإسلامية هذا العام نسخا لمقاطع الفيديو التي تصور زهران. وجرت المداهمة في ولاية تاميل نادو الهندية التي لا يفصلها عن سريلانكا سوى شريط رفيع من مياه المحيط.
وكثّفت قوات الأمن عملياتها بحثا عن متطرفين بعد أن أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الاعتداءات. وبالتزامن مع إعلان حظر جماعتي “التوحيد الوطنية” و”ملة إبراهيم”، أعلنت الشرطة السريلانكية السبت مقتل 15 شخصا خلال عملية نفذتها قوات الأمن وشهدت تفجير ثلاثة انتحاريين أنفسهم وتبادلا لإطلاق النار. وبينما كان العسكريون والشرطيون يحاولون اقتحام موقع يُعتقد أنه مخبأ لتنظيم الدولة الإسلامية في بلدة كالموناي بشرق البلاد، والتي يشكل المسلمون غالبية سكانها، فجّر ثلاثة رجال أنفسهم ما أدى إلى مقتل ثلاث نساء وستة أطفال.
وأقرّت الحكومة السريلانكية بوجود ثغرات استخباراتية كبيرة رغم تأكيد رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغني أنه لم يكن على علم بأي تحذيرات قبل الاعتداءات، في مؤشر على النزاع على السلطة بينه وبين الرئيس السريلانكي مايثريبالا سيريسينا. وقال لشبكة “بي.بي.سي” البريطانية “لو كان لدينا علم ولم نتخذ أي إجراء، لكنت قدمت استقالتي فورا”.
وحاول سيريسينا إقالة ويكريميسينغني العام الماضي، ويعتقد خبراء أن الخلاف بين الرجلين لعب دورا في فشل سريلانكا في التحرك بناء على تحذيرات استخباراتية صدرت قبل أسابيع من الاعتداءات. وقال رئيس أساقفة كولومبو الكاردينال مالكولم رانجيث إنه يشعر بأنه تعرض لـ”خيانة” بسبب فشل الحكومة في التصرف بعد تلقيها تحذيرات.