سخرية واسعة بعد ظهور المهدي المنتظر في جامعة كربلاء

كربلاء (العراق) - أثار مقطع فيديو لما قيل إنه تجسيد لظهور المهدي المنتظر في جامعة كربلاء العراقية أثناء حفل التخرج، موجة من السخرية والتندر على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة أن مكان ظهوره هو الجامعة التي يفترض أن تمثل مكاناً للعلم والمعرفة والتنوير.
و”المهدي” أو “المهدي المنتظر” أو “الإمام الغائب عند الشيعة” هو شخصية يؤمِنون بظهورها في الفترة الأخيرة من حياة البشر على الأرض أو ما يعرف إسلاميًا بـ”آخر الزمان”.
ودأب الشيعة على نشر صور وفيديوهات لما قيل إنه “المهدي المنتظر” الذي يعد الإمام الثاني عشر لدى الشيعة الإمامية، بجلبابه الأسود وغطاء رأسه الأخضر، كنوع من الحيل ووسائل تخدير العامة.
وفي الفيديو المتداول الجديد يُرى شخص يرتدي جلبابا أبيض، ويضع على رأسه غطاء أخضر اللون، وهو يمشي بين عدد من طلاب وطالبات قاعة الدرس، فيما تسمع مرددات شيعية تمتدح المهدي.
وعندما يصل إلى منصة القاعة يستدير ليُرى وقد غطى وجهه بلثام أبيض ثم يردد بعض العبارات بطريقة تمثيلية وهو يلوح بيده “أسألكم بحق الله ورسوله وبحقي فإن لي عليكم حقاً ألا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا”.
وتباينت تعليقات مستخدمي موقع إكس بخصوص الفيديو الهزلي.
وعلق حساب باسم مهازل التاريخ:
m_t_____zll@
وحظي الفيديو بـ3 ملايين مشاهدة.
وقالت معلقة:
ظهور #المهدي_المنتظر في جامعة #كربلاء أثناء حفل التخرج! المهدي المنتظر بالنسبة إلى الخريجين هو من يدبر لهم (يستحصل لهم) وظائف! بلاد الرافدين من بعد ما كانت بلد العلم والحضارات، أصبحت اليوم بلد الـجهل والـخرافات!
وسخرت إعلامية:
bilarakib@
وتساءل حساب:
ظهور المهدي المنتظر في جامعة كربلاء أثناء حفل التخرج! فعلياً وش نهايتها مع هالتخلف؟ (ما عاقبة هذا التخلف؟)
وكتب آخر:
عاجل، ظهور المهدي المنتظر أثناء حفل التخرج في جامعة كربلاء، وألقى كلمة على الخر… هل هذا الشعب نفسه الذي قاد التصنيع وبنى العراق وجعله في مقدمة الدول لتجتمع كل جيوش العالم ضده (في تلميح إلى قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 تاريخ بدْء غزو العراق) أم هو شعب مستورد من مجاهل العالم؟ ليقتادوا بالخزعبلات والجهل المصدّر إليهم من إيران. أنا لم أكمل كلمة الخر… لأنهم لا يستحقونها.
وقال معلق:
Smail_Naravas@
هذا الخطاب الديني مألوف في العراق حيث يكثر الدجل باسم الدين لتغييب وعي الشعب؛ لأن الشعب المغيّب وعيه سهل القيادة. ويؤكد متابعون أن الوعي العراقي يتعرض لعملية تزييف ممنهجة بعد الغزو الأميركي عام 2003. وعوضت إيران عبر ميليشياتها وأتباعها في العراق الأعياد الوطنية بالأعياد الدينية. وتنصّب إيران نفسها منذ سنوات وصية على حب آل البيت وربطته بالولاء لها، خاصة أنها تعرف مدى حب العراقيين لآل البيت.
ويرى معلقون أن إيران ساهمت بشكل أساسي في طمس هوية العراق العربية التي لطالما تمسك بها حكام العراق حتى عام 2003.
ويصر المرشد الإيراني علي خامنئي على اعتبار أن “إيران والعراق شعبان ترتبط أجسادهما وقلوبهما وأرواحهما بوسيلة الإيمان بالله وبالمحبّة لأهل البيت وللحسين بن علي”.
وتلعب الدعاية كإحدى أدوات “الردع الناعم” دورا كبيرا في إجبار الشعوب على تغيير قناعاتها بالشكل الذي يخدم مصالح إيران.
وسبق أن ظهر شخص ممن يطلقون على أنفسهم اسم “أصحاب القضية” على مواقع التواصل الاجتماعي يدعو إلى مبايعة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على أنه الإمام المهدي، وعلى ضرورة نصرته.
و”أصحاب القضية” جماعة دينية تشكلت بين عامي 2007 و2008 خلال فترة العنف الطائفي في العراق، وهي تضم البعض من أتباع التيار الصدري.
وتشكلت هذه المجموعة واجتمعت على فكرة أن “مقتدى الصدر هو الإمام الثاني عشر للشيعة الاثني عشرية والمعروف بالمهدي المنتظر”، مستندين في ذلك على بعض الروايات الشيعية القديمة التي تقول “بإمكان حلول روح شخص في جسد شخص آخر”، وهو ما يطلقون عليه “الحلول في القضية”.
هذه الحركة ليست جديدة على الساحة الشيعية وتظهر بين فترة وأخرى، وتلقى رواجا كبيرا بين أوساط بعض المتدينين من المسلمين الشيعة بسبب اعتمادهم على بعض الروايات والنظريات الشيعية الخاصة بـ”المهدي المنتظر”، ومن ثم تطبيقها على أنفسهم أو على أشخاص آخرين.