سحر القهوة

القهوة اليوم ثروة زراعية وصناعة وغذاء وعادات وتقاليد وثقافة وفن وإيقاع وعشق وإدمان.
الأحد 2023/10/01
ماذا لو لم تكن هناك قهوة؟

اليوم هو يوم القهوة العالمي الذي يقول منظموه إنه احتفال بتنوع قطاع القهوة وجودته وشغفه، وفرصة لمحبي القهوة لمشاركة حبهم للمشروب ودعم الملايين من المزارعين الذين تعتمد سبل عيشهم على المحصول العطري، لذلك لا تنس أن ترفع كوب قهوتك المفضلة احتفالاً بهذا اليوم، سواء كانت قهوة إسبريسو أو لاتيه أو فلات وايت أو غيرها.

وهذا الاحتفال حديث جدا. تم إطلاقه في ميلانو في معرض إكسبو 2015، وقد أنشأته المنظمة الدولية للقهوة، وهي المنظمة الحكومية الدولية الرئيسية للقهوة، والتي يتمثل هدفها في الجمع بين الحكومات المصدرة والمستوردة لمواجهة التحديات في عالم القهوة.

مرت القهوة بمراحل كثيرة قبل أن تبلغ ما هي عليه اليوم من انتشار في العالم حتى كأنها أحد أهم شروط الحياة الجيدة. في القرن الثامن عشر، حاولت الحكومات حظر هذا المشروب لأن هناك من كان يعتقد أنه يحفز التفكير الراديكالي. في السويد تم في العام 1746 بالفعل تم حظر القهوة وفناجينها وصحونها نتيجة ذلك الاعتقاد.

حاليا، تشرب فنلندا أكبر قدر من القهوة. في المتوسط يتناول سكانها 12 كلم للشخص الواحد سنويا، وهو ما يعادل حوالي 1680 كوبا، وبينما يُعتقد أن البريطانيين يعشقون الشاي، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن المملكة المتحدة وحدها تشرب حوالي 95 مليون كوب من القهوة يوميا!

القهوة اليوم ثروة زراعية وصناعة وغذاء وعادات وتقاليد وثقافة وفن وإيقاع وعشق وإدمان.

القهوة حياة متكاملة، فنجان منها يرتقي بصباحك إلى أعلى درجات الألق، وآخر يلوّن مساءك بعبق الانتشاء، وهي رفيقة الكتاب والجريدة وباعثة الأنس على طاولة العمل، كما أنها جزء مهم من الأعياد والمناسبات، من خلالها يتم الترحيب بالضيوف، وحولها يجتمع الأصدقاء، ومن طيبها يتطيّب العشاق . تضاف إليها نكهات الهيل أو الزعفران أو الزنجبيل أو القرفة أو القرنفل أو الياسمين أو الورد ، وتشرب مع الحليب أو مع الصويا أو الشوفان أو اللوز أو جوز الهند أو الكاجو أو الأرز، أو أي شيء آخر يمكن أن يتزاوج معها ويضفي عليها المزيد من ثراء النكهة وجزالة الفائدة الصحية والبهجة الروحية والنفسية .

يعود تاريخ القهوة إلى عام 800 ميلادي، حيث يقال إن راعيا للماعز بمرتفعات الحبشة، يدعى «كالدي»، لاحظ أن حيواناته كانت تتجه إلى شجرة خضراء زاهية، فتأكل من ثمارها الجميلة

الشبيهة بحبوب الخرز الأحمر، ثم سرعان ما تشعر برغبة في المرح والقفز والانقلاب على ظهورها والثغاء بأصوات متناسقة، فقرر جمع البعض من تلك الثمار، وأخذها إلى المعبد ليطلع عليها الكهنة، لكن الكاهن الأكبر استهان بها فرماها في النار، ليتفاجأ

 الجميع برائحة عطرية زكية ونافذة، اكتشفوا بعد ذلك أنها تجعلهم أكثر يقظة للصلاة والعبادة.

ومنذ ذلك الوقت والبشرية أكثر سعادة وإقبالا على الحياة واستعدادا لفهم أسرارها وتحمل أوزارها؟ فماذا لو لم تكن هناك قهوة؟

18