"سحر الخط وجماله" كتاب يرصد أعمالا مجددة في الخط العربي

الكتاب يوضح أوجه التقاسم بين الشعر النبطي والخط العربي من خلال أعمال الشيخة خولة بنت أحمد بن خليفة السويدي.
الاثنين 2023/04/17
أعمال الفنانة تجديد في الخط العربي

مراكش (المغرب) - قدّم أساتذة جامعيون وأكاديميون مؤخرا بالنادي الجامعي بمراكش قراءات علمية في كتاب سحر الخط وجماله في أعمال الشيخة خولة بنت أحمد بن خليفة السويدي، لمؤلفه الأكاديمي محمد البندوري. وقد افتتحت الأمسية بكلمات لكل من الأكاديميين محمد بوكروم عن مؤسسة نادي جامعة القاضي عياض، عزالدين سيدي حيدة عن مديرية وزارة الثقافة، لمياء صبور عن حوار الفنون المعاصرة.

انطلقت أشغال الندوة العلمية التي ترأسها الباحث عبدالعالي بنشقرون بتقديم علمي وفني للكتاب من طرف مؤلفه محمد البندوري، الذي خاض في أوجه التقاسم بين الشعر النبطي والخط العربي والخط النبطي والشعر الفصيح، وفي عمليات التجديد في الخط العربي وابتداع خط رفع من مكانة الفن العربي، ما كان دافعا لتأليف هذا الكتاب.

استطاع المؤلف أن ينقل مكامن الجمال الشعري والحروفي والمعرفي والأثنولوجي المتضمنة في أعمال الشيخة خولة، بكل حرفية ودقة إلى متلقيه
◙ الكتاب يخوض في أوجه التقاسم بين الشعر النبطي والخط العربي والخط النبطي والشعر الفصيح

كما تناول العمل النقدي العربي من زوايا مختلفة إذ اعتبر أن مهمة النقد تكمن في استخراج بواطن الأعمال الفنية على المستوى التقني والفني والجمالي والمضاميني وإبرازها للقراء. في حين اختار مولاي البشير الكعبة، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدار البيضاء، الوقوف عند عتبات كتاب سحر الخط وجماله، بوصف هذه العتبات أنها ليست خطابا بريئا يرصّع فضاء النص، بل هي وجود نصي وثيق الصلة بالمتن، له جوانب جمالية ومرجعية إيحائية.

وهكذا حاول مقاربة عتبات الكتاب الخارجية: كعتبة الكاتب وعتبة العنوان، وتحديد جنس المؤلّف، وعتباته الداخلية واللوحات الحروفية بالكاتب، وخلص من كل ما تقدم من دراسة إلى أن المعطيات التي أمدته بها عتبات كتاب سحر الخط وجماله، تحدد مسار دخول عالم الشيخة خولة الإبداعي، وعالم محمد البندوري الناقد. وتصنع هذه العتبات مجتمعة، الداخلية منها والخارجية، بمساعدة القارئ المؤول نصا  احتماليا، هو نتاج تفاعل مقصديات كل من الكاتب والقارئ، له وظيفة جمالية وأخرى تداولية، مبينا أن الكتاب فضلا عن كل ما سبق يتميز بالعمق والتفحص، وهو بالتالي إضافة نوعية للمكتبة العربية.

وتناولت الأكاديمية أمل عباسي النقد الجمالي للأبعاد الحروفية والشعرية في لوحات الشيخة خولة بنت أحمد بن خليفة السويدي، حيث رصدت البعد الثالث الذي طالما عبر عن دوره الكبير رولان بارث في العديد من دراساته، لقدرته على كشف ما لم يستطع غيره أن يراه، وعلى امتلاكه القدرة التفكيكية والتبصرية لرصد مكامن جديدة لم تظهر لغيره، وهو الأمر الذي ينطبق على دور البندوري، الذي لعبه في هذا الإصدار.

ووفق عباسي، فقد استطاع المؤلف أن ينقل مكامن الجمال الشعري والحروفي والمعرفي والأثنولوجي المتضمنة في أعمال الشيخة خولة، بكل حرفية ودقة إلى متلقيه، ليصنع عملا نقديا جماليا، يكشف مواطن الجمال، ليس فقط في لوحات الشيخة خولة، بل في العمل الحروفي الإماراتي بشكل عام. أما خديجة عللي، الأستاذة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، فقد وقفت عند القيمة الفنية والوجدانية للأعمال الخطية في كتاب سحر الخط وجماله: مقاربة تحليلية.

ورصدت مداخلة عللي ما تميزت به الأعمال الخطية للشيخة خولة من قيمة فنية ووجدانية كبيرة تضفيها على المجتمع، وتعتبر وسيلة مهمة للتعبير عن الفن والجمال، وهذا ما استشفته من خلال الأعمال الخطية التي تناولها كتاب سحر الخط وجماله، حيث قدمت شروحات علمية ومعرفية حول مضامين اللوحات وما تكتنزه من إيحاءات وإشارات متنوعة.

محمد البندوري: مهمة النقد تكمن في استخراج بواطن الأعمال الفنية وإبرازها للقراء
محمد البندوري: مهمة النقد تكمن في استخراج بواطن الأعمال الفنية وإبرازها للقراء

وخصص الأكاديمي نورالدين الظهرجي تدخله للأبعاد البلاغية والجمالية في كتاب سحر الخط وجماله في أعمال السويدي، حيث تناول بالدراسة مجموعة من العوالم الفنية وما تنطوي عليه هذه الأعمال من أسس بلاغية وجمالية، مستشهدا بعدة نصوص من الكتاب للدلالة على المنحى البلاغي ولتأكيد الأسس الجمالية التي تزخر بها اللوحات، مبرزا الدور البصري في النقد المعاصر في دراسة المنحى السيميوطيقي، إذ قدم أقوالا لنقاد غربيين كرولان بارث وغيره. كما تناول بالتحليل مختلف البواعث البلاغية والإسهامات الجمالية التي ترتب عليها البعد الإبداعي بخصائص فنية متفردة.

وتقصد الأكاديمي جلال المرابط النسق الفني والجمالي للخط العربي والحروفية والشعر في أعمال السويدي التي رسمت معالم التجديد في الخط العربي والحروفية، وأظهرت جمال الشعر وفنيته في قلب المادة الخطية، في نسق متكامل فنيا وجماليا، وهو ما ترتب عليه نوع من الإبداع والابتكار، فنسقية الألوان اتخذت مسارات أدبية وشعرية وفنية رامت جمال الخط العربي، ليشكل هذا النسق قيمة مركزية في فن الخط العربي وفي الحروفية.

وفي خضم هذه المعارف العلمية حول الكتاب ومحتوياته أُلقيت قصائد شعرية لكل من الشاعر السعيد أبوخالد الذي تناول التجديد في الشعر عن طريق استعمال الحكاية، والشاعرة زهراء حنصالي في الشعر العمودي الفصيح، والشاعر رشيد عمهوم في قصيدة زجلية. كما استمتع الحضور بنغمات موسيقية من عزف الأستاذ مصطفى الريحاني. واختتمت السهرة العلمية والثقافية والفنية بكلمات أثنت على الإبداع العربي وما يقدمه من جديد في الساحة العالمية.

إبداع جمالي كامن في الخط العربي
رسم معالم التجديد في الخط العربي

12