سحب كتاب "كاملات عقل ودين" يثير معركة افتراضية في مصر

القاهرة - أثار سحب كتاب "كاملات عقل ودين" للكاتبة أسماء عثمان الشرقاوي جدلا كبيرا وواسعا في مصر على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد باعتبار عنوان الكتاب يسيء للأحاديث النبوية وبين معارض لسحب الكتاب من منطلق إعطاء حرية عرض كل الآراء ومناقشتها بدلا من منعها.

وسحبت دار السراج للنشر والتوزيع ناشرة الكتاب، بعد حملة كبيرة من الهجوم الانتقادات طالت الكتاب والكاتبة والدار على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، جميع نسخ الكتاب من جناح الدار بمعرض القاهرة الدولي للكتاب المنعقد حاليا.

وأصدرت الدار عبر حسابها على فيسبوك بيان اعتذار “لكل المثقفين والقراء”، قالت فيه إنها لم تتعمد الإساءة إلى الحديث النبوي أو التقليل من قيمته، مشيرة إلى أن الكتاب، الذي ألفته أسماء عثمان الشرقاوي، جاء بهدف مناقشة الآراء المتداولة حوله، وليس الطعن في النصوص الدينية. إلا أن الرفض الواسع لهذا الطرح دفعها إلى سحب نسخ الكتاب من التداول احترامًا لمشاعر القراء وتقديرًا للحوار الثقافي المسؤول.

وختمت الدار بيانها بتوجيه الشكر لكل من نصح وبيّن وجهة النظر الصحيحة، مؤكدة حرصها على أن تكون جزءًا من المشهد الثقافي بما يتماشى مع الهوية والقيم الراسخة.

وأثار عنوان الكتاب نقاشا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي في مصر، وسط الحديث عن محاولة الكاتبة التفريق بين الإسلام وبين ما نسب إليه زوراً، واندلعت معركة افتراضية بين المؤيدين والرافضين لسحب الكتاب، وجاء في تعليق:

ADHAMAHMED179@

العنوان يكفي عامة الحديث صحيح وثابت بقول النبي صلى الله عليه وسلم انهم ناقصات عقل ودين لما أجي انا اقول كاملات عقل ودين دة كدة من الاخر كأني بقول ان النبي كداب

ولولا انها مسلمة فعلا واحنا متأكدين انها متقصدش في الظاهر لنا لكانت كافرة

والفعل دة كفري فعلا

وهناك من تساءل عن سبب المعركة الافتراضية وسحب الكتاب مستغربا أن تكون كل هذه الضجة بسبب العنوان فقط:

Korr_6@

بجد إيه سبب سحب كتاب كاملات #عقل_ودين يعنى هل الكتاب محتواه تم عرضه واتقابل بالرفض ولا الكتاب اترفض لمجرد الاسم ولا الموضوع إيهه بظبط؟

وهناك من أكد على رأي الكاتبة وما جاء فيه، قائلا:

karmonan@

كاملات عقل ودين رغم انف الجميع

اللي اعرفه ان الله لا يفرق بين الذكر والأنثى إلا بالتقوى…

وكتب آخر:

Courtyardwitch9@

المدجنات هم من غضبوا على عنوان الكتاب ..

المدجنات هم من يليق بهم وصف ناقصات عقل وفاقدات للاهلية ويجوز الحجر عليهم

المدجنات يرون انفسهم مجرد سفيهات وآلات للحمل والولادة فقط

المدجنات ليسوا أهلا للمشاركة في بناء اي مجتمع لا يجوز الأخذ برايهم

وقالت الكاتبة أسماء عثمان الشرقاوي مؤلفة الكتاب في تصريحات صحافية إن الأخبار التي انتشرت عن أن الأزهر هو الذي منع الكتاب غير صحيحة بالمرة، مؤكدة أن الأزهر ليس له أي دور في منع الكتاب، مضيفة أن كتاب “كاملات عقل ودين” صدر لأول مرة في عام 2022، ولم يلق أي اعتراض من أي جهة، فالذي منع بيع الكتاب بعد طباعته وبيع نسخ منه، هي دار النشر بعد تعرضها لهجوم عنيف على صفحة الدار من شتائم وتهديدات وما إلى ذلك، فاضطر المشرفون عليها رغما عنهم اتخاذ هذا القرار، لذلك تعتقد أن هذه الحملة متعمدة ومدفوعة الأجر.

وتابعت أنها لم تقصد على الإطلاق أن تثير الجدل أو تنصع الترند، فقد كان الكتاب موجودا على أرفف العرض في هدوء ودعاية بسيطة بلا أي محاولة لزيادة التسويق أو القيام بأي شيء غير طبيعي، ولكن الكارهين والمغرضين قاموا بدعاية غير مسبوقة لكتاب كان على الأرف في هدوء.

وعن اتهامها بالإساءة لحديث الرسول وسنته، قالت إن الاتهام قام به من لم يقرأ الكتاب ولم يحاول معرفة ما فيه، فهو اتهام مبني على الجهل التام، وهو كذب وبهتان وافتراء.

وأوضحت أن أهم أفكار الكتاب تكمن في البحث والتفكر والتدبر والتعقل، وأن هذه أمور لا يجب أن تتوقف عند جيل معين ولا عند عقليات واحدة، بل هي أمر لكل إنسان وليست أمر لفئة دون أخرى.

وتابعت أن البحث في صحة أحاديث قيلت على لسان رسول الله ليس إنكارا للسنة، ففي حديث ناقصات عقل ودين وحديث هن عوان عنكم جاءت من البخاري نفسه بالأحاديث الصحيحة التي قيلت في هذه الظروف.

وأضافت “لا يوجد للمسلمين معيار لمعرفة صحة حديث نبوي أقدس ولا أدق ولا أهم من رسالته التي يستحيل أن يخالفها وهى القرآن الكريم.”

وأكدت أن البحث مجهود شخصي لابد أن يقوم به كل مسلم، وليس على أحد أن يعتنقه، فالله تعالى ميز سيدنا آدم بالعلم والقدرة على التعلم، فإن فقد هذه الميزة وتوقف على التعلم والتفكر فقد أصبح أقل من الأنعام.

وبسؤالها عن مصير الكتاب في الوقت الحالي قالت إن الناس يناقلونه بينهم على الإنترنت، ولا تعلم ماذا في القادم.