سحب القوات الإسرائيلية يضع نتنياهو بمأزق يهدد منصبه

القدس - هدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الاثنين، بإسقاط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في حال أنهى الحرب المتواصلة على غزة منذ 6 أشهر دون شن هجوم عسكري واسع على مدينة رفح (جنوب)، رغم تأكيد الدولة العبرية أن سبب سحب قواتها من مدينة خان يونس الواقعة أيضا جنوب القطاع يعود إلى إراحتها استعدادا لمواصلة مهامها في منطقة رفح.
وقال بن غفير، وهو يميني متطرف، عبر منصة "إكس" "إذا قرر رئيس الوزراء إنهاء الحرب دون شن هجوم واسع النطاق على رفح لهزيمة (حركة) حماس، فلن يكون لديه تفويض لمواصلة عمله كرئيس للوزراء".
من جانبه، طالب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، نتنياهو بعقد جلسة حكومية موسعة لبحث أسباب تأخير عملية رفح.
وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أصدر سموتريش بيانًا طالب فيه نتنياهو بعقد مجلس الوزراء الأمني فورا لمناقشة وضع الحرب في غزة، بعد انسحاب الجيش من جنوب القطاع.
وقال سموتريش "المكان الوحيد المخول باتخاذ قرارات مهمة في الحرب هو مجلس الوزراء الأمني الكامل، ولكن لسوء الحظ ليست هذه هي الطريقة التي تجري بها الأمور".
وأضاف "نحن نرى قرارات يتم اتخاذها في مجلس (الحرب) الأصغر دون موافقة، دون تحديث المجلس الكامل. مجلس الوزراء، تحت ضغوط دولية تضر بزخم الحرب ومصالحنا الأمنية".
وتابع "لقد حذرت منذ أسابيع من أنه بدلا من أن نتوقف عن العمل، علينا أن نزيد الضغط على حماس في غزة، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها إعادة المختطفين وتدمير حماس.. لهذا السبب أكرر طلبي بعقد الحكومة السياسية الموسعة هذا المساء، لإجراء مناقشة عاجلة حول هذه القضية".
وخلال الأشهر الماضية، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بن غفير وسموتريتش منعا نتنياهو من التوصل إلى اتفاق مع "حماس"، تحت تهديد الانسحاب من الحكومة.
وفي حال انسحاب حزبي بن غفير وسموتريتش، وهما "القوة اليهودية" و"الصهيونية الدينية" على الترتيب، فستسقط الحكومة الائتلافية القائمة منذ ديسمبر 2022.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأحد انسحابا كاملا لقواته البرية من جنوب قطاع غزة، تاركا قوة أصغر لمواصلة العمليات في القطاع بأكمله.
وذكر في بيان أن الفرقة 98 التابعة للجيش الإسرائيلي أنهت مهمتها في خان يونس، وغادرت قطاع غزة استعدادا للعمليات المستقبلية.
وتعليقا على هذا الإعلان، ذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أنه "من الصعب معرفة ما يخبرنا به ذلك بالضبط الآن"، وأضاف "القوات الإسرائيلية تشعر بالتعب" بعد 4 أشهر من القتال في غزة.
أتى هذا بعدما رأى وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن حماس كمنظمة عسكرية شلت قدرتها عن العمل في جميع أنحاء قطاع غزة، وأن قواته غادرت المنطقة تحضيرا لعملية في رفح.
وأوضح غالانت أن حماس توقفت عن العمل كمنظمة عسكرية في خان يونس، وخرجت القوات من هناك استعدادا لعملية في رفح.
وأضاف أن انسحاب القوات من خان يونس تم بعد أن شلت قدرات حماس عن العمل كمنظمة عسكرية في جميع أنحاء قطاع غزة.
وعلى مدى الأسابيع الماضية، شكل اجتياح رفح التي تعج بالمدنيين النازحين من شمال ووسط القطاع المحاصر، نقطة خلاف وتوتر بين واشنطن وتل أبيب.
ففيما حثت الإدارة الأميركية الحكومة الإسرائيلية برئاسة، بنيامين نتنياهو، على التخلي عن فكرة الاجتياح الواسع، توعد الأخير بالمضي قدماً.
ويعتقد العديد من المراقبين أن الولايات المتحدة لا تعارض فكرة العملية العسكرية في رفح، وقد أبدت تفهمها أكثر من مرة لضرورة أن تحقق إسرائيل هدفها بالقضاء على ما تبقى من خلايا لحماس في تلك المدينة، وإنما لديها تحفظ على طريقة تنفيذها فقط.
كما تسعى واشنطن إلى منع قتل المزيد من المدنيين خلال القتال أو تنفيذ أي غزو لرفح، لاسيما أن الموضوع الفلسطيني بات يؤثر سلباً على ناخبي الرئيس الأميركي جو بايدن الساعي لولاية ثانية في البيت الأبيض، خصوصا بين الأوساط الشبابية بالحزب الديمقراطي والناخبين العرب أيضا.