سجال بين روما وموسكو بعد تشكيك صحيفة إيطالية بالمساعدات

صحيفة “لاستامبا” الإيطالية تثير سجالا بين مسؤولين روس وإيطاليين بعد تشكيكها في جدوى المساعدات الروسية لإيطاليا.
الاثنين 2020/04/06
الصحافة الإيطالية غير مرتاحة للنوايا الروسية

روما – أثارت صحيفة إيطالية سجالا بين مسؤولين روس وإيطاليين، بعد تشكيكها في جدوى المساعدات الروسية التي تضمنت أطباء وأطقم تمريض ومعدات طبية لإيطاليا وصفتها موسكو بأنها “من روسيا مع الحب”.

ونقلت صحيفة “لاستامبا”، وهي من أقدم الصحف الإيطالية، في أحد مقالاتها عن مصادر سياسية لم تكشف النقاب عنها قولها إن 80 في المئة من المعدات ليس لها استخدام يذكر أو بلا استخدام.

وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن هذا النشاط قد يؤدي إلى خرق أمني بسبب العدد الكبير من العسكريين المشاركين في هذا الأمر.

وندد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف بهذا المقال على فيسبوك، الخميس، متهما الصحيفة بنشر “أنباء مزيفة معادية لروسيا”.

واتهم “لاستامبا” بتشويه “مهمة نبيلة” وإثارة مشاعر مناهضة لروسيا ونشر أخبار كاذبة. وأضاف أنه يجب أن تتعلم الصحيفة المثل الروماني القائل “من حفر حفرة يسقط فيها”.

وفي نهاية منشور كوناشينكوف، المكتوب باللغة الإيطالية، أصدر تحذيرا من “العقل المدبر الحقيقي خلف إشاعة الخوف من روسيا في لاستامبا، المعروف لنا جيدا”، في إشارة إلى الصحافي الذي كتب المقالات المشككة بالنوايا الروسية.

وندد الصحافيون الإيطاليون بهذا التعليق على نطاق واسع بوصفه تهديدا غير مباشر لحياة الصحافي الذي كتب تلك القصص واعتداء على حرية الصحافة.

لمواجهة كورونا
لمواجهة كورونا

وتدخلت في الخلاف وزارتا الخارجية والدفاع الإيطاليتان وأصدرتا بيانا مشتركا الجمعة، لشكر روسيا على مساعدتها ولكن انتقدتا كوناشينكوف على تعليقه في فيسبوك.

وقال البيان ”مع امتناننا لهذا الدعم الملموس، لا يمكن أن نغفل في الوقت نفسه عن استنكار النبرة غير الملائمة لبعض التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم وزير الدفاع الروسي تجاه بعض المقالات في الصحافة الإيطالية”.

وأضاف ”حرية التعبير وحق الانتقاد قيمتان أساسيتان لبلادنا وكذلك حق الرد”. وقال بيان الوزارتين إن الروس أرسلوا 32 موظفا صحيا إلى بيرغامو، وهي أكثر المدن الإيطالية تضررا حيث توفي الآلاف من كورونا.

وأضاف أن الطائرات الروسية نقلت أيضا من بين أشياء أخرى 150 جهاز تنفس و330 ألف كمامة وألف بدلة واقية ومختبرا للتحاليل وثلاث وحدات للصرف الصحي.

وتتكون البعثة من أكثر من 100 ضابط، بينهم خبراء في الحرب الكيميائية.                     

وكان الصحافي جاكوبو ياكوبوني قد نشر عدة مقالات تشير إلى وجود دوافع خفية وراء المهمة العسكرية الروسية إلى إيطاليا.

ونقل ياكوبوني عن مصادر إيطالية مجهولة، القول إن إيطاليا لا تحتاج إلى خبرتهم.

وأجرى الصحافي مقابلة الجمعة مع الخبير السابق في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، هاميش دي بريتون – جوردون، الذي أشار إلى أن الجنود الروس قد يكونون في إيطاليا لأغراض جمع المعلومات الاستخباراتية والدعاية.

وقال الخبير العسكري “في أي وضع آخر، كان من المستحيل التفكير في أن يكون لهذه القوات الروسية المدربة تدريبا عاليا تواجد في دولة عضو في الناتو”.

18