ستيفن سبيلبرغ يتوج بجائزة جمهور تورونتو

الفيلم يتناول تفاصيل طفولة سبيلبرغ التي تأرجحت بين خلافات والديه وتعرّضه للتنمّر المعادي للسامية واكتشافه عالم السينما.
الثلاثاء 2022/09/20
سبيلبرغ: هذا الفيلم هو أكثر عمل شخصي أنجزته

لوس أنجلس (الولايات المتحدة) – فاز فيلم “ذي فايبلمنز” لستيفن سبيلبرغ (75 عاما) الذي يتناول طفولة المخرج الأميركي وبداياته في عالم السينما، بجائزة الجمهور في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي أخيرا، ما يعزز حظوظه للفوز في مسابقة جوائز الأوسكار.

ويتناول الفيلم، وهو عمل قريب من السيرة الذاتية، تفاصيل طفولة سبيلبرغ التي تأرجحت بين خلافات والديه وتعرّضه للتنمّر المعادي للسامية واكتشافه عالم السينما. ويُفترض أن يبدأ عرض الفيلم الذي شهد مهرجان تورونتو عرضاً أول له، في صالات السينما خلال نوفمبر.

وبعدما تلقى تصفيقاً جماهيرياً كبيراً عقب عرضه الأسبوع الفائت في المهرجان، حاز الفيلم الأحد جائزة الجمهور التي يكتفي المهرجان الكندي بمنحها ولا يعطي جوائز على غرار السعفة الذهبية في مهرجان كان أو الدب الذهبي في مهرجان برلين. ويُعد مهرجان تورونتو السينمائي الأبرز في أميركا الشمالية، وغالباً ما يوفر لمحة عن الترجيحات لجوائز الأوسكار.

وقال سبيلبرغ الذي يُعد أحد أبرز المخرجين الأحياء في هوليوود وفي رصيده أفلام مهمة طبعت الفن السابع على غرار “جوز” و”إي تي”، في بيان “كما قلت على المسرح ليلة عرضه الفيلم، أنا فعلاً سعيد لإحضاره إلى تورونتو”.

وتابع “إنّ هذا الفيلم هو أكثر عمل شخصي أنجزته”، مضيفاً “الاستقبال الحار الذي تلقيته في تورونتو جعل زيارتي الأولى للمهرجان عزيزة علي وشخصية جداً”.

سبيلبرغ نتاج للخيال الأميركي الجامح، ولكنه أيضا حالة خاصة من بين أبناء جيله المخرجين، فهو "طفل الأستوديو" الذي لم يدرس السينما بل تعلّمها

وكما ذكر الناقد المصري أمير العمري فقليلة للغاية هي الأفلام التي أخرجها سبيلبرغ ولم تحقق نجاحا، فمعظم أفلامه حققت نجاحا كبيرا بل أصبحت من أساطير هوليوود ومن أكثر الأفلام تحقيقا للنجاح التجاري في كل العصور. وحتى أشد نقاد سبيلبرغ تعصّبا لسينما الفن ورفضا لسينما “التوليفة” التجارية المثيرة، يعترفون بأن “طفل الأستوديو” نجح في فرض اسمه مبكرا، كأحد مؤلفي الأفلام الكبار في العالم.

وبين العمري أن سبيلبرغ نتاج للخيال الأميركي الجامح، ولكنه أيضا حالة خاصة من بين أبناء جيله المخرجين، فهو “طفل الأستوديو” الذي لم يدرس السينما بل تعلّمها من خلال الممارسة والمشاهدة، وقد كان يتسلل إلى مواقع التصوير داخل مدينة يونيفرسال السينمائية في هوليوود، ليشاهد تصوير الأفلام وهو لا يزال بعد في الثانية عشرة من عمره. وقد شاهد ذات مرة هيتشكوك وهو يخرج فيلما، وعندما ضبطه مساعدو المخرج الكبير قاموا بطرده.

ويستند “ذي فايبلمانز” إلى طفولة سبيلبرغ في ولاية أريزونا وعبوره إلى سن الرشد، ويغوص في أسرار عائلة رجل شاب يهوى السينما. وتولى أدوار البطولة في الفيلم الممثلان بول دانو وسيث روغن وزميلتهما ميشيل وليامس.

وتماما مثل سبيلبرغ، انتقلت عائلة فايبلمان من نيوجيرزي إلى أريزونا واستقرت في كاليفورنيا، حيث عشق سامي (الشخصية الرئيسية في الفيلم) السينما، وعمل على إتقان هوايته بمساعدة أصدقائه مبتكراً تقنيات خاصة بالكاميرا.

واستذكر سبيلبرغ قائلاً “كنت أستخدم الغراء واللعاب لمحاولة التوصل إلى تثبيت الأشياء ببعضها”. ويستعيد الفيلم أفلاماً عدة صورها عندما كان مراهقاً.

14