ستنتهي الحرب

تزامنا مع أحداث غزة، راجت على مواقع التواصل الاجتماعي كلمات منسوبة إلى الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش تداولها سياسيون وفنانون وكتاب وإعلاميون وناشطون وأشاد الكثير منهم ببلاغتها وصدقها وقوة معانيها وروعة صورها وجزالة مفرداتها، وأثير حولها جدل واسع بين المعجبين بقدرة الشاعر على وصف الواقع وبين المنتقدين للصمت العربي إزاء ما يدور في الأرض المحتلة وفي القطاع المحاصر.
تقول الأبيات:
ستنتهي الحرب، ويتصافح القادة، وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد
وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب
وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل
لا أعلم من باع الوطن
ولكنني رأيت من دفع الثمن.
في فبراير الماضي، كانت الفنانة اللبنانية كارول سماحة قد أصدرت في القاهرة قصيدة "ستنتهي الحرب" في ألبومها الذهبي من ألحان تيسير حداد، توزيع أوركسترالي ألكسندر ميساكيان، والكليب من إخراج باسل ناصر، وطبعا نسبت الكلمات إلى الشاعر الفلسطيني الراحل.
المفاجأة التي صدمت الفنانة أن مؤسسة محمود درويش أصدرت بيانا أكدت فيه أن هذه الكلمات ليست من إنتاج محمود درويش، بل "من إنتاج مواقع التواصل الاجتماعي، وهي دون المستوى المعروف به شاعرنا الكبير". ولفتت المؤسسة إلى أنها "بعد التدقيق في الفيديو والإعلان المرافق، طلبت رسميا من الفنانة كارول سماحة وشركائها في الإنتاج وقف النشر وحذف كل ما يتعلق بنسب كلمات الأغنية إلى محمود درويش"، ولو أنها أكدت “ثقتها بحسن النوايا” لدى المغنية اللبنانية وشركائها.
وأكدت المؤسسة أنها تثق بحسن النوايا لدى كارول سماحة وشركائها، وتطلب منها الالتزام بالتوقف الفوري عن نسبة القصيدة المحرفة إلى محمود درويش وحذفها من على مواقع التواصل الاجتماعي والرجوع إلى المؤسسة الرسمية في شأن قصائده، وفق نص البيان.
المهم في الموضوع أن تلك الكلمات لا تزال تنتشر بقوة منسوبة إلى محمود درويش، فيما لا أدري إن كان صاحبها الحقيقي الذي فبركها من عندياته لتبليغ موقف سياسي على أحد المواقع، يتابع النجاح الجماهيري لكلماته أم لا، وهل يعلم أنه كان بإمكانه الحصول على مقابل مالي عنها بعد أن غنتها مطربة شهيرة؟ قد يكون جوابه بسيطا وهو أن: سر نجاح تلك الكلمات يكمن في نشرها بتوقيع منحول من شاعر كبير راحل، ولو كانت باسم مواطن عادي لما وجدت من يلتفت إليها.