ستار كاووش لـ"العرب": الغربة تمنح الفنان الفردية ليصنع عالمه الذاتي

هاجر ستار كاووش من العراق لكن حضارته وفنه لم يهجراه بل طبعا تجربته الفنية التي يكشف أسرارها ومميزاتها في هذا الحوار الذي جمعه مع “العرب”، وفيه يفتح نوافذ على نظرته للفن والكتابة ومستقبل التشكيل في العراق، مؤكدا أهمية اطلاع الفنان على التجارب العالمية الرائدة ليتعلم منها كيف يصنع تجربته المميزة.
في رحلة بين تفاصيل الفن وأصداء التاريخ، يحضر الفنان التشكيلي العراقي ستار كاووش كصوت عالمي يحمل في طياته جماليات الماضي وروح الحاضر. من لوحات برويغل في متحف فيينا إلى تماثيل لاكومب في قصر الفنون بليل، ومن بوابة عشتار إلى أزقة التاريخ الفلامنكي، يرسم كاووش خارطة شخصية تشبه لوحاته؛ نابضة بالألوان والتفاصيل والحكايات. في هذا الحوار نقترب من عالم كاووش؛ نستكشف رؤيته الفنية، ارتباطه بالجذور، وشغفه بالجمال الذي يجمع الإنسانية عبر الأزمنة والثقافات.
من مرسمه في هولندا حيث يقيم، التقيناه وسألناه عن سرّ هذا الإلهام الذي يحيط به في الولوج إلى عالم الفن التشكيلي، ليجيب “أعتقد أن واحدة من أهم لحظات حياتي، كانت حين تعرفتُ في صباي على مجلة ‘سمير’ المصرية التي كانت تصل أعدادها إلى العراق، فالقصص المصورة الساحرة والرسومات التي نشرتها كانت بمثابة النافذة السحرية التي غيرت حياتي في ذلك الوقت. في تلك الأيام البعيدة لا شيء يوازي الخيال الذي منحته لي تلك المجلة التي كنت أعتبرها أعظم كنز أحصل عليه، إنها المنارة التي هدتني إلى عالم الرسم.”
وعن انعكاس الثقافة العراقية ومدى تأثيرها في أسلوبه الفني يضيف “الأسلوب الفني هو مزيج من تفاصيل ومراحل وتأثيرات متعددة. هو ثقافة الفنان وكل مرجعياته، بل هو روح العمل الفني الذي يقدمه الفنان، وإذا كان الكثير من مشاهير فناني العالم قد تأثروا بالفن العراقي القديم واستلهموا جمالياته، فأنا أيضا استلهمتُ طاقته الروحية بطريقة تناسب رؤيتي الفنية وتقنياتي. العمق العراقي الموغل في القدم هو أساسي الذي انطلقتُ منه لتأسيس عالمي الشخصي، وهذا لا يعني أن أعيد نفس الأشكال والملامح والهيئات وأُحاكيها حرفيا، بل أجعلها الأساس الذي أنطلق منه. ويمكن لمتتبع لوحاتي أن يتحسس بشكل أو بآخر تأثيرات عوالم بغداد ومناخات ألف ليلة وليلة، لكن بطريقة حديثة.”
وعن أثر الهجرة أو الغربة على مساره الفني وكيف تغلب على التحديات التي واجهته، يقول الفنان العراقي إن “الفن بشكلهِ العام شيء فردي عليك أن تقوم به بنفسك، والغربة تمنحك هذه الفردية العالية التي تحتاجها لتنطلق إلى الأمام، وهنا عليكَ أن تهضم المناخ الجديد الذي وضعت قدمك فيه وتستثمر كل معطياته. التحديات بشكلها الواسع موجودة في كل مكان وزمان، لكن مع ذلك فالطريق مفروش دائماً بالزهور لو أردنا ذلك، وهذا يأتي بالعمل والتفاني وإيجاد الحلول والانسجام مع العالم الجديد وعدم التوقف عن المحاولة، وبالتأكيد أنت بحاجة إلى بعض الحظ والفطنة والإمساك بالفرص المناسبة.”
ويشرح كاووش أهم الخصائص التي تتميّز بها أعماله عن غيره من الفنانين التشكيليين بالقول “بعيدا عن الأسلوب والتقنية وروح التفاؤل في أعمالي، أرى أن هناك الجانب الروحي أو الطابع الشخصي الذي ينبثق من لوحاتي، هناك لمسة ما، تجدها وتتعرف عليها في كل أعمالي. فحين أرسم لوحة لرجل وامرأة في حالة خاصة، أو أرسم بورتريه، أو منظرا للطبيعة أو حتى مشهدا للمدينة، فأنت ترى أن كل هذه التنويعات أرسمها بطريقتي الشخصية وطابعي الخاص. الإبداع هو ألا تعيش قرب لوحاتك، بل تعيش فيها وتجعلها تتنفس الهواء ذاته الذي تستنشقه وأنت تدخل باب المرسم.”
كل عمل تعلم جديد
بالعودة إلى ما دفعه إلى الكتابة، وعن زياراته إلى المتاحف الأوروبية ورؤيته للعلاقة بين الكتابة والفن التشكيلي، يقول التشكيلي العراقي “أعيش في أوروبا منذ أكثر من ثلاثين عاما، وزيارة المتاحف هي إحدى الممارسات التي لا يمكنني التوقف عنها، فهؤلاء الفنانون الكبار يمنحونني الطاقة للمضي في هذا الطريق الملون والجميل والصعب أيضا. في الفنون والإبداعات عليك أن تَطَّلِعَ على إنجازات الآخرين لتعرف أين تضع قدمك، أن تنظر إلى أعمالهم بإعجاب كي تضيء طريقك بشكل جيد، عليك ألا تتوقف عن فتح النوافذ التي تطل على أعمال الأساتذة الذين أمسكوا الفانوس وساروا أمامنا ليضيئوا لنا الدرب.”
ويضيف “بالنسبة إلى الكتابة أتذكرُ أول أيامي في هولندا، حين تعرفت على أحد الهولنديين وسألته عن المجلات الفنية التي تصدر في البلد، فكتب لي على قصاصة صغيرة أسماء مجلات مثل ‘تابلو’ و’أتيليه’ و’باليت’، عندها لم أستطع شراء الأعداد الجديدة لأنها غالية الثمن، فصرتُ أقتني الأعداد القديمة من مجلة أتيليه، وأتطلع فقط إلى اللوحات المنشورة لأني لم أكن أجيد اللغة الهولندية، والآن أنا أكتب عموداً ثابتاً في مجلة ‘أتيليه’ ذاتها وباللغة الهولندية. عليكَ أن تضع أهدافا لحياتك أو مسيرتك، وتمضي لتحقيقها. الكتابة والقراءة شيئان أساسيان بالنسبة إلى الفنان، وتَعَلُّمَ لغة أي بلد هو المفتاح الذي تدخل من خلاله إلى ثقافة هذا البلد وحياته”.
ويتابع حديثه عن أكثر اللحظات أو القطع الفنية التي أثَّرتْ فيه خلال زياراته إلى المتاحف، فيقول “أمام كل عمل فني جميل أقف مندهشا لأتعلم شيئا جديدا عن الإبداع، وأتأمل سرّ هذا الجمال والعبقرية التي تقف وراء الأعمال الفنية. أول كتاب فني اشتريته في صباي كان حول أعمال ريمبرانت، كنتُ أتصفح الكتاب منبهرا بلوحته ‘الحراسة الليلية’، وبعد سنوات طويلة حين وصلتُ إلى هولندا ذهبتُ إلى متحف رايكس مباشرة، لأجد نفسي وجها لوجه أمام هذه اللوحة العظيمة بحجمها الطاغي وتقنيتها الفريدة، عندها تساءلت: ماذا فعلتُ في حياتي كي أحصل على مثل هذه اللحظة الاستثنائية؟ كانت لحظة لا تُنسـى، والمفارقة أن التلفزيون الهولندي استضافني بعد فترة حيث وضعوا واحدة من لوحاتي مؤقتا في الصالة المخصصة لرامبرانت وقريبا من الحراسة الليلية. أتذكر أيضا حين هممتُ بالدخول إلى متحف تاريخ الفن في مدينة فيينا، وانتبهتُ إلى أن بطاقة دخول المتحف قد طُبع عليها عمل عراقي قديم من الفترة البابلية يمثل أسدا مزججا من بوابة عشتار، وكانت هذه من أشد لحظاتي سعادة، حيث اختار المتحف هذا العمل العراقي من بين آلاف القطع الفنية التي يملكها، ليضعه على تذكرة الدخول.”
وإذا انتقلنا إلى ما تتصف به مقالاته بلغة أدبية راقية ومشاعر متدفقة، وكيف يمزج بين الفنان التشكيلي والأديب في داخله، يقول كاووش “الكتابة بالنسبة إلي هي الرئة الأخرى التي أتنفس بها حين يغفو باليت مزج الألوان، وأحاول دائماً أن أصور الأشياء والتفاصيل الصغيرة بعين الرسام الذي بداخلي، أي أرسم بالكلمات بدلاً من الألوان. أحاول الكتابة بطريقة سهلة وبسيطة دون حشو أو كلمات زائدة، وربما يعود ذلك إلى العمود الذي أكتبه منذ اثنتي عشرة سنة في جريدة ‘المدى’. أرسم كل يوم وأكتب كل يوم، ولا أتوقف عن ذلك حتى عند ركوب القطار أو السفر حيث أدون الملاحظات الصغيرة، وأُنفَّذُ التخطيطات السريعة.”
الفن يشذب الروح
عن إعادة صياغة التجارب الجمالية التي يعيشها في المتاحف عبر لوحاته الفنية، فيقول “أولا أحاول ألا أنجرف نحو انطباعي الأول أمام الأعمال الفنية، وأجرب الدخول إليها شيئا فشيئا، أُحَمِّلُ نفسي عناء الانتظار أمامها، لأفهم سر الخطوط وتناغمات الألوان وتوازن المساحات، وقبل كل هذا أتأملُ التكوين، الذي هو أساس بناء العمل الفني، بعد ذلك أحاول الانتباه إلى مسحة الغموض والرمزية التي تُخفيها بعض الأعمال الفنية. العمل الفني الجميل يشبه الشمس التي لا يوجد تفسير واضح لجمالها، هو مثل حقل مليء بالزهور التي يمكنك أن تشم عطرها، لكنك لا تعرف كيف انبثقت بكل هذا الجمال والثقة! بالنسبة إلي، مع كل لوحة جديدة أرسمها عليَّ أن أستعمل الكثير من المعالجات والتقنيات لأصل إلى النتيجة التي أريدها، فلا شيء يأتي عفو الخاطر، فأنت لا يكفيك أن تُحب امرأة جميلة لتكون عاشقا، بل عليك أن تستعمل كل حيلك الجمالية لتدخل قلبها أولا.”ً
وكشف لنا الفنان العراقي في حواره مع “العرب” عن القيم الإنسانية التي يسعى للتعبير عنها من خلال أعماله، بالقول “إن كانت هناك رسالة للفن فهي رسالة جمالية بالأساس. الفن يشذب الروح ويقوي العاطفة ويجعل حساسيتنا يقظة إزاء الأشكال والألوان وعلاقة بعضها بالبعض الآخر، وهو فوق كل ذلك معادل جمالي لصوت المدافع وعنف الحروب وقمع الإنسان. اللوحة لا يمكنها في الغالب أن تحل المشاكل الموجودة في العالم، لكنها يمكن أن تُشير إليها، العمل الفني يشبه فتاة صغيرة لا يمكنها الوقوف في وجه صوت المدافع، لكنها تنام وتلعب وتحلم أجمل من كل مشعلي الحروب. أما بالنسبة إلى لوحاتي فأنا أحاول أن أمنح المتعة للمتلقي، أن يجد هذا الانسجام بين درجات اللون وتقاطعات الخطوط، نحن كلنا نحتاج إلى الانغماس ببعض المسَرَّة ونحن نتأمل عملا فنيا، كما لو أن طير السعد يُحَلِّق فوق رؤوسنا. وهذا ما أحاول أن أعكسه على سطوح لوحاتي.”
الفنان لا يسعى إلى التأثير في تاريخ العالم بل في تاريخ الفن، وهذا جانب مهم يُشكل خرزة ثمينة في قلادة التطور
ويرى الفنان التشكيلي ستار كاووش أن “الفن هو المفتاح الذي يجعلنا نتعرف على الآخر بشكل جيد ومناسب، فمن خلال الرسم والنحت والعمارة والموسيقى وغيرها من الفنون، ندخل إلى روح مجتمعات هي بعيدة عنا أو تبدو كذلك. والفن التشكيلي بشكل خاص لا يحتاج إلى ترجمة لمعرفة ماهيته وقوة تأثيره، فالأشكال والألوان والتركيبات هي التي تقول كلمتها الجمالية في النهاية. نحن عرفنا أزياء وبنايات وتفاصيل الحياة وكل أدوات عصر النهضة مثلا من خلال لوحات الفنانين في ذلك الوقت. من جانب آخر، أن الكثير من فناني أوروبا قد زاروا الشرق وأنتجوا أعمالا فنية مذهلة ومشرقة وبموضوعات جديدة جعلتهم ينظرون إلى التفاصيل من زوايا مختلفة، وقد نقلوا كل ذلك إلى أوروبا.”
ويضيف “الفن كان ولا يزال البابَ الحقيقي الذي يجب أن نفتحه لرؤية الآخر بشكل أفضل. وبالنسبة إلي ليس اعتباطاً أن أحد معارضي الأخيرة التي أقمتها في هولندا أسميته ‘بغداد في الشمال’ والذي مزجتُ فيه عوالم بغداد الشرقية مع مناخات هولندا الغربية، وبذلك أصبحت لوحاتي مثل فطوري الصباحي حيث أضع الجبنة الهولندية وسط الخبز العراقي وأتناولهما معا كشطيرة.”
في هذا السياق سألناه: كيف تُسهم أعمالك الفنية في إبراز الحضارة العراقية القديمة وارتباطها بالفن المعاصر؟ فأجاب “كفنان، عليَّ استلهام حضارتي القديمة واستنباط معالم الجمال فيها، معرفة مكامن السحر والقوة التي تكتنفها، ثم المضي في طريقي محملا بهذا الإرث كي أجد لي موطئ قدم في هذا العالم. لا يمكن أن أنظر إلى الحضارة العراقية بشكلها المباشر ولا يجب أن أحاكيها حرفيا، بل أستند عليها كجدار عند حاجتي إلى الوقوف. وبالنسبة إلى ارتباط ذلك بالفن المعاصر، يمكنك أن تشاهد المنحوتات الآشورية وكيف تجاوزت الزمن وأصبحت مُلهمة في كل العصور. هناك قوة في تلك المنحوتات لا يمكن إهمالها وهي مزيج من السحر والقوة والفتنة والغموض. إنها الجمال الذي يضيء الروح والعقل والقلب. هي اختصار للجمال.”
أما عن تطلعاته لمستقبل الفن التشكيلي العراقي والنصائح التي يمكن أن يوجهها إلى جيل الفنانين الشباب، فيقول كاووش “توجد في العراق مواهب بشكل لافت وكبير، لكن هل يكفي هذا لصنع مستقبل مهم للفن التشكيلي؟ المواهب وحدها لا تكفي لأنها موجودة في كل مدينة وقرية في العالم. والمهم كيف تتطور هذه المواهب وتمضي إلى الأمام. علينا أن نسقيها مثل الزهور، أن نضعها في المكان المناسب لتنمو ولا تموت. الموهبة مثل قطعة القماش التي يمكننا أن نخيط منها أشكالا مختلفة من الملابس، فمنهم من يجعلها فستانا للزفاف، فيما يصنع منها الآخر كفناً. وبالنسبة إلى شباب الفنانين، ما يحتاجه الفنان هو العمل والمحاولات التي لا يجب أن تتوقف، على الفنان الشاب أن يصنع أشكاله الخاصة وعوالمه الفردية، والسعي لإنجاز لوحة أخاذة تجذب المشاهد وتُدخِله في عالمها.”
الكثير من فناني العالم تأثروا بالفن العراقي القديم وأنا أيضا استلهمتُ طاقته الروحية بطريقة تناسب رؤيتي الفنية
عن قدرة الفن على مواجهة التحديات وكيف يمكن للفنان أن يكون جزءًا من التغيير؟ يقول كاووش إن “الفن بشكل عام لا يستطيع مواجهة التحديات التي تحدث في الحياة والمجتمع، وهناك استثناءات طبعا منها ما قام به التعبيريون الألمان حين تصدوا -في السر غالبا- للنازية، ليطلق النازيون وقتها على أعمالهم تسمية ‘الفن المنحط’ ومنعوا عرض أعمالهم ووضعوا بعضهم تحت الحراسة ومنعوهم من الرسم. وضمن هذه الاستثناءات توجد في تاريخ الفن أعمال عظيمة، لكن هذه الأعمال جاءت بدعم من مؤسسات أو منظمات أو حتى متاحف أو دول. فحتى يكون لديك نصب برونزي مؤثر مثلا، فيجب أن تدعمه الدولة وتضعه في إحدى الساحات، كذلك إن كانت لديك فكرة لجدارية كبيرة من الموزاييك مثلا. وبرأيي الشخصي حين يتفانى الفنان في عمله، فهو يكون بشكل أو بآخر جزءا من التطور، فالفنان عموما لا يسعى إلى التأثير في تاريخ العالم، بل في تاريخ الفن، وهذا الجانب مهم ويُشكل خرزة ثمينة في قلادة التطور العام.”
مشاريع مستقبلية
يكشف الفنان لـ”العرب” مشاريعه الفنية والكتابية الجديدة، حيث يقول “أنجزتُ في الفترة الماضية خمسين لوحة بأحجام صغيرة رسمتُ فيها نساء في لحظات خاصة ومحاطات بمناخات من الطبيعة الموجودة في الشمال الهولندي بكل تنوعاتها وألوانها، والطبيعة هنا تلعب دورا أساسيا كما هي الشخصيات المرسومة، وسأعرض المجموعة في معرض شخصي. أما بالنسبة إلى الكتابة، فإضافة إلى العمود الذي أكتبه في جريدة ‘المدى’، والعمود الذي أكتبه باللغة الهولندية في مجلة ‘أتيليه’، انتهيت من كتاب باللغة الهولندية أتحدث فيه عن الثقافة والتقاليد والحياة الهولندية، كذلك سيصدر لي في بغداد في الأيام القادمة كتاب ‘الطريق إلى الجمال’ الذي تحدثتُ فيه عن أجمل مئة لوحة شاهدتها في متاحف العالم. كذلك كتاب ‘رجل على كتفه طائر’ الذي تناولتُ فيه مشاهداتي الهولندية.”
ويتابع “بالنسبة إلى الرسم صدرت خمسة كتب عن لوحاتي، لكن لدي رغبة جامحة في أن أختصر الكثير من تجاربي في الرسم بإنجاز جدارية كبيرة من الموزاييك، تُوضع في أحد شوارع بغداد أو أية مدينة عربية. وبالنسبة إلى الكتابة فمتعتي الحقيقية هي أثناء عملية الكتابة ذاتها، ولا يهم إن كانت مقالا أو إشراقة صغيرة، أو كتابا مليئا بالنصوص القصيرة، حيث يمكنك أن تفتحه من أية صفحة وتقرأ. أنا حقا أحب النصوص القصيرة المقتضبة والبسيطة التي تمضي نحو هدفها دون حذلقة أو تزويق.”