سبوتنيك في قلب الحرب الإعلامية الباردة بين روسيا وتركيا

الشرطة التركية توقف رئيس تحرير موقع سبوتنيك الناطق بالتركية وصحافيون آخرون.
الاثنين 2020/03/02
شبح الرقابة على استعداد تام

إسطنبول - أعلنت وكالة سبوتنيك الروسية أنّ الشرطة التركية أوقفت الأحد رئيس تحرير موقعها الناطق بالتركية وصحافيون آخرون قبل أن تطلق سراحهم لاحقا.

وقالت إنّ “رئيس تحرير موقع سبوتنيك الناطق بالتركية ماهر بوزتيبي أوقف”، مضيفة أنّه سينقل إلى “مقرّ شرطة إسطنبول”.

وأكدت مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير شبكة “روسيا سيغودنيا” التي تضم سبوتينك، عملية التوقيف عبر تغريدة على موقع تويتر. وقالت “حضرت الشرطة إلى مكتبنا في إسطنبول، أوقف متعاون جديد ماذا يحصل؟”.

وقبل ساعات من توقيف بوزتيبي، أوقف ثلاثة أشخاص يعملون مع سبوتنيك في أنقرة، وفق سيمونيان ومنظمة “مراسلون بلا حدود”.

وقالت المنظمة إنّهم أوقفوا عقب توجههم إلى مركز للشرطة لتقديم شكاوى بحق أشخاص مجهولين اقتحموا منازلهم.

وصرحت سيمونيان إنّ أولئك الأشخاص “هددوا (المتعاونين) وقالوا لهم إنّهم خانوا الوطن لأنّهم يعملون مع الروس”.

وبحسب “مراسلون بلا حدود”، لدى وصول الأشخاص الثلاثة إلى مركز الشرطة، أجابهم عناصر الشرطة بأنهم كانوا “يبحثون عنهم” من أجل استجوابهم حول مقال نشر السبت وأثار جدلاً في تركيا.

ويحمل المقال عنوان “المحافظة المسروقة” في إشارة إلى محافظة هاتاي (لواء الأسكندرون وفق التسمية السورية) التي ضمتها تركيا في عام 1939 بعد تنازل فرنسا، الدولة المنتدبة من عصبة الأمم على أنحاء من المشرق. وكان الهدف ضمان حياد أنقرة في الحرب العالمية الثانية.

يأتي ذلك فيما تشهد العلاقات التركية – الروسية توتراً على خلفية التصعيد في سوريا حيث تدعم روسيا النظام بينما تدعم تركيا جماعات معارضة متشددة.

واعتادت تركيا الزج بالصحافيين التابعين لوسائل إعلام أجنبية خلال التوترات مع دولهم، فخلال أزمتها السابقة مع ألمانيا، مارست ضغوطا كبيرة على الصحافيين الألمان العاملين في تركيا وعاملتهم كجواسيس، وأصدرت أحكاما على العديد منهم بهذه التهمة.

وفي تغريدة لاحقة لمارغريتا سيمونيان، كشفت أنّ شرطة أنقرة أكدت لسبوتنيك عدم توقيف الأشخاص الثلاثة لديها. وقالت “لا وجود لأي اتصال من جانبنا مع المتعاونين الثلاثة منذ ليل أمس (السبت)”.

بدورها، دعت وزارة الخارجية الروسية، السلطات التركية إلى “التدخل وضمان أمن الصحافيين العاملين في وسائل الإعلام الروسية” في البلاد.  وأشار موقع سبوتنيك إلى انعقاد اجتماع في مقرّه في إسطنبول، بحضور ممثل له في تركيا ومحاميه وأفراد من القنصلية الروسية وممثلين للشرطة التركية.

وأعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي قسطنطين كوساتشيف عن الخشية من “تعقيد إضافي” على صعيد العلاقات الروسية – التركية في ضوء هذه التطورات.

من جهته، وصف غوكهان دورموش، نقيب الصحافيين الأتراك اعتقال رئيس تحرير وكالة “سبوتنيك تركيا” و3 من موظفين من الوكالة بمدينة إسطنبول بـ”الانتهاك الصارخ لحرية الإعلام والتعبير”.

تركيا  اضطرت إلى الاستجابة للمطالب الروسية، فأطلقت سراح صحافيي سبوتنيك بعد اعتقالهم

ونقلت سبوتنيك عن دورموش، قوله إن “اعتقال رئيس تحرير سبوتنيك تركيا، ماهر بوزتيبي، و3 من موظفي الوكالة، يعتبر انتهاكاً لحرية الإعلام وحق الحصول على المعلومات”.

وأضاف “تريد السلطات التركية جعل الصحافيين يدفعون ثمن توتر العلاقات بين روسيا وتركيا على خلفية الهجوم على الجنود الأتراك في محافظة إدلب السورية”.

وتابع “سبوتنيك مؤسسة إعلامية روسية لا تقوم سوى بنشاطات إعلامية، إلا أن السلطات التركية تقوم بجعل العاملين في الوكالة يدفعون ثمن التوتر بين البلدين، وهذا أمر غير مقبول إطلاقا”.

واضطرت تركيا إلى الاستجابة للمطالب الروسية، فأعلنت النيابة العامة التركية، الأحد أنها لم تجد أي مؤشرات على أعمال إجرامية في أنشطة ثلاثة من صحافيي “سبوتنيك تركيا”. فأطلقت سراحهم الأحد.

18