سبع عيون خوفا من الحسد

حين نحب أن يجافينا النوم وتبقى عيوننا مفتوحة. أما حين يشفق علينا النوم فنحن نحلم بمَن نحب. فالعين التي تنتظر لا تفارق وظيفتها حتى في النوم.
وحسب علي بن الجهم "عيون المها بين الرصافة والجسر/ جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري".
ألا تحيلنا عيون المها إلى ما قاله بشارة الخوري على لسان فيروز "تمر قفز غزال بين الرصيف وبيني/ وما نصبت شباكي ولا أذنت لعيني"؟
"لا أنام" عنوان فيلم لا يُنسى في تاريخ السينما المصرية.
في ذلك الفيلم المبني على قصة لإحسان عبدالقدوس اجتمع عمر الشريف وفاتن الحمامة وهند رستم ويحيى شاهين ورشدي أباظة ومريم فخر الدين وعماد حمدي.
يبدو الأمر كما لو أن هناك حفلة أقامها صلاح أبوسيف مخرج الفيلم من أجل التذكير بأسباب الأرق. تلك الأسباب التي لخصها المتنبي بعبقريته الشعرية "أرق على أرق ومثليَ يأرق/ وجوى يزيد وعبرة تترقرق/ جهد الصبابة أن تكون كما أرى/ عين مسهدة وقلب يخفق" وليس مَن يسير في نومه كمَن يطارد نومه فلا يجده.
تبدأ النبوءة بما لا يُرى ثم يتحقق اللقاء كما يقول كارم محمود وهو محق “عيني بترف يا حبة عيني/ يلي سرقت النوم من عيني” ولكن النبوءة قد تمزج الوهم بالحقيقة كما حدث مع شادية “خطابي كثير وقالولي/ تستاهلي الذهب واللولي/ من بين الحبايب واحد/ بتشاوري عليه وتقولي/ حبيبي أهو / خطيبي أهو".
وإذا ما سمعت إحداهن تقول “العين ما تعلا على الحاجب” فذلك معناه أنها انتهت من متعة النظر. وستبدأ مرحلة جديدة تحتفي بها مها صبري “متزوقيني ياماما أوان يا ماما/ دا عريسي حياخذني بالسلامة” لقد آن لعيون القلب أن ترتاح من السهر.
يبدو الأمر كما لو أنه نوع من الهدنة. فـ"العيون الكواحل سابوني/ آه آه ولذيذ المنام أحرموني" كما تقول فائزة أحمد. وفي ذكرى المطربة سورية الأصل يمكن أن نمر على مرحلتها البغدادية.
يومها غنت من ألحان رضا علي "ميكفي دمع العين يا بويه/ نار بدليلي نار يا بوية/ مغرم وأدور وين يا بوية/ وأني غريب الدار يا بوية".
وعلى خط فائزة أحمد مشت اللبنانية نهاوند حين غنت "يابه يابه شلون عيون عندك يابه/ قلبي بغرامك مفتون والله يابه".
يعلق العراقيون على أبواب بيوتهم تميمة خزفية يسمونها "أم سبع عيون" يعتقدون أنها قادرة على حمايتهم من الحسد.