سبعون متهما يواجهون الإعدام بعد إحراقهم مواطنا حيا خلال حرائق الجزائر

خمسة وعشرون متهما يحاكمون بتهم التجمهر المسلّح وبثّ الرعب في أوساط السكّان من خلال تصوير الجريمة والتمثيل بجثّة القتيل ونشر صور ومقاطع فيديو لهذه الفظائع.
الأحد 2022/11/20
جمال بن إسماعيل ذهب للمساعدة في إطفاء الحرائق فتم حرقه حيا

الجزائر - طلبت النيابة العامة الجزائرية السبت إنزال عقوبة الإعدام بأكثر من 70 شخصا متّهمين بتعذيب مواطن وإحراقه حيّا والتمثيل بجثّته في الحادي عشر من أغسطس 2021 في منطقة القبائل، بعدما اتّهموه خطأ بافتعال حريق ضخم، بحسب ما أفاد الإعلام المحلّي.

والمتّهمون بقتل جمال بن إسماعيل يحاكمون أمام محكمة الدار البيضاء في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائر بجناية "ارتكاب أفعال إرهابية وتخريبية، تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية" و"المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصّد".

وبالإضافة إلى هؤلاء يحاكم في هذه القضية 25 متّهما آخر طلبت النيابة العامة إنزال عقوبة السجن 10 سنوات بحقّهم، بعدما وجّهت إليهم تهما عدّة، من بينها "التجمهر المسلّح" و"بثّ الرعب في أوساط السكّان وخلق جوّ من إنعدام الأمن" من خلال تصوير الجريمة والتمثيل بجثّة القتيل ونشر صور ومقاطع فيديو لهذه الفظائع.

وتضمن تقرير الطبيب الشرعي المنجز على جثة الضحية أن جمال بن إسماعيل تعرض إلى عدة طعنات بواسطة سكين وإصابات أخرى بليغة من رضوض وجروح عميقة، كانت سببا مباشرا ورئيسيا في الوفاة.

وذكرت النيابة أن جسم الضحية تعرض للحرق بدرجات متفاوتة كانت بنسبة أكثر في الأطراف للأيدي والأرجل، بالإضافة إلى رضوض في الرأس وجروح على مستوى الوجه وأخرى عميقة تحمل مواصفات عملية الذبح.

كما شدد النائب العام على أن القصد الجنائي متوافر في قضية الحال، وحصلت بإرادة كل متهم، وكل ما جاء به المتهمون من ادعاءات في الجلسة بأنهم كانوا تحت وطأة الصدمة بسبب الحرائق، أو تحت تأثير المشروبات الكحولية فهذا لا يشكّل عذرا، بل يعتبر ظرفا مشددا.

وجمال بن إسماعيل كان يبلغ من العمر 38 عاما حين ذهب طوعا إلى بلدة الأربعاء - نايث - إيراثن في تيزي وزو بشمال غرب البلاد، للمساعدة في إطفاء حرائق غابات أودت خلال أسبوع بـ90 شخصا على الأقلّ.

وعندما علم بأنّ البعض من سكان البلدة اشتبهوا بضلوعه في إشعال الحرائق كونه غريبا عن المنطقة، سارع إلى تسليم نفسه للشرطة، لكنّ حشدا غفيرا من المواطنين الغاضبين انتزعوه من أيدي قوات الأمن وعذّبوه وأحرقوه حيّا ومثلوا بجثته.

وأظهرت مشاهد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حشودا تطوّق سيارة الشرطة التي كان على متنها بن إسماعيل، ثم تسحبه من داخلها وتنهال عليه بالضرب.

وبعد تعذيبه أُحرق حيّا، فيما راح شبّان يلتقطون صور "سيلفي" أمام جثته.

وعُرضت خلال المحاكمة التي انطلقت الثلاثاء مقاطع فيديو كان المتّهمون نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر تفاصيل الجريمة المروّعة.

وأظهرت مقاطع الفيديو هذه كيف تمّ تعذيب جمال بن إسماعيل وإحراقه حيّا وسلب كلّ متعلّقاته الشخصية، بما في ذلك هاتفه الخلوي.

وكانت الجزائر قد شهدت في التاسع من أغسطس من العام الماضي أسوأ حرائق في تاريخ البلاد، حيث بلغ عددها نحو 71 حريقا منتشرة في 18 ولاية، واستمرت لمدة ثلاثة أيام. وقُتل فيها 90 شخصا على الأقل، وجُرح العشرات.

وكانت أكثر المناطق تضررا منطقة القبائل الواقعة شرقي العاصمة الجزائر. وانتشرت سلسلة من الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر اشتعال النيران في المنازل على جانب التل.