سبعة أفلام تشارك في تظاهرة "جان روش خارج الأسوار" في تونس

هذه الدورة تهدف لتعزيز السينما الإثنوغرافية والوثائقية والربط بين العلوم الإنسانية وفن الصورة.
الاثنين 2024/02/12
تظاهرة تحيي سيرة مخرج وثق تقاليد أفريقيا

تونس - تحتضن تونس في الفترة الممتدة بين الثاني والعشرين حتى الخامس والعشرين من فبراير الجاري بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة تونس، فعاليات المهرجان الدولي ”جان روش خارج الأسوار”، وهو من تنظيم معهد البحوث المغاربية بالتعاون مع المكتبة السينمائية التونسية وجمعية مسارب الخاصة.

وسيقدم مهرجان ”جان روش خارج الأسوار” الذي ينعقد للمرة الأولى في تونس سبعة أفلام متبوعة بنقاشات بحضور مخرجيها. تهدف هذه الدورة خارج موقعها الأصلي بفرنسا لتعزيز السينما الإثنوغرافية والوثائقية والربط بين العلوم الإنسانية وفن الصورة.

وتشمل البرمجة الفيلم التونسي ”بابل” إخراج كل من إسماعيل ويوسف الشابي وعلاءالدين سليم، والفيلم البلجيكي ”الصغار” إخراج كريستين جيار، والفيلم المصري الدنماركي المشترك ”نور على نور” إخراج كريستان سوهر، علاوة على الفيلم المغربي ”فوق الخيط” إخراج إيفان بوكارا، والفيلم الكونغولي ”ماما كولونال” إخراج ديودوني حمادي، وأخيرا الفيلم الأرميني الفرنسي المشترك ”تونراتوم، تاريخ أرمينا كما ترويه النساء” إخراج إينا مخيتاريان. كما تقدّم الدورة ورشات صباحية لطلبة معهد البحوث المغاربية وعروض مفتوحة للعموم.

ويُعدّ مهرجان ”جان روش” من أهم التظاهرات الأوروبية للسينما الوثائقية ذات الصلة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، حيث تمّ إحداثه عام 1982 من قبل السينمائي وعالم الإثنولوجيا جان روش، وهو يهدف إلى تعزيز السينما الإثنوغرافية والوثائقية والربط بين العلوم الإنسانية وفن الصورة. وجان روش (1917 – 2004) هو مخرج ومؤلف ومدير تصوير وأنثروبولوجي فرنسي، يعتبر أحد مؤسسي سينما فيريتيه في فرنسا.

وهو مؤسس الأنثربولوجيا البصرية، وأحد أبرز مخرجي السينما التسجيلية. كانت صدفة التحولات الكبرى للقرن العشرين سفينة أبحرت بالرجل المناهض للكولونيالية إلى أفريقيا، حيث أنجز العديد من الأفلام والدراسات التي جعلته رائدا للسينما التسجيلية وأحد معلميها الكبار.

حح

كان سر تميزه كصانع أفلام هو قدرته الفريدة على الربط بين العلوم الاجتماعية والسينما. وعرف المخرج الفرنسي بشغفه بالثقافة الأفريقية منذ صغره، وشكّل ذهابه إلى النيجر للعمل مهندسا للطرقات والجسور منعطفًا في حياته، فحين مات أحد العمال العاملين في ورشته، وكان من قبيلة “سانغاي”، لفتت نظره الطقوس الغامضة التي رافقت عملية الدفن. وهكذا تابع فور عودته لفرنسا دروسا في علم الإنسان (دراسة عادات ومعتقدات الشعوب)، وعاد بعدها من جديد لأفريقيا مسلحا بأداة جديدة للبحث والاستقصاء عن الإنسان وطرق عيشه. واعتبر فيلمه “استهلال لرقصات حيازة الأرواح” (Initiation à la Danse des Possédés) من أوائل الأحداث التي ساهمت في بروز مفهوم سينما المؤلف.

يقول جان روش عن انشغاله بأفريقيا: “ربّما تكون نظرتي ذاتيّة وتعكس ميولاتي وتصوراتي الشخصيّة في علاقتي بالقارّة السّمراء، لكن عيني تبقى موضوعيّة ولا تحاول لا تزييف ولا تزويق واقع الأفارقة. أفريقيا التي تهمني هي أفريقيا التقاليد وأفريقيا الأساطير الضاربة في القدم وأفريقيا التي تحاول كسر طوق الاستعمار والاستعمار الجديد. كان سهلا بالنسبة إلي أن أفعل مثل الدّعاة الغربيين الذين يطالبون باستقلال البلدان الأفريقية، لكنهم، باطنيا، يحتقرون الإنسان الأسود ولا يحاولون المرة فهم حضارته وثقافته”.

هكذا عاش روش طيلة حياته، وفيا لأفريقيا عبر البحث والتصوير، حيث كان يتنقل في أفريقيا ويلتقي السكان المحليين ويربط علاقات بالمثقفين والمواطنين البسيطين، ويدافع بعدسته عن ثقافتهم. في عام 2004، توفي في حادث سيارة في النيجر ودفن هناك.

14