سباق قرصنة إلكترونية تتصدره إيران وتركيا لترويع الناشطين والصحافيين

محاولة إيرانية جديدة لاختراق حساب البريد الإلكتروني الخاص بشخصيات أكاديمية معارضة.
الخميس 2020/02/06
أسلوب إيراني قديم

لندن - تتسابق إيران وتركيا على عمليات قرصنة وتجسس على دول وحكومات وشخصيات سياسية معارضة ونشطاء وصحافيين.

وبعد أيام من كشف ثلاثة مسؤولين أمنيين كبار في الغرب عن هجمات واسعة عبر الإنترنت استهدفت حكومات ومؤسسات أخرى في أوروبا والشرق الأوسط من تنفيذ متسللين يعملون لصالح الحكومة التركية، فضح تقرير جديد محاولة إيرانية لاختراق حساب البريد الإلكتروني الخاص بشخصيات أكاديمية معارضة عبر متسللين مرتبطين بإيران ينتحلون صفة صحافيين في رسائل إلكترونية، وفي واقعة هي جزء من مسعى أوسع نطاقا لانتحال شخصيات صحافيين في محاولات تسلل عزتها ثلاث شركات للأمن الإلكتروني إلى الحكومة الإيرانية.

وأظهرت سجلات أن من بين ضحايا الهجمات التركية خدمات البريد الإلكتروني لقبرص والحكومة اليونانية ومستشار الأمن القومي للحكومة العراقية. كما استهدفت الهجمات المخابرات الألبانية ومنظمات مدنية داخل تركيا.

وتضمنت السجلات اعتراض تدفقات البيانات على مواقع الجهات المستهدفة، مما مكن المتسللين على الأرجح من الدخول بشكل غير مشروع إلى شبكات جهات حكومية ومؤسسات أخرى.

انتحال شخصية الصحافية الإيرانية فرناز فاسيحي بمجموعة تسلل إلكتروني
انتحال شخصية الصحافية الإيرانية فرناز فاسيحي بمجموعة تسلل إلكتروني

ويقول مسؤولان بريطانيان وثالث أميركي إن تلك الأنشطة تحمل بصمات عملية تجسس إلكتروني مدعومة من دولة وتم تنفيذها لدعم المصالح التركية.

وفي الشأن الإيراني ربطت شركة سرتفا للأمن الإلكتروني، التي تتخذ من لندن مقرا، مسألة انتحال شخصية الصحافية المخضرمة الإيرانية الأميركية فرناز فاسيحي التي تغطي منطقة الشرق الأوسط بمجموعة تسلل إلكتروني يطلق عليها اسم “تشارمينج كيتن”، وهي مرتبطة بإيران منذ مدة طويلة.

وقدمت شركة كلير سكاي الإسرائيلية للأمن الإلكتروني لوكالة رويترز توثيقا لانتحال مماثل لشخصيتين إعلاميتين لدى “سي.إن.إن” ودويتش فيله، وهي جهة بث ألمانية عامة. وربطت كلير سكاي أيضا محاولات الاختراق بمجموعة “تشارمينج كيتن” ووصفت الأفراد الذين تم استهدافهم بأنهم أكاديميون إسرائيليون أو باحثون يدرسون في إيران. وأحجمت الشركة عن الكشف عن العدد المحدد للمستهدَفين أو أسمائهم وعزت ذلك إلى خصوصية عملائها.

وظهرت وقائع كهذه في وقت تحذر فيه حكومة الولايات المتحدة من تهديدات إلكترونية إيرانية في أعقاب الضربة الجوية الأميركية التي قتلت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد.

وكشفت وكالة رويترز محاولات تسلل إلكتروني مشابهة ضد هدفين آخرين، قالت الشركتان، إضافة إلى شركة ثالثة هي سكيور ووركس التي تتخذ من أتلانتا مقرا، إنها تبدو أيضا من فعل “تشارمينج كيتن” المرتبطة بإيران.

وانتحل متسللون إلكترونيون شخصية آزاده‎ شافعي، وهي مذيعة تعمل لحساب قناة إيران إنترناشونال الفضائية التي تتخذ من لندن مقرا، في محاولات لاختراق حسابات أحد أقاربها في لندن وصانع الأفلام الإيراني المقيم في براغ حسن سربخشيان.

وتعرض سربخشيان، الذي فر من إيران وسط حملة قمع شهدت اعتقال عدة مصورين صحافيين من زملائه في عام 2009، للاستهداف برسالة إلكترونية زُعم أنها من فاسيحي. وطلبت منه الرسالة توقيع عقد لبيع بعض صوره لصحيفة وول ستريت جورنال. وقال سربخشيان في مقابلة إنه ارتاب في أمر الرسالة ولم يردّ.

وتنفي إيران إدارة أو دعم أي عمليات تسلل إلكتروني. حسب المتحدث باسم بعثة الجمهورية الإسلامية لدى الأمم المتحدة علي رضا مير يوسفي.

والأمر ليس مفاجئا بالنظر إلى أساليب المتسللين غير المتقنة؛ فقد أغفلوا مثلا حقيقة أن فاسيحي تركت العمل بوول ستريت جورنال العام الماضي لتعمل في صحيفة نيويورك تايمز.

1