سباق عالمي لتطوير مترو بغداد وقطار النجف

الحكومة العراقية تكافح من أجل تطوير قطاع النقل في البلاد.
الثلاثاء 2024/04/30
التجديد ضروري

بغداد - أغلقت الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق باب تقديم العطاءات أمام الشركات العالمية التي ستتنافس على تنفيذ مشروعي مترو بغداد والنجف كربلاء بكلفة استثمارية تقديرية تتجاوز 22 مليار دولار.

وتكافح السلطات منذ سنوات من أجل تطوير البنية التحتية للنقل وخاصة في المدن التي تشهد ازدحامات مرورية، ولكن الحكومات المتعاقبة اصطدمت بالكثير من العراقيل بسبب الحروب والفساد وسوء إدارة دواليب الدولة بما يعود بالنفع على المواطنين.

وقال رئيس الهيئة حيدر مكية في تصريحات صحفية الاثنين إن “أربع شركات عالمية تقدمت بعروضها للتنافس على المشروعين”.

حيدر مكية: 4 شركات تتنافس على المشروعين بقيمة 22 مليار دولار
حيدر مكية: 4 شركات تتنافس على المشروعين بقيمة 22 مليار دولار

ولم يذكر أسماء الشركات المتنافسة، والتي هي من الإمارات وإسبانيا وألمانيا واليابان، لكن مكية أكد أنه سيتم الإعلان عن العطاءات في مايو المقبل بعد انتهاء فترة قبول الطلبات في الثاني عشر من أبريل الجاري.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد اعتمد المشروعين مؤخرا، وهما جزء من 16 مشروعا اعتمدتها الحكومة العام الماضي لفك الاختناقات المرورية وتنفذها شركات صينية.

وأوضح مكية أن مشروع مترو بغداد سيغطي 80 في المئة من حركة النقل في العاصمة العراقية وسيدخل حيز التنفيذ من قبل الشركة الفائزة خلال العام الحالي.

وتتزايد آمال الحكومة في التقليل من حجم مشكلة أزمة السير في العاصمة، والتي تفاقمت منذ ارتفاع عدد السيارات إلى 4 ملايين بينما كانت لا تتجاوز 350 ألف سيارة قبل عام 2003، في حين أن عدد سكان بغداد ارتفع إلى ثمانية ملايين نسمة.

وسبق أن صرح ناصر الأسدي مستشار رئيس الحكومة بأن المشروع يشكل حلما لسكان بغداد ويعد مهما جدا للحكومة وسيتم تنفيذه وفق أحدث المواصفات العالمية.

وقال إنه من “المشاريع طويلة الأمد (التي) تتلاءم مع التطورات المستقبلية للعراق وسيتم تنفيذه بالاستعانة بخبير دولي متخصص”، لافتا إلى أنهم يسعون لدخول أعمال التنفيذ خلال العام الحالي وينفذ على مراحل.

وتعود فكرة مترو بغداد إلى مطلع ثمانينات القرن الماضي ووضعت مخططات لإنشائه وكان مقررا أن تنفذه إحدى الشركات الفرنسية إلا أن الحرب العراقية – الإيرانية أجلت تنفيذه.

وعاد إحياء بناء المشروع مجددا قبل الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 إلا أن ما تم طرحه آنذاك مجرد أفكار ثم تأجل مرة ثانية بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية التي عصفت بالعراق.

بنية تحتية مهترئة

لكن هذه المرة يبدو أن حكومة السوداني أكثر جدية في تنفيذ المشروع، لاسيما في ظل الاستقرار الأمني النسبي والفائض الذي يحققه العراق من مبيعات النفط، فضلا عن رغبة حكومة بغداد في عدم تحمل تكاليفه عبر طرحه للاستثمار.

ويتكون المشروع من 7 خطوط بطول 148 كيلومترا، ويؤسس لعملية ربط مع المدن الجديدة التي تم الشروع في بنائها، وهي الجواهري غرب بغداد، ومدينة علي الوردي جنوب العاصمة، ومدينة الصدر الجديدة شرق بغداد.

وبالنسبة إلى مشروع النجف فسيتم اعتماد قطارات بسرعة تتراوح بين 80 و140 كيلومترا في الساعة بنظام مترو رقمي مؤتمت ويعمل بالطاقة الكهربائية ودون سائق وفيه كل وسائل الاتصالات.

وتدخل مسارات السكة في أنفاق يصل عمقها إلى 20 مترا، لتجنب أي تعارضات مع الشوارع وخدمات البنية التحتية، وفق المواصفات الفنية للمشروع.

وتضم المحطات منشآت لاستقبال القادمين والمغادرين، ومصاعد وسلالم متحركة وثابتة ومحال تجارية ومقاهي وحمامات وغرفا إدارية وخدمية ومواقف للسيارات والحافلات، ومحطات توليد للكهرباء.

وتتكون كل محطة من رصيفين للمغادرة والاستقبال منفصلين تماما عن بعضهما البعض، كما يضم المشروع ورشا ومستودعات لصيانة القطارات وغسلها وتنظيفها، وصيانة ممرات سكك الحديد لتغيير المسارات.

11