سباق بين ترامب وبايدن حول من يقف وراء الاتفاق

ترامب سيعمل على استثمار النجاح في إنهاء حرب غزة لتوسيع مسار السلام العربي – الإسرائيلي، الذي بدأه في ولايته الأولى.
الخميس 2025/01/16
بايدن أم ترامب.. من المستفيد

واشنطن – أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة لإظهار تأثيره المباشر في تسريع الاتفاق. وظهر الرئيس الحالي جو بايدن ليقول إن الاتفاق تم بالتنسيق بين إدارته وبين ترامب حتى لا يحسب النجاح كله لترامب وللجمهوريين.

ويعكس ظهور ترامب بهذه المناسبة، رغم أنه لم يستلم بعد مهامه بصفة رسمية في البيت الأبيض، حرصه على تأكيد أن ضغوطه ساهمت بشكل مؤثر في التوصل إلى الاتفاق، وقطع الطريق على سعي إدارة بايدن لنسب النجاح إليها، خاصة أنها فشلت خلال عام ونصف العام في وقف الحرب بالرغم من مبادراتها واتصالاتها ولقاءاتها المختلفة.

وقال بايدن إن إدارته وفريق ترامب كانا “يتحدثان كفريق واحد” في مفاوضات التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ناسبا النجاح إلى الدبلوماسية الأميركية “المثابرة والدقيقة”.

بايدن يحاول تلافي استئثار ترامب بالمكسب السياسي للاتفاق، خاصة بعد فشل إدارته على مدى أشهر في تحريك المفاوضات ودفعها إلى نتائج ملموسة

وقال بايدن في البيت الأبيض “أستطيع أن أعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن بين إسرائيل وحماس.”

ولفت إلى أنه جرى التوصل إلى الاتفاق بعد 15 شهرا من المعاناة وستتبعه زيادة في المساعدات الإنسانية للقطاع. وأضاف “القتال في غزة سيتوقف، وسيعود الرهائن قريبا إلى ديارهم وعائلاتهم.”

لكنّ مراقبين يقولون إن بايدن يحاول تلافي استئثار ترامب بالمكسب السياسي للاتفاق، خاصة فشل إدارته على مدى أشهر في تحريك المفاوضات ودفعها إلى نتائج ملموسة.

وكان ترامب حذر بعد فوزه بالانتخابات من أن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يفرج عن الرهائن بحلول موعد تنصيبه، وهي الرسالة التي تعاملت معها قطر بجدية أكبر لتضغط على حماس من أجل القبول بالمقترحات المعروضة عليها.

وقبل أيام قليلة من عودة ترامب إلى البيت الأبيض تكثفت المباحثات غير المباشرة في الدوحة بهدف التوصل إلى هدنة مصحوبة بالإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 الذي تسبب في اندلاع الحرب.

وذكر ترامب الأربعاء في منشور عبر منصة تروث سوشيال أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.

وقال “تم التوصل إلى اتفاق (لوقف إطلاق النار في غزة) بشأن الأسرى في الشرق الأوسط. وسيتم إطلاق سراحهم قريبا. شكرًا لكم.”

وأضاف ترامب، الذي هدد مرارا بعواقب وخيمة إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير، أنه “سعيد بعودة الرهائن الأميركيين والإسرائيليين إلى ديارهم.”

وكتب ترامب “مع وضع هذا الاتفاق موضع التنفيذ، سيواصل فريقي للأمن القومي، من خلال جهود المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، العمل بشكل وثيق مع إسرائيل وحلفائنا للتأكد من أن غزة لن تصبح مرة أخرى ملاذا آمنا للإرهابيين.”

وسيعمل الرئيس الأميركي الجديد على استثمار النجاح في اتفاق إنهاء حرب غزة لتوسيع مسار السلام العربي – الإسرائيلي، الذي بدأه في ولايته الأولى وأدى إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

وقال ترامب إنه سيستخدم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة كقوة للدفع باتجاه توسيع اتفاقيات أبراهام.

1