سباق الدريفت يجمع الليبيين في بنغازي

بنغازي (ليبيا)- استضافت مدينة بنغازي في شرق ليبيا منتصف الشهر الحالي بطولة وطنية في سباقات الـ”دريفت” بمشاركة سائقين من مدن عدة بعضها في غرب البلاد، في حدث نادر ببلد ممزق يسعى إلى طي صفحة النزاعات والانقسامات.
وتعاقب المشاركون على وقع هدير المحركات وقرقعة الإطارات، على حلبة معبّدة عريضة، مستعرضين مهاراتهم في القيادة بسياراتهم الملونة أمام جمهور مؤلف بغالبيته من الشبّان الذين بدوا مغتبطين بالعرض.
ونشأت رياضة الـ”دريفت” (أو “دريفتينغ”) المعروفة في دول عربية بـ”التفحيط”، في سبعينات القرن العشرين باليابان، وهي تقوم على إظهار سائقين لمهاراتهم في قيادة السيارات بصورة استعراضية على الحلبة. وتحظى هذه السباقات بشعبية كبيرة لدى الشباب الليبي.

حدث نادر ببلد ممزق
وبدأت ليبيا أخيرا بعد عقد من الفوضى والانقسامات، تستعيد ما يشبه الحياة الطبيعية. وأقيمت البطولة التي استضافتها بنغازي، ثانية كبرى مدن البلاد، تحت شعار “الوحدة والسلام من أجل ليبيا”.
وجرى تقويم أداء السائقين الذين قادوا جميعا سيارات قديمة من طراز “بي.أم دبليو”، على أساس أسلوبهم في القيادة والتقنيات التي يستخدمونها وسرعة مركباتهم، خلال الحدث الذي حمل عنوان “بطولة دريفت ليبيا الثانية” وأقيم أمام فندق “تيبستي” على سواحل بنغازي.
وقال مروان المنفي وهو متفرج أتى من طبرق (شرق) إن ليبيا تضم سائقين ممتازين “وحان الوقت لأن يكتشفهم العالم”. ووصف محمد المرغني وهو سائق “دريفت” أتى من العاصمة طرابلس، السباق بأنه “ناجح”.
ونظم الحدث تجمع محلي يحمل اسم “نادي شباب بنغازي بي.أم دبليو” ويضم حوالي مئتي شخص من محبي هذه السيارات الألمانية، برعاية شركة نفطية روسية في هذا البلد الذي يحوي أكبر مخزون نفطي في أفريقيا.
وانتزع سائقون من المدينة المضيفة بنغازي المراكز الثلاثة الأولى. وأبدى أحد المتفرجين من بنغازي سعادته لرؤية مشاركين شباب من كل المدن الليبية، ما يشكل برأي متفرج آخر نموذجا “للوحدة” في البلاد.