سباق إيراني قطري "للتضامن" مع الفلسطينيين

مراقبون سياسيون يرون أن قطر وإيران تحاولان الخروج من مأزقهما وعزلتهما من خلال انتهاج تكتيكات شعبوية تتعلق بالشأن الفلسطيني.
الاثنين 2019/06/03
تحركات قطرية مشبوهة

الدوحة - كثفت كل من إيران وقطر اتصالاتهما مع التيارات الفلسطينية المتحالفة معهما في سلوك بدا منسقا لإظهار مواقف داعمة للقضية الفلسطينية. فبينما تقيم إيران وأذرعها في المنطقة الاحتفالات بيوم القدس، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قادة حركة حماس في الدوحة.

واعتبرت مصادر سياسية عربية أن هذه الاتصالات تسعى للمزايدة على المواقف التي صدرت عن القمم الثلاث الخليجية والعربية والإسلامية، في مكة، والإيحاء من قبل الدوحة وطهران بأن الدول العربية والإسلامية متخاذلة في نصرة القضية وهو أمر يطيب للرئيس الفلسطيني محمود عباس سماعه.

والتقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، السبت، مع وفد من قيادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة. وضم وفد حماس، رئيس مكتبها السياسي السابق خالد مشعل، وعضو مكتبها السياسي موسى أبومرزوق.

ووفق وكالة الأنباء القطرية، فقد أعرب الوفد عن بالغ الشكر والتقدير للشيخ تميم على الدعم المتواصل الذي تقدمه دولة قطر للشعب الفلسطيني لاسيما في قطاع غزة.

ورأى مراقبون سياسيون أن قطر وإيران تحاولان الخروج من مأزقهما وعزلتهما من خلال انتهاج تكتيكات شعبوية تتعلق بالشأن الفلسطيني.

وأضافوا أن خطاب طهران وأذرعها في المنطقة في هذا الشأن بات متقادما ولم يعد يشكل أي قيمة مضافة للفلسطينيين ولقضيتهم.

وتسعى طهران كل عام من خلال الاحتفال بيوم القدس إلى التقدم بخطاب يرمي إلى الادعاء بأنها المدافع الأول عن حقوق الفلسطينيين، فيما عملت سياساتها المتدخلة في الشأن الفلسطيني إلى تعميق الانقسامات داخل الجسم السياسي والاجتماعي الفلسطيني.

Thumbnail

واشترطت إيران على منظمي حفل دعم الانتفاضة الفلسطينية الذي عقد الخميس الماضي في غزة، أن تحضر المؤتمر قيادات بارزة تمثل كافة الفصائل الفلسطينية وأن تتضمن كلمات الخطباء تأييدا لخط طهران.

وباستثناء حركة “فتح”، فقد حضرت المؤتمر شخصيات سياسية من كافة الفصائل بمن فيها شخصيات من الصف الأول لحركة حماس وحركة الجهاد والجبهتين الشعبية والديمقراطية، و”لجان المقاومة” وحركة “المجاهدين” وغيرها، إلى جانب قيادات عسكرية من “كتائب الأقصى”.

وتقصّد قائد حركة حماس يحيى السنوار في كلمته الإشادة بالدعم الإيراني ماليا وسياسيا وعسكريا، متجاهلا الدور الإيراني في ما يجري في الدول العربية.

وذكرت أوساط سياسية في غزة أن طهران استخدمت الفصائل الفلسطينية في القطاع خدمة لأجنداتها بعيدا عن المصلحة الفلسطينية. وأن قطاع غزة بات جبهة من الجبهات الإيرانية التي تستخدمها بأدوات فلسطينية ويدفع ثمنها الفلسطينيون.

وتلفت هذه الأوساط إلى أن تبعية حماس والجهاد لإيران باتت علنية تفاخر بها قيادة التنظيمين على حساب المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني وعلى حساب ما يحظى به من عمق عربي.

ويلفت مراقبون إلى أن إيران باتت عامل إضعاف للوضع الفلسطيني، من خلال الاستثمار في تعطيل مساعي المصالحة بين حماس وفتح، وفق نهج يتناقض مع المساعي الإقليمية التي تقودها القاهرة في السعي إلى استعادة الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية.

وترى مصادر خليجية مراقبة أن الموقف القطري في رعاية الانقسام الفلسطيني يتم بالتنسيق الكامل والعلني مع إسرائيل.

وقالت إن الأموال القطرية التي ترسل إلى إدارة حماس في غزة تمر بالتنسيق الكامل مع إسرائيل، بما يتسق مع ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه من أن سماح إسرائيل بتمويل الدوحة لحماس هدفه المحافظة على الانقسام الفلسطيني الداخلي وتعطيل أي وحدة بين الضفة والقطاع.

واعتبرت مصادر دبلوماسية مواقف القمم الثلاث في مكة، لاسيما القمة الإسلامية التي لم تحضرها إيران، وجهت صفعة للاستراتيجية الإيرانية القطرية التي لا تبتعد عنها تركيا في السعي لمصادرة القضية الفلسطينية واستغلال مآسيها.

وأكد البيان الختامي لقمة منظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت في مكة المكرمة، السبت، على مركزية قضية فلسطين والقدس الشريف كعاصمة للدولة الفلسطينية.

وشدد على أن السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط كخيار استراتيجي لن يتحققا إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من أرض دولة فلسطين المحتلة منذ العام 1967، وفي مقدمتها القدس الشريف، وفق القانون الدولي وما نصت عليه القرارات الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.

Thumbnail

واعتبرت المصادر أن مواقف القمم تمثل تمسك النظام السياسي العربي وكذلك الإسلامي بثوابت لا يمكن أن تكون راعيا لأي خطط يروّج لها تحت مسمى “صفقة القرن”.

وأثبتت البيانات الصادرة عن القمم الثلاث، وعلى عكس التكتيكات الإيرانية القطرية، أن المسألة الفلسطينية ليست من المتغيرات التي تستخدمها طهران والدوحة لحساب أجندات إيرانية قطرية بعيدة عن الشأن الفلسطيني، بل هي من الثوابت التي لا تتغير بتغير المزاج الدولي أو تبدل المقاربة الأميركية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال محللون إن مواقف قطر هدفها المزايدة على بقية الدول العربية، لاسيما الخليجية منها، في سياق الدعم الذي تقدمه الدوحة لتيارات الإسلام السياسي، فيما أن مواقف طهران تسعى لاستثارة رأي عام في المنطقة على خلفية أزمتها الحالية مع واشنطن.

ولاحظ هؤلاء أن مواقف الدول العربية والإسلامية أتت متمسكة بالحق الفلسطيني على قاعدة الإجماع ضد السلوك الإيراني في المنطقة، بما في ذلك مقاربة إيران المثيرة للفتنة داخل الصف الفلسطيني.

وأرسلت القمم رسالة واضحة وصريحة إلى واشنطن بأنها، ووفق علاقة الدول العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة، فهي مؤيدة لموقف واشنطن حيال طهران، وهي في الوقت عينه متمسكة بالحق الفلسطيني بما ينفي أي مجال للمقايضة في هذه المسائل.

ويقول خبراء في الشؤون الإيرانية إن طهران أصيبت بالارتباك جراء وضوح مواقف القمم من المسألة الفلسطينية على النحو الذي سحب حججا تروجها مع الدوحة تتحدث عن أن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إيران سيقايض بموقف خليجي عربي إسلامي يقبل بصفقة القرن ويطيح بالثوابت والمرجعيات الدولية المتعلقة باستراتيجية حل الصراع.

بوابات إسرائيل.. قيود تحوّل الضفة الغربية إلى سجن

صفقة القرن تبدد حلم الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة

1