سانشيز يحشد الدعم لحكومته في ظل برلمان إسباني منقسم

مدريد- كلّف العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، الأربعاء، رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيدرو سانشيز بتشكيل حكومة جديدة على الرغم من عدم تشكيله حتى الآن ائتلافا يؤمن تمرير حكومته أمام البرلمان المنقسم.
وبعدما استقبل اعتبارا من الثلاثاء ممثلي الأحزاب في القصر الملكي عملا بالعرف المتّبع بعد الانتخابات، كلّف الملك الزعيم الاشتراكي بتشكيل حكومة تحظى بدعم كاف يخوّلها الحكم.
وتبقى فرص نجاح سانشيز في المهمة المكلف بها ضئيلة نظرا لتشبثه بمواقفه، إذ يرفض الدخول في تحالف مع اليمين المتطرف الذي أصبح قوة ثالثة في البرلمان وكذلك مع الانفصاليين.
وقال سانشيز في مؤتمر صحافي “إنها مهمة أقبلها بفخر، بمسؤولية وبامتنان كبير للشعب الإسباني”.
وذكر سانشيز أنه سيبدأ مساعيه يوم الاثنين القادم بالتواصل مع بابلو كاسادو زعيم الحزب الشعبي المحافظ وحزب المواطنين الذي ينتمي إلى تيار يمين الوسط.
وأفرزت الانتخابات الأخيرة برلمانا منقسما حيث فاز الحزب الاشتراكي بـ120 مقعداً بعدما كان يشغل 123 مقعدا، في وقتٍ تقدّم فيه محافظو الحزب الشعبي من 66 إلى 88 مقعداً وفوكس اليميني المتطرّف من 24 إلى 52 مقعداً متقدِّماً على حزب بوديموس اليساري الراديكالي الذي تراجع من 42 إلى 35 مقعداً.
سانشيز سيتجه إلى تعليق المفاوضات في حال تمسك الحزب بهذا المطلب باعتبار الشريحة الواسعة من الكتالونيين المؤيدين لاستقلال مدينتهم عن إسبانيا
ويبدو أن الزعيم الاشتراكي يلمح إلى إمكانية دخوله في مفاوضات مع كافة الأحزاب الأخرى حيث أكد أن “الإسبان ضاق ذرعهم بالغضب ويريدون أن يؤمنوا بالسياسة مرة أخرى”.
وبعد مرور يومين على الانتخابات وقّع الاشتراكيون اتفاقا مع اليسار الراديكالي لتشكيل ائتلاف حكومي غير مسبوق في تاريخ إسبانيا المعاصر.
ولكن هذا الاتفاق لا يمنح الائتلاف الحكومي الغالبية المطلقة في البرلمان المؤلف من 350 نائبا، والتي تخوّله نيل الثقة وتمنح سانشيز ولاية جديدة في رئاسة الحكومة، وهو بالتالي بحاجة إلى تأييد أحزاب أصغر.
ويجري الاشتراكيون منذ أسابيع محادثات مع الحزب الانفصالي “اليسار الجمهوري لكتالونيا” لم تثمر بعد.
ويطالب “اليسار الجمهوري لكتالونيا” بالسماح بإجراء استفتاء على استقلال كتالونيا ملزم قانونا، وهو ما ترفضه الحكومة المركزية في مدريد.
ويرى مراقبون أن سانشيز سيتجه إلى تعليق المفاوضات في حال تمسك الحزب بهذا المطلب باعتبار الشريحة الواسعة من الكتالونيين المؤيدين لاستقلال مدينتهم عن إسبانيا.
ومنذ عام 2015 لم تسفر الانتخابات في إسبانيا سوى عن برلمانات معلقة، الأمر الذي يجبر الحزب الفائز على محاولة الحصول على دعم من أحزاب أخرى لتشكيل حكومة.