سانشيز إلى غرب أفريقيا لبحث سبل التصدي للهجرة غير الشرعية

رئيس الوزراء الإسباني في ثاني زيارة إلى موريتانيا خلال ستة أشهر فيما لا يعرف ماهي الحوافز التي يمكن أن يقدمها إلى نواكشوط.
الثلاثاء 2024/08/27
قوارب الموت

مدريد - يبدأ رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اليوم الثلاثاء زيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى غرب أفريقيا من بينها موريتانيا، في الوقت الذي تواجه بلاده ارتفاعا كبيرا في تدفق المهاجرين خاصة إلى جزر الكناري.

وتنقذ فرق خفر السواحل الإسباني كل يوم تقريبا قاربا يحمل عشرات المهاجرين الأفارقة باتجاه الجزر الواقعة قبالة الساحل الشمالي الغربي لأفريقيا.

ومع تزايد تدفق المهاجرين، يشعر الأرخبيل الأطلسي أن مدريد وبروكسل تخلتا عنه.

ويبدأ سانشيز الثلاثاء جولة تستمر ثلاثة أيام في البلدان الرئيسية المعنية يستهلها بموريتانيا ثم غامبيا والسنغال، وهي الدول الثلاث التي تنطلق منها مراكب للمهاجرين من عدة دول أفريقية كغينيا ومالي وساحل العاج وسيراليون ونيجيريا وغانا وبوركينا فاسو والنيجر.

ولم يعرف ما هي الحوافز التي يمكن أن يقدمها سانشيز- خاصة إلى موريتانيا، التي تعد نقطة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين.

وتشهد موريتانيا تدفقا كبيرا للمهاجرين بسبب قربها من مسرح الحرب في مالي والتوترات السياسية في دول الساحل بصفة عامة وفي الدول التي شهدت انقلابات عسكرية بصفة خاصة. كما أنها صارت الخط الأقرب والأسهل بالنسبة إلى شبكات التهريب في ظل الصعوبات التي بات يلاقيها المهاجرون عبر ليبيا وتونس واستنفار إيطاليا ضد الهجرة غير النظامية.

وتستقبل البلاد أكثر من 150 ألف مهاجر، وفقا لأرقام الاتحاد الأوروبي، ولا مؤشرات على توقف تدفق المهاجرين إليها. ويقول المراقبون إن وتيرة الهجرة عبر موريتانيا مرجحة للتصاعد بعد الصيف عندما تصبح مياه البحر هادئة.

وستكون الزيارة الثانية لسانشيز إلى موريتانيا خلال ستة أشهر بعد زيارته الأخيرة فبراير مع رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لايين التي أعلنت عن تمويل بقيمة 210 ملايين يورو لإدارة الهجرة في إطار برنامج تعاون معزز مع نواكشوط.

وقال فرناندو كلافيخو، الزعيم الإقليمي لجزر الكناري الذي التقى سانشيز الجمعة، إنه يعتقد أن هناك "أكثر من 150 ألف لاجئ" جاهزين للإبحار من ساحل موريتانيا.

وحث الاتحاد الأوروبي على تحمل نصيبه من المسؤولية "حتى لا تتحمل جزر الكناري كل الضغوط المتعلقة بالمهاجرين في أوروبا بمفردها".

وتابع "في النهاية، إنها ضغوط على أوروبا لأنهم يصلون إلى أوروبا وإسبانيا، وليس فقط إلى جزر الكناري".

وتعدّ إسبانيا إحدى البوابات الرئيسية للمهاجرين الباحثين عن حياة أفضل في أوروبا. ويتوجهون من هناك إلى دول أوروبية أخرى خاصة فرنسا.

وارتفع عدد المهاجرين الذين يصلون إلى جزر الكناري بأكثر من مرتين منذ بداية السنة.

وتظهر أرقام وزارة الداخلية أنه في الفترة ما بين الأول من يناير حتى 15 من أغسطس، وصل 22304 مهاجرا إلى الأرخبيل الأطلسي مقارنة مع 9864 خلال الفترة نفسها من عام 2023، بحسب أرقام وزارة الداخلية.

ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 126 بالمئة على أساس سنوي.

وفي إسبانيا بأكملها، ارتفع عدد المهاجرين عبر البر والبحر بنسبة 66.2 بالمئة منذ مطلع العام وحتى منتصف أغسطس (من 18745 إلى 31155)، بحسب وزارة الداخلية.

ويعد طريق المحيط الأطلسي محفوفا بالمخاطر بسبب التيارات القوية بينما يستقل المهاجرون قوارب متهالكة ومكتظة.

كما تظهر البيانات زيادة حادة في عدد الوافدين برا إلى سبتة، أحد الجيبين الإسبانيين الصغيرين الواقعين في القارة الأفريقية، أي عبر الحدود مع المغرب. فقد تضاعف عددهم نحو ثلاث مرات بين مطلع العام ومنتصف أغسطس مقارنة بالعام الماضي (من 587 إلى 1605).

وتشكل سبتة ومليلية الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع أفريقيا.

والمشكلة الرئيسية في المنطقتين هذه المناطق هي القصر غير المصحوبين بذويهم الذين يعبرون الحدود ولا يمكن إعادتهم قانونيا ويؤثر وجودهم على السياسة الداخلية في إسبانيا.

وتتحمل الحكومة المركزية مسؤولية المهاجرين البالغين. أما أولئك الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما يتم رعايتهم من قبل المناطق التي يتم إيواؤهم فيها.

وهذا يعني أن المناطق الواقعة في الخطوط الأمامية للهجرة تعاني من زيادة في عدد القاصرين الذين يتعين عليها رعايتهم.

وفي جزر الكناري، ترعى الحكومة الإقليمية حاليا 5100 قاصر أجنبي على الرغم من أن القدرة الاستيعابية في مراكزها لا تتعدى 2000 قاصر. والوضع مشابه في سبتة.

وحاولت حكومة سانشيز حل المشكلة في يوليو، عبر تعديل قانون الهجرة من خلال البرلمان والذي كان سيعطيها سلطة توزيع القاصرين على جميع مناطق إسبانيا السبع عشرة.

لكن تصدى لها حزب الشعب اليميني وفوكس اليميني المتطرف وأيضا حزب كارليس بوتشيمون الانفصالي الكاتالوني المتشدد، والذي اتخذ أيضًا موقفا متشددا بشأن الهجرة غير الشرعية.

وفي الوقت الحالي، تُركت حكومة جزر الكناري لتتدبر أمورها وتشعر بأنه تم التخلي عنها.

والجمعة، حصل كلافيخو على تعهد من سانشيز خلال اللقاء بالحصول على 50 مليون يورو، وهو مبلغ مماثل حصلت عليه جزر الكناري في العامين الماضيين، ولكنه بعيد عن مبلغ 150 مليون يورو الذي يقول إن إدارته أنفقته منذ بداية السنة.