"سانت ليغو" تطوّقه الاعتصامات والتظاهرات في العراق

رئيس لجنة الأقاليم النيابية في البرلمان يستبعد أي تعديل أو تغيير في بنود مسودة قانون الانتخابات خلال جلسة البرلمان السبت مشككا في أعداد المعارضين له.
السبت 2023/03/25
تظاهرات رافضة لمشروع قانون انتخابات يكرس هيمنة الإطار التنسيقي وحلفائه

بغداد – تشهد العاصمة العراقية بغداد، وعدد من المحافظات الأخرى، اعتصاما وتظاهرات شعبية رفضا لقانون الانتخابات الذي أقره البرلمان جزئيا، فجر الاثنين الماضي وفق نظام الدائرة الواحدة معتمدا آلية "سانت ليغو"، فيما يستعد البرلمان اليوم السبت لعقد جلسة لاستكمال التصويت عليه رغم رفضه من قبل التيار الصدري والنواب المستقلين.

وكان ناشطون وحركات مدنية عراقية، قد دعوا الخميس، لتنظيم اعتصام موحد أمام مبنى البرلمان في العاصمة بغداد، لإظهار حالة الرفض لدى حركات الاحتجاج المدنية في العراق، ضد القانون.

وبدأ المئات من المتظاهرين المحتجين على قانون الانتخابات اليوم السبت اعتصامهم المفتوح أمام بوابات المنطقة الخضراء، التي تضم مبنى البرلمان والمقار الحكومية، معبرين عن رفضهم للقانون.

وحملوا شعارات ولافتات ترفض القانون، معتبرين أنه فُصّل على مقاس الإطار التنسيقي الشيعي الموالي لإيران وحلفائهم وفقا لمصالحهم ليكرسوا وجودهم، مؤكدين أنهم "سيواصلون الاعتصام رفضاً للقانون".

وجرى ذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، مع انتشار أمني في محيط المنطقة الخضراء، كما انتشر عناصر الأمن قرب المتظاهرين، وفقا لأوامر عليا تلقوها بمنع خروج التظاهرات عن سلميتها.

وشهدت محافظات البصرة وذي قار (جنوبا) تظاهرات ليلية، رغم التشديد الأمني، إذ عبّر المتظاهرون عن رفضهم لآلية "سانت ليغو" في احتساب الأصوات.

ويجري ذلك وسط استعداد البرلمان لإكمال التصويت على القانون في جلسة من المفترض أن تعقد مساء اليوم السبت، إذ نص جدول الأعمال المقرر من قبل رئاسة البرلمان على إكمال التصويت.

ورغم الاعتراضات السياسية والشعبية، استبعد رئيس لجنة الأقاليم النيابية خالد حسن الدراجي، إجراء أي تعديل أو تغيير في بنود مسودة قانون الانتخابات المزمع استكمال إقراره من قبل البرلمان، كما شكك بأعداد المعترضين على القانون بسبب توقيت إقراره فجر الاثنين الماضي.

ونقل موقع "شفق نيوز" عن الدراجي قوله السبت إن "قانون الانتخابات الجاري إقراره أُعدّ باتفاق سياسي من قبل تحالف 'إدارة الدولة'، إلا أن كل شيء وارد لحين إقرار القانون بشكل تام".

وأضاف "لا يمكن الحكم على الغائبين بأنهم معارضين أو مؤيدين للقانون، بعد انعقاد الجلسة الأولى لإقرار القانون في أوقات الفجر".

وكان الإطار التنسيقي الذي يمثل القوى الموالية لإيران قد عمد إلى تمرير جزء من المشروع خلال جلسة عقدت الأحد الماضي واستمر حتى ساعات فجر الاثنين، وقاطعتها القوى المدنية والنواب المستقلون.

وفي وقت سابق، أكد النواب المستقلون أنهم يعتزمون مقاطعة جلسة التصويت اعتراضاً على آلية "سانت ليغو"، كما أعلن المكونان العربي والتركماني في كركوك مقاطعة الجلسة اعتراضا على إزالة المادة 35 من القانون بناء على رغبة القوى الكردية، والتي تفرض إجراء تنسيق بين مفوضية الانتخابات والوزارات المعنية لتدقيق سجل الناخبين، واعتماد بيانات دقيقة لتحديد من يحق له التصويت بالمحافظة، وهو ما أثار مخاوف المكونين العربي والتركماني اللذين يؤكدان وجود تغيير ديموغرافي بمحافظتهم.

من جهته، أكد "ائتلاف دولة القانون"، الذي يتزعمه نوري المالكي، أن القانون محسوم، وسيتم التصويت عليه بشكل كامل في جلسة اليوم السبت.

وقال القيادي في الائتلاف تركي العتبي، في تصريح صحافي الجمعة، إن "جلسة التصويت على القانون باتت شبه محسومة في دعم خيار سانت ليغو وفق مبدأ 1.7"، معتبرا أن "سانت ليغو الأقل في سلبياته، ويضمن عدم ضياع الأصوات سواء للقوائم الكبيرة أو الصغيرة، ويخلق مساحة أكبر في التنافس بين القوى السياسية".

وأشار الى أن "من حق القوى المعارضة الاعتراض والاحتجاج وفق السياق الدستوري، لكن البعد الديمقراطي في التصويت على "سانت ليغو" سيمضي في نهاية المطاف".

وأكد الباحث في الشأن السياسي العراقي علي البيدر، أكد عبر حسابه على تويتر أن "إصرار كتل نيابية على تمرير قانون الانتخابات بنظام سانت ليغو 1.7 سيعطي ذريعة لخروج تظاهرات من قبل الأطراف الرافضة لهذا الخيار، وبالتالي قد تُستغل من عدة جهات"، مقترحاً خفض النسبة إلى 1.5 (وهي نسبة لاحتساب الأصوات تعطي الكتل الصغيرة فرصة أكثر بالحصول على الأصوات)"، معتبراً أنه "حلّ مقبول، سيقود إلى إنهاء الأزمة، ويبيّن حسن نوايا الكتل الكبيرة تجاه عدم رغبتها احتكار السلطة".

وترفض القوى المدنية العراقية، بما فيها الحزب الشيوعي العراقي، القانون الذي يعتمد آلية "سانت ليغو"، من دون التردد في إعلان احتمالية توجهها إلى الساحات والميادين للاحتجاج ضد قانون الانتخابات، فيما يخشى "الإطار التنسيقي" مشاركة التيار الصدري، الذي يرفض هذا القانون أيضاً، في الاحتجاجات في المرحلة المقبلة.