"سانت كروا": من كنيسة إلى قطب إبداعي وفني تونسي

مشروع فني يسعى إلى الحفاظ على العناصر المعمارية للكنيسة وتثمينها.
الاثنين 2024/04/01
رواق فني باختصاصات متعددة

تونس - المعلم الثقافي البلدي “سانت كروا” الكائن بالمدينة العتيقة في العاصمة هو فضاء رحب للتدريب في العديد من المهن والاختصاصات الفنية، فهو يحوز على أستوديو للتصوير الفوتوغرافي وقاعة مؤتمرات ومقهى فنيا، وفيه أيضا رواق فني متعدد الاختصاصات، كما يوفر مساحات للعمل المشترك.

وهذه القاعات متعددة الوظائف تم إدراجها ضمن برنامج التهيئة لإنشاء قطب للأنشطة الفنية وفق مقاربة تهدف إلى الحفاظ على الأهمية التاريخية والثقافية لمعلم “سانت كروا” وهو تحفة معمارية كانت في السابق كنيسة يعود تشييدها إلى القرن السابع عشر.

وهذه التغييرات الجديدة المقترحة والرامية إلى استغلال قاعات المعلم في ظروف أكثر ملاءمة لاستقبال وبرمجة أنشطة ذات الاهتمام الفني والثقافي، كانت محور جلسة عمل بإشراف سليمان القلي، الكاتب العام المكلف بتسيير بلدية تونس، وحضرها ممثلون عن الوكالة الإيطالية للتعاون الدولي وممثل عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والمديرة العامة للتهيئة العمرانية والبناء والتهذيب بالنيابة ومديرة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بتسيير الديوان وكذلك الإطارات البلدية المعنية.

معلم "سانت كروا" هو تحفة معمارية تاريخية كانت في السابق كنيسة يعود تشييدها إلى القرن السابع عشر

وفيما يتعلق بعملية الحفظ، فإن المشروع المقترح يركز على الحفاظ على العناصر المعمارية الرئيسية للكنيسة وتثمينها مثل النوافذ الزجاجية والأقواس والعناصر الزخرفية حتى يحافظ المعلم على بريقه ورونقه التاريخي. أما فيما يخص عملية التهيئة، فإن المقاربة المنتهجة في مرحلة التهيئة تستجيب لهيكل البناء الأصلي لهذا المعلم مع السماح بإدخال بعض العناصر الإبداعية الأخرى على الفضاء. وتتمثل الفضاءات الجديدة متعددة الوظائف في إدماج قاعات العمل المشترك وقاعات اجتماعات وفضاءات تعاون للمبدعين المستقلين وأصحاب المؤسسات الإبداعية والفنانين بالإضافة إلى تهيئة قاعات للفعاليات تستجيب لمتطلبات استضافة الأحداث وورشات العمل والمعارض والعروض الفنية والثقافية.

ويأتي هذا البرنامج بعد مرحلة أولى من ترميم وتأهيل المبنى المعماري لجعله مركزا متوسطيا للفنون التطبيقية، وذلك بموجب مذكرة تفاهم تم إمضاؤها يوم 16 ماي 2007 بين الحكومتين التونسية والإيطالية، تهدف إلى إحداث نواة ثقافية ومركز تدريب في مجال الفنون التطبيقية، يكون بمثابة مكان للمعارض المتحفية والتكوين في المهن الفنية والتنشيط الثقافي (عروض موسيقية ومسرحية وغيرها…).

وتجدر الإشارة إلى أن أعمال الترميم وإعادة افتتاح الكنيسة القديمة تمت يوم 3 أكتوبر 2017.

ويتم تنفيذ مشروع الترميم من قبل بلدية تونس وجمعية صيانة مدينة تونس في إطار التعاون الإيطالي التونسي بدعم من الوكالة الإيطالية للتعاون في مجال التنمية.

14