سامسونغ تندفع لزيادة إنتاج الرقائق الإلكترونية

الشركة الكورية الجنوبية تخطط لتوسيع مصنعها بي 3 في مدينة بيونغتايكمن خلال إضافة سعة 12 بوصة لرقائق ذاكرة دريم.
الأربعاء 2022/12/28
المسار يبدو طويلا

سيول - تعتزم شركة سامسونغ الكورية الجنوبية للإلكترونيات زيادة طاقة إنتاج الرقائق في أكبر مصنع لأشباه الموصلات لديها العام المقبل رغم توقعات بتباطؤ اقتصادي.

وتتناقض هذه الخطوة مع تقليص الاستثمار من قبل صانعي الرقائق المتنافسين وسط انخفاض الطلب ووفرة في الرقائق.

ويقول المحللون إن إصرار سامسونغ على خطط الاستثمار سيساعدها على الأرجح في الحصول على حصة أكبر في رقائق الذاكرة ودعم سعر سهمها عندما يتعافى الطلب.

وأفادت صحيفة سيول إيكونوميك ديلي المحلية نقلا عن مصادر صناعية، لم تسمها، قولها إن “سامسونغ تخطط لتوسيع مصنعها بي 3 في مدينة بيونغتايكمن خلال إضافة سعة 12 بوصة لرقائق ذاكرة دريم”.

وأكدت المصادر أن الشركة ستوسع المصنع بسعة شرائح إضافية تبلغ 4 نانومتر، والتي سيتم إجراؤها بموجب عقود مسبك، أي وفقا لتصميمات الزبائن.

غريغ روه: الانكماش في هذه الصناعة سيضيف صعوبات إلى الشركات
غريغ روه: الانكماش في هذه الصناعة سيضيف صعوبات إلى الشركات

والمصنع بي 3، الذي بدأ إنتاج رقائق ذاكرة فلاش ناند المتطورة هذا العام، هو أكبر منشأة لتصنيع الرقائق في الشركة.

وتخطط سامسونغ، التي كشفت الصيف الماضي أنها تنوي استثمار 15 مليار دولار في هذا المجال على مدى السنوات الست المقبلة، لإضافة ما لا يقل عن 10 آلات للأشعة فوق البنفسجية الشديدة العام المقبل.

وتأتي هذه الخطوة بعدما شرع العديد من عمالقة التكنولوجيا وحتى شركات السيارات حول العالم في توسيع أعمالها في هذا النشاط مدفوعة بنقص الطلب واضطراب سلاسل الإمدادات التي خلفتها تداعيات الأزمة الأوكرانية.

وتستخدم الرقائق الإلكترونية في منتجات كثيرة من بينها الهواتف الذكية والسيارات وصولا إلى الأسلحة وهي مادة أساسية للعديد من الصناعات.

وفي أكتوبر الماضي قالت الشركة إنها “لا تدرس تقليص إنتاج الرقائق عن قصد”، متحدية بذلك ميل الصناعة الأوسع إلى تقليص الإنتاج لتلبية الطلب على المدى المتوسط إلى الطويل.

وقال هان جين مان نائب الرئيس التنفيذي لأعمال الذاكرة في سامسونغ، حينها “نخطط للوقوف وراء خططنا الأصلية للاستثمار في البنية التحتية”.

في المقابل، قالت شركة ميكرون تكنولوجي المنافسة لشرائح الذاكرة الأسبوع الماضي إنها ستعمل على تعديل استثماراتها في السنة المالية 2023 إلى ما بين 7 مليارات دولار و7.5 مليار دولار، مقارنة بنحو 12 مليار دولار في السنة المالية 2022.

وأكدت كذلك أنها ستعمل على “تقليص النفقات الرأسمالية بشكل كبير في السنة المالية 2024”.

إصرار سامسونغ على خطط الاستثمار سيساعدها على الأرجح في الحصول على حصة أكبر في رقائق الذاكرة ودعم سعر سهمها عندما يتعافى الطلب

وخفضت شركة تي.أس.أم.سي التايوانية لصناعة الرقائق في أكتوبر ميزانيتها الاستثمارية السنوية لعام 2022 بنسبة عشرة في المئة على الأقل، وأبدت ملاحظة أكثر حذرا من المعتاد بشأن الطلب القادم.

وقال غريغ روه رئيس الأبحاث في شركة هيونداي موتور للأوراق المالية، في بيان إن “الانكماش في صناعة الرقائق سيضيف إلى الصعوبات التي تواجه شركات الرقائق رقم 2 وما دونه”.

وأضاف “سيكون له تأثير إيجابي على سيطرة الشركات الكبرى على السوق مثل سامسونغ”.

وأكدت أكبر شركة لتصنيع شرائح الذاكرة في العالم وثاني أكبر شركة مصنعة لعقود الرقائق في وقت سابق هذا العام أنها شيدت منشأة جديدة في جيهونغ جنوب سيول، ستقود بحثا متقدما حول أجهزة وعمليات الجيل التالي لرقائق الذاكرة والنظام.

وقالت إن “المنشأة ستعمل على تطوير تقنية جديدة تعتمد على خارطة طريق طويلة المدى”، حيث تسعى سامسونغ “لتجاوز حدود توسيع نطاق أشباه الموصلات”.

وهناك سباق محموم بين الشركات الآسيوية ونظيراتها في الولايات المتحدة وجميعها تبحث طرق السيطرة على هذه السوق في ظل الطفرة التكنولوجية الهائلة.

وفي يوليو الماضي أقر مجلس الشيوخ الأميركي تشريعا لتعزيز الإنتاج المحلي لأشباه الموصلات عبر ضخ المليارات من الدولارات لمواجهة آسيا في الهيمنة على هذه الصناعة.

ويرصد التشريع الذي يحمل اسم “خلق حوافز مفيدة لإنتاج أشباه الموصلات” حوالي 52 مليار دولار لدعم إنتاج الرقائق في السوق المحلية، وأكثر من مئة مليار دولار للأبحاث والتطوير خلال السنوات  الخمس المقبلة.

10