سامسونغ تحتفظ بعرش مبيعات الهواتف الذكية

سيول - حافظت سامسونغ على عرش مبيعات أجهزة الهواتف الذكية خلال العام الماضي، متقدمة على أقرب منافسيها في السوق وهما هواوي الصينية وأبل الأميركية.
ويعزو محللون هذه المؤشرات إلى إدخال الشركة الكورية الجنوبية تقنية الجيل الخامس في إصداراتها بعد أن أصبحت ميزة تطبع الجيل الجديد من الهواتف الذكية.
وأظهرت بيانات حديثة نشرتها شركة آي.دي.سي للتحليلات أن سامسونغ ظلت أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم خلال 2019، فيما واصلت هواوي تقليص الفجوة معها تدريجيا.
ويؤكد المحلل جاك غولد أن سامسونغ باتت تغطي سائر أجزاء السوق، من الهواتف الرخيصة إلى تلك العالية الجودة. واحتلت سامسونغ مركز الصدارة ببيعها قرابة 296 مليون جهاز من إجمالي 1.37 مليار جهاز سوقتها أكبر 5 شركات في العالم.
وتتقدم شركة هواوي، التي جاءت في المركز الثاني ببيع 241 مليون جهاز، على ملاحقتها المباشرة شركة أبل، التي حلت في المركز الثالث بتسويق 191 مليون جهاز، بينما استقرت شاومي الصينية في المركز الرابع ببيع 126 مليون جهاز، تليها أوبو ببيع نحو 114 مليون جهاز.
واللافت في الأمر أنه رغم حجم المبيعات الهائلة، إلا أن جميع تلك الشركات تعرضت لعراقيل بسبب تباطؤ نمو السوق والحروب التجارية، لتنحسر المبيعات في نحو 30 ألف جهاز بمقارنة سنوية.
وتتزامن البيانات مع تقديم سامسونغ خلال معرض الإلكترونيات في سان فرانسيسكو أربعة هواتف ذكية جديدة أحدها قابل للطي، مركزة على التقاطع في هذه المنتجات بين تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي، في إطار مساعيها للحفاظ على صدارة مبيعات الهواتف العالمية.
كوريا الجنوبية تصنف ضمن أكثر بلدان العالم تقدما لناحية استخدام تقنيات الجيل الخامس في الاتصالات واتساع نطاقه
ورغم خسارة أبل للمرتبة الثانية على مدار العام بأكلمه، كانت صانعة آيفون الشركة الأكثر بيعا للهواتف الذكية في الربع الرابع من عام 2019، مستفيدة من تزايد مبيعات طرازي آيفون 11 وآيفون 11 برو خلال موسم العطلات.
وشحنت أبل 73.8 مليون هاتف من هواتفها الذكية آيفون خلال الربع الأخير من العام الماضي، وما دعم هذا شعبية أحدث هواتفها آيفون 11 داخل الولايات المتحدة وأوروبا.
وارتفعت مبيعات أبل بنحو 7 في المئة بمقارنة سنوية لتصل إلى قرابة 56 مليار دولار، وهي أكثر بنحو أربعة مليارات من الدولارات عن توقعات المحللين.
ومع ذلك، ظلت سامسونغ مهيمنة على سوق الهواتف الذكية على مدار 2019، ولم تستطع أبل حتى الاقتراب من هواوي صاحبة ثاني أكبر حصة في السوق.
وعلى الصعيد التقني، حققت الشركة الكورية تقدما على منافستها الأميركية خصوصا من خلال إدماج القدرة على استخدام شبكة الجيل الخامس، وهي خاصية جهازها الرئيسي الجديد غالاكسي أس 20.
ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية لكارولين ميلانيزي المحللة لدى شركة كرييتيف ستراتيجيز قولها “إنهم (سامسونغ) يحاولون بوضوح الاعتماد على الاندفاعة المؤمّنة بفضل تقنية الجيل الخامس”.
وتصنف كوريا الجنوبية أكثر بلدان العالم تقدما لناحية استخدام تقنيات الجيل الخامس في الاتصالات واتساع نطاقها.
وقال المحلل في شركة استراتيجي أنالاتيكس للبيانات، نيل ماوستون، إن “شركة أبل بدأت في التعافي، بفضل طرحها لأحدث هواتفها آيفون 11 بسعر منخفض، ولزيادة الطلب على شرائه في آسيا وأميركا الشمالية”.
وتظهر تأثيرات العقوبات الأميركية على هواوي بشكل طفيف رغم أنها حاولت الإفلات من هذه المشكلة عبر التعويل على نفسها لصناعة أنظمة تشغيل بديلة عن أندرويد الذي تنتجه شركة مايكروسوفت الأميركية.
وترى المحللة ميليسا تشاو أن موقف هواوي ليس جيدا في الوقت الحالي، بعد أن شهدت طرازاتها الفاخرة من الهواتف الذكية إقبالا ضعيفا في أوروبا الغربية، بسبب العقوبات المفروضة عليها من جانب الحكومة الأميركية.
وقالت إن “الأمور تبدو صعبة بالنسبة للشركة نظرا إلى الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، والتي لم
يتم حلها بعد، كما أن فايروس كورونا قد يزيد الأمر سوءا لكل الذين يعتمدون على سلسلة توريد الهواتف الذكية داخل الصين”. وشحنت هواوي 56.2 مليون هاتف ذكي خلال الربع الأخير من عام 2019، بانخفاض قدره حوالي 7 في المئة عن نفس الفترة قبل عام.