سابك تقود جهود السعودية في ترسيخ حلول الاقتصاد الدائري

الرياض- تمكّنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) بعد عامين من إعلان البلد الخليجي عن استراتيجية متكاملة لاعتماد بصمته الكربونية من تصدّر تصنيف الكيانات العالمية في الحلول المبتكرة للاقتصاد الدائري.

واختارت شركة فروست آند سوليفان للاستشارات والأبحاث بناء على تحليل السوق العالمية بشأن أفضل الممارسات البيئية شركة سابك التابعة لعملاق النفط أرامكو كأفضل الشركات التزاما بالابتكار في إعادة تدوير البلاستيك المستعمل وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد.

ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى ريانا بارنارد المحللة في شركة سوليفان قولها، إن “باقة خدمات ومنتجات سابك (تروسيركل) حظيت بقبول واعتماد كبيرين بين الشركات التي تبحث عن حلول مجدية تجاريا وبيئيا”.

وأضافت أنه “مع التزام سابك العميق بالابتكار والتقنية، مدعوما بالشراكات الرائدة والتميّز القيادي، فإن الشركة السعودية مستعدة تماما لمواصلة قيادة السوق العالمية في مجال حلول المواد الأكثر استدامة”.

وتستهدف السعودية تنويع مواردها وخفض انبعاثاتها الكربونية انسجاما مع “رؤية 2030”، التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ أن أعلن عنها في أبريل 2016.

ويهدف الاقتصاد الدائري إلى القضاء على الهدر والاستخدام المستمر للموارد، باستخدام الأنظمة الدائرية وإعادة الاستخدام والمشاركة والإصلاح والتجديد وإعادة التصنيع وإعادة التدوير لإنشاء نظام حلقة مغلقة.

ريانا بارنارد: سابك مستعدة لقيادة السوق في إنتاج مواد أكثر استدامة

كما يهدف إلى الحفاظ على استخدام المنتجات والمعدات والبنية التحتية لفترة أطول وبالتالي تحسين إنتاجية هذه الموارد مما يقلل استخدام مدخلات الموارد إلى الحد الأدنى ويخفّض من انبعاثات النفايات والتلوث وانبعاثات الكربون.

وقال مدير عام البلاستيكيات الهندسية وحلول الأسواق بوحدة العمل الاستراتيجية للبتروكيماويات في سابك عبدالله العتيبي، إن “التزام الشركة بإيجاد حلول مبتكرة، بما في ذلك باقة منتجات وخدمات تروسيركل، سيساعد في تحويل صناعتنا من نهج الاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري”.

وأوضح أنه لتحقيق هذه الغاية، تتعاون الشركة مع مجموعة واسعة من الشركاء على مستوى العالم عبر سلسلة القيمة سعيا لتحقيق رؤيتها الخاصة بإتمام دورة التعامل من النفايات البلاستيكية والتحرك نحو مستقبل دائري مستدام.

وكانت سابك قد أطلقت في العام 2019 باقة منتجاتها وخدماتها (تروسيركل) للمساعدة في تزويد الزبائن بحلول أكثر استدامة ومساندة الجهود لإتمام دورة التعامل مع النفايات البلاستيكية، ومنع البلاستيك المستعمل من التحول إلى نفايات.

ويتضمن البرنامج تصاميم مخصصة لإعادة التدوير ومنتجات متجددة معتمدة من مواد لقيم حيوية ومنتجات مُعاد تدويرها ميكانيكيا.

وتقول سابك إن المحاولات الأولى لإدخال هذه المنتجات إلى السوقين المحلية والدولية حظيت بقبول وطلب غير مسبوقين من قبل الشركات التي تبحث عن حلول مجدية اقتصاديا وبيئيا.

ويؤكد العتيبي أنه والتزاما بتشجيع استخدام البلاستيك المعاد تدويره، كانت سابك من أولى الشركات، التي أثبتت التزامها بالاستثمار في عملية إعادة التدوير المتقدمة.

ويتم حاليا إنشاء أول مصنع تجاري في العالم في موقع خيلين بهولندا، وتتعاون الشركة مع جميع الأطراف في سلسلة القيمة من أجل دفع التغيير المنهجي وتهيئة الظروف المناسبة للاقتصاد الدائري، عبر إعادة تشكيل الثقافة والوعي لدى المجتمع والقطاع الصناعي، ووضع الأطر والهياكل المنظمة.

وتمتلك السعودية، العضو البارز في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، أحد أكثر معامل المنطقة تطورا للاستخلاص المعزز للنفط باستخدام ثاني أكسيد الكربون ويقوم باحتجاز وتخزين 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.

وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان قد أكد خلال مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار”، الذي احتضنته العاصمة الرياض في أكتوبر 2019 أن لدى بلاده خطة لنشر المزيد من منشآت البنية التحتية اللازمة لاحتجاز الكربون واستغلاله وتخزينه في جميع مناطق البلاد.

وأوضح حينها أن الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة بشأن أسعار الطاقة وبرنامج كفاءة الاستهلاك سيعملان على خفض الطلب المحلي بما يصل إلى مليوني برميل يوميا من المكافئ النفطي بحلول 2030 بالمقارنة مع تقديرات سابقة.