سائقو دراجات نارية في إندونيسيا يفتحون الطريق أمام سيارات الإسعاف

ديبوك (إندونيسيا) - ينشغل سيباستيان دويانتورو وفريقه من قائدي الدراجات النارية المتطوعين بمساعدة سيارات الإسعاف على اختراق الشوارع المزدحمة في بلدية ديبوك في جاكرتا عاصمة إندونيسيا لتوصيل مرضى كورونا إلى المستشفيات مع زيادة حالات الإصابة في البلاد.
وشهدت إندونيسيا التي تعد رابع أكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني ارتفاعا في حصيلة الإصابات اليومية، وبات نظام الرعاية الصحية في البلاد على شفير الانهيار مع اكتظاظ المستشفيات التي باتت عاجزة عن استقبال مزيد من المصابين، ما دفع بعائلات المرضى إلى السعي لتأمين عبوات الأكسجين لمعالجة المصابين والمحتضرين في بيوتهم.
وتتميز جاكرتا بحركة المرور العسيرة وهي مشكلة تنعكس على سائقي سيارات الإسعاف ويمكن أن تحدث فرقًا بين الحياة والموت.
المتطوعون يقودون دراجاتهم النارية أمام سيارات الإسعاف لإفساح المجال أمامها لنقل المرضى إلى المستشفيات
ويوجد في إندونيسيا مجموعة من راكبي الدراجات النارية المتطوعين الذين يلعبون دورًا رئيسيًا في إدارة الطوارئ أو التدخل الطبي.
ويقود المتطوعون دراجاتهم النارية أمام سيارات الإسعاف وصوت صفاراتها يصم آذانهم لإيقاف السيارات الأخرى وإفساح المجال أمامها لتنقل المرضى إلى المنشآت الطبية أو تنقل الجثث إلى المقابر.
ويقول سيباستيان الذي يبلغ من العمر 24 عاما ويعمل مع المجموعة التطوعية في وقت فراغه منذ أربعة أعوام، إن فريقه يقوم الآن بما يصل إلى 20 رحلة يوميا مقارنة بثلاث أو أربع رحلات يوميا قبل زيادة الإصابات في الآونة الأخيرة.
وينظم راكبو الدراجات النارية المتطوعون حركة المرور من خلال النقر على النوافذ أو الإشارة إلى وصول وشيك لمركبة إنقاذ، مما يخفف من وقت الانتظار في صفوف رجال الإنقاذ.
وقال سيباستيان الذي يعمل أصلا حارس أمن، بينما كان مرتديا سترة سائقي الدراجات النارية ويضع كمامة “بصراحة نخشى هذه الأيام أن نصاب بكورونا، لكني أفكر دوما أن هذا هو نداء الواجب من قلوبنا لنساعد وعلينا في الوقت نفسه تجنب الإصابة بالعدوى”.
ومع حصيلة إجمالية تبلغ 2.28 مليون إصابة وأكثر من 60500 وفاة، فإن إندونيسيا هي البلد الأكثر تضررا من الجائحة في منطقة جنوب شرق آسيا.
وقال طبيب أطفال بارز في إندونيسيا إن عدد الصغار الذين يصابون بفايروس كورونا ارتفع إلى ثلاثة أمثاله تقريبا منذ مايو الفارط وزادت الوفيات الناجمة عن كوفيد – 19 بين الأطفال بصفة حادة في البلد الذي يعاني أسوأ موجة لانتشار الفايروس حتى الآن.
وقال أمان بولونجان رئيس الجمعية الإندونيسية لطب الأطفال إن الوفيات الأسبوعية الناجمة عن كورونا بين الصغار ارتفعت، وإن أعمار الكثيرين منهم تقل عن خمسة أعوام. وأضاف أمان أن الإصابات تزداد سريعا بين القصّر.
ويعتقد أمان أن الأسباب الأكثر ترجيحا وراء ارتفاع الحالات هي التعب من اتباع إجراءات مكافحة الجائحة ونقص الوعي وليس سلالات الفايروس الأسرع انتشارا وقال “إنها ليست سلالة دلتا، وإنما النظام (…) فحوص أقل وتعقب أقل. ولا يزال الناس يعتقدون أن الأطفال لا يمكن أن يعانوا ويموتوا من كوفيد – 19. ما زال الوعي منخفضا”.
ويثمن سائقو سيارات الإسعاف كثيرا جهود فريق المتطوعين، حيث قال إندانج فيرتانا وهو سائق سيارة إسعاف يبلغ من العمر 42 عاما “نشعر بسعادة غامرة كلما رافقنا هؤلاء الشبان لأن بوسعهم فتح الطريق أمامنا لأن الكثافة المرورية في منطقة ديبوك عالية جدا”.
وأضاف “لا نعلم كم سيكون الأمر صعبا لو لم يساعدنا هؤلاء الشبان، وقد نتأخر في نقل الجثث أو مساعدة مرضى يحتضرون”.
ومن المقرر أن تبدأ إندونيسيا في استيراد أسطوانات الأكسجين من أجل تلبية الطلب المتزايد عليها من جانب مرضى الوباء، وذلك بينما تكافح البلاد ارتفاعا هائلا في أعداد المصابين الذين يتدفقون على مستشفياتها.
ومن جانبه قال وزير الصحة بودي جونادي صادقين إن الحكومة تحث المصابين بأعراض خفيفة على تلقي العلاج في المنزل لأن المستشفيات ممتلئة.
وتظهر البيانات الحكومية أن نسبة إشغال الأسرّة في المستشفيات قد تعدت الـ90 في المئة في إقليم جاوة الغربية الأكثر اكتظاظا بالسكان.
وكان مسؤولون في إندونيسيا قد أعلنوا الأسبوع الماضي إنه سوف يتم فرض قيود أكثر صرامة للحد من تفشي فايروس كورونا، وسط زيادة في الحالات الجديدة تسببت في إجهاد النظام الصحي في البلاد.
وأعلن رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو أن التدابير الجديدة سوف تطبق في الفترة من 3 إلى 20 يوليو في جزيرتي جاوة وبالي المكتظتين بالسكان.
كما قال جوكو “لقد أجبرنا الوضع على اتخاذ تدابير أكثر صرامة حتى نتمكن من وقف انتشار كورونا”. وتشمل التدابير الجديدة إلزام العاملين في القطاعات غير الأساسية بالعمل من المنزل بشكل كامل بحسب لوهوت باندجايتان المسؤول عن تنفيذ إجراءات مكافحة الوباء.
وذكر باندجايتان أنه سوف يتم إغلاق دور العبادة والمدارس ومراكز التسوق والمتنزهات ومراكز الترفيه، مع السماح للمطاعم بتقديم الوجبات السريعة والتوصيل فقط.