سؤال في البرلمان حول آلية تعيين المذيعات في التلفزيون الأردني يثير الجدل

مراقبون للشأن الإعلامي الأردني يؤكدون ضعف قدرة الإعلام الرسمي على التأثير في الرأي العام الأردني.
الثلاثاء 2025/03/25
رمضان أحلى حقا؟

عمان - سلطت أسئلة نائب في البرلمان الأردني الضوء على كيفية اختيار المذيعات في التلفزيون الرسمي الأردني وخاصة برنامج "رمضان معنا أحلى" الذي يثير جدلا واسعا على مواقع التواصل ويحظى بمتابعات كبيرة وسط جدل مستمر.

وتساءل النائب عدنان مشوقه عن مذيعات برنامج رمضان معنا أحلى وإجراءات تعيين المذيعات في التلفزيون الأردني.

وتساءل النائب عن “المعايير المتبعة لتعيين المذيعات على مقاعد الدراسة، خاصة مع وجود مذيعات أخريات لديهن الخبرة والشهادة،” وفق تعبيره. كما تساءل عن “الإجراءات والأسس التي يتخذها التلفزيون الأردني لضمان الشفافية والمساءلة في تعيينات المذيعات على مقاعد الدراسة؟” وطرح أسئلة أخرى حول “المعايير المتبعة من قبل لجنة برنامج رمضان معنا أحلى لتعيين مذيعة البرنامج.”

إبراهيم البواريد: استقطاب المذيعين من خارج المؤسسة يهدف إلى تحقيق التنوع
إبراهيم البواريد: استقطاب المذيعين من خارج المؤسسة يهدف إلى تحقيق التنوع

وقبل شهر رمضان، أعلن التلفزيون الأردني عن مكان شاغر لمقدمة برنامج “رمضان معنا أحلى”، ما أثار تساؤلات حول آلية اختيار المذيعين في المؤسسة في وسائل الإعلام الأردنية.

وأوضح المدير العام للتلفزيون الأردني إبراهيم البواريد أن استقطاب المذيعين من خارج المؤسسة يهدف إلى تحقيق التنوع في الظهور على الشاشة، مؤكدًا أن المذيع لا يمكن أن يكون موظفًا رسميًا داخل المؤسسة. كما أشار إلى أن الحاجة إلى التنوع وضغط العمل هما الدافع الأساسي لاعتماد نظام شراء الخدمات، إلى جانب اكتشاف مواهب جديدة.

يذكر أن برنامج “رمضان معنا أحلى” الذي يبث على الهواء مباشرة، يفتح الباب أمام الرعاة والمعلنين لاستغلال المساحة الإعلانية لتسويق مؤسساتهم ومنتجاتهم.

وقال البواريد إن برنامج “رمضان معنا أحلى” يقدم محتوى متميزا يجمع بين الترفيه والفائدة والثقافة والسياحة، مع التركيز على تقديم جوائز قيمة للمشاهدين من سيارات وغيرها من الجوائز المالية القيمة.

ويتضمن البرنامج فقرات متنوعة تشمل المسابقات والألعاب، بالإضافة إلى الفقرات الخارجية التي تساهم في الترويج للأردن سياحيا وثقافيا.

لكن حديث المدير العام للتلفزيون الأردني لم يقنع الأردنيين، إذ حظي البرنامج بانتقادات واسعة على مواقع التواصل.

ووجّه الكاتب عبدالهادي راجي انتقادًا لبرنامج “رمضان معنا أحلى”، مشيرًا إلى أنه يفتقر إلى المضمون ويعتمد على أسلوب الإثارة والصراخ غير المبرر.

البرنامج يتضمن فقرات متنوعة تشمل المسابقات والألعاب، بالإضافة إلى الفقرات الخارجية التي تساهم في الترويج للأردن سياحيا وثقافيا

وكتب راجي “الزميل إبراهيم البواريد من أفضل الناس الذين مروا على التلفزيون الأردني، بسيط، متواضع ويستمع للجميع ويبذل جهدا جبارا في التطوير. لكن لديّ شكوى، أضعها على مكتب الزميل البواريد…  برنامج رمضان معنا أحلى، لا يحترم عمري ولا شيبي ولا يحترم ما قرأت في العمر ولا ما كتبت. يا صديقي. نحتاج إلى شيء يحترم وعينا على الأقل.” وأضاف “البرنامج يقوم على بنات منفعلات وهو من دون مضمون، أنا لا أعرف معنى انفعالهن وواحدة منهن تحمست أمس للحديث عن مطعم، وكأنها تتحدث عن موقعة (عين جالوت)… وصراخ غير مبرر لأجل 100 دينار، وأزياء تشبه فساتين صافيناز هانم في ليالي الحلمية.”

وتابع راجي في تدوينته “لدينا في الأردن بنات يمتلكن من الوعي، والقدرة على مخاطبة الناس بأكثر مما هو موجود .. من الذي اختار هذه النماذج؟ أبدا من دون كفاءة تذكر، ولا إطلالة، القصة أنني أشاهد وأحزن فقط.. من اختارهن ظلمهن وظلمنا، وظلمك أنت أيضا… أوقف البرنامج، وأظن لو كانت فترة ما بعد الغروب تحتوي على مقابلات من الشارع لكان الأمر أجدى.”

وقالت معلقة على إكس:

AlshdyfatB6514@

تقول المذيعة في برنامج رمضان معنا أحلى : (ابعتوا مسج بس بـ25 ئرش (قرش).. ما رح ايكلفكوا شي وبتربحوا معنا جوائز كتيرة…).

25 (ئرش)… وقالت أيضا عن السيارة:  سئف (سقف) السيارة بانوراما بسطل…

بس عمو في ناس بتفرء معها الـ25 ئرش، على الأقل بتجيب (ربطة خبز).

وسخر آخر:

baderalhwayan10@

مقدمات برنامج رمضان معنا أحلى ع التلفزيون الأردني من وين يجبوهن معقولة محترفات لأنهن يختفين بعد رمضان  #رمضان_معنا_أحلى.

ويستقطب التلفزيون الأردني في رمضان شريحة واسعة من المشاهدين. وسبق أن أعلن البواريد أنه في ما يتعلق بنسب المشاهدة للتلفزيون الأردني ومنصات المؤسسة الرقمية أن هناك نسبة مشاهدة عالية لكافة البرامج.

وسرعان ما يهمل الأردنيون التلفزيون الرسمي  بعد انتهاء شهر رمضان لفائدة القنوات الفضائية الإخبارية الإقليمية بحثا عن المعلومة.

وقال الرئيس السابق لمجلس إدارة الإذاعة والتلفزيون غيث الطراونة إن “المؤسسة هي صوت الأردن وصورته، إذ أنها مطالبة بصناعة رسالة الدولة الأردنية، حيث أنها في حاجة إلى موازنة أكبر لإيصال الرسالة إلى العالم بالطريقة المثلى،” مشيرا إلى أن “24 مليونا و838 ألف دينار وهي موازنة المؤسسة لعام 2022 تعتبر قليلة.”

وبيّن أن “المؤسسة في حاجة إلى تطوير وتحديث في التكنولوجيا والتقنيات المتغيرة،” مطالبا بدعم المؤسسة بالنفقات الرأسمالية “لتقديم محتوى مميز يراعي مبادئ وقيم وأخلاق المجتمع الأردني، ولترتقي بمستوى الوعي، وهي مسؤولية وطنية.”

ويؤكد مراقبون للشأن الإعلامي الأردني ضعف قدرة الإعلام الرسمي على التأثير في الرأي العام الأردني، ويقولون إن “التقصير الحكومي سبب رئيسي في ضعف الإعلام،” إذ أهملت الحكومة الإعلام الرسمي إلى درجة عدم الاكتراث، في حين أن الظروف الصعبة التي يمر بها الأردن تحتاج إعلاما يقود ويوجه، وإليه يتوجه الناس.

وسبق أن طالب النائب صالح العرموطي بضرورة دمج تلفزيون المملكة إلى التلفزيون الأردني الأم الذي له تاريخ حافل بالأعمال الإعلامية وتاريخ المملكة ويأتي هذا المقترح من أجل المحافظة في المال العام.

5