زيني يستقيل لعجزه عن حل معضلة قطر

استقالة مبعوث وزارة الخارجية الأميركية تؤكد وجهة نظر الدول المقاطعة على ضرورة أن يكون الحل خليجيا.
الأربعاء 2019/01/09
لا استجابة قطرية لشروط الحل

واشنطن - أعلن مبعوث وزارة الخارجية الأميركية لحلّ أزمة قطر، أنطوني زيني، عن استقالته بسبب فشله في حلّ الخلاف الذي تفجر منذ قرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين فرض مقاطعة على قطر في يونيو من العام قبل الماضي.

وقال زيني إنه استقال بعد وصوله إلى خلاصة مفادها أنه لا يستطيع حل الخلاف الخليجي بسبب عدم القدرة على الاتفاق على طبيعة جهود الوساطة التي عليه القيام بها.

ونقلت قناة “سي.بي.أس″ الأميركية عن زيني قوله “استقلت لأنه ليس بإمكاني النجاح في حل أزمة قطر، بسبب عدم رغبة قادة المنطقة في الموافقة على الجهود التي قدمناها لوساطة ناجحة”.

ولم يفسر زيني تفاصيل أخرى عن حيثيات فشله ودوافعه الحقيقية للاستقالة وعما إذا كانت هذه الاستقالة تمثل إخفاقا أميركيا في التدخل في شأن خليجي-خليجي بامتياز.

وتعبر تصريحات زيني عن أن الخلاف مع قطر لا يمكن أن يحلّ من خلال وساطات أميركية أو أجنبية عن المنطقة.

ويعتبر مراقبون خليجيون أن استقالة زيني تؤكد وجهة نظر الدول المقاطعة على ضرورة أن يكون الحل خليجيا تستجيب من خلاله قطر للشروط التي وضعتها الدول المقاطعة من أجل تخلي الدوحة عن دعمها للإرهاب.

ومنذ تعيينه في هذا المنصب، قام زيني بثلاث رحلات نحو منطقة الخليج في محاولة لرأب الصدع في قضية الخلاف مع قطر.

وعلى الرغم مما يمتلكه من علاقات مع المسؤولين القطريين خلال عمله السابق في القوات الأميركية في المنطقة، إلا أن فشل جهوده في هذا الصدد يكشف عن محدودية إمكانات الولايات المتحدة في توفير أي حلول تتجاوز المخارج البينية الخليجية كما الشروط التي فرضتها الدول المقاطعة على الدوحة.

وتولى المبعوث الأميركي مهمته في أغسطس 2017، إبان عهد وزير الخارجية الأميركي السابق، ريك تيلرسون.

وتأتي استقالة زيني بعد استقالات من داخل الإدارة الأميركية شملت وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس موظفي البيت الأبيض جون كيلي.

بيد أن استقالة زيني تأتي أيضا متزامنة مع الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، والتي من المفترض أنها تهدف إلى طمأنة الحلفاء في المنطقة عن طبيعة سياسة واشنطن بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا.

وليس معروفا ما إذا كانت واشنطن ستعين مبعوثا جديدا لتكليفه بمهمة سلفه أو أن لديها خططا جديدة تتعلق بهذا الملف.

ونقلت وسائل الإعلام الأميركية عن مصدر دبلوماسي يرافق بومبيو في جولته الشرق أوسطية، أن واشنطن ما زالت تعوّل على إطلاق “تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي” (ميسا) الذي يعرف بشكل غير رسمي باسم “الناتو العربي” في الفصل الأول من العام الجاري.

1