زيلينسكي يدعو قطر إلى زيادة إنتاج الغاز لإنقاذ أوروبا

الرئيس الأوكراني يعتبر تلويح روسيا باستخدام السلاح النووي يشجّع بلاده على حيازة هذا النوع من الأسلحة.
السبت 2022/03/26
مستقبل أوروبا يعتمد على جهودكم

الدوحة - طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر في الدوحة السبت قطر بزيادة إنتاج مواردها من الطاقة وخصوصا الغاز للتعويض عن موارد الطاقة الروسية في السوق الأوروبية وغيرها، ملوّحا في ذات الوقت باستخدام بلاده أسلحة نووية.

وقال زيلينسكي في كلمة بثت على شاشة أمام مسؤولين خليجيين ودوليين في اليوم الأول من مؤتمر "منتدى الدوحة"، إن "مستقبل أوروبا يعتمد على جهودكم. هذا يعتمد على إنتاجكم".

وتابع "أنا أطلب منكم زيادة إنتاج الطاقة للتأكد من أن الجميع في روسيا يفهمون أنه لا يمكن لأي بلد استخدام الطاقة كسلاح".

والجمعة، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تشكيل "فريق عمل" بهدف الحدّ من اعتماد أوروبا على الوقود الأحفوري الروسي في مواجهة حرب موسكو على أوكرانيا.

وتأتي هذه الخطوة فيما تناقش الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الدعوات إلى حظر صادرات الطاقة الروسية إلى التكتل في إطار رغبته في الانفصال التام عن أكبر مورّد للطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا، إذ تزود موسكو القارة حوالي 150 مليار متر مكعب من الغاز كل عام.

وتدفع الولايات المتحدة الأوروبيين بقوة في هذا الاتجاه في محاولة لمحاصرة روسيا وحرمانها من أهم مصادرها التمويلية.

وكانت هناك آمال في أوروبا وواشنطن في أن تقوم الدوحة، أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، بإعادة توجيه الصادرات المخصصة للأسواق الآسيوية إلى أوروبا.

لكن قطر أوضحت أن لديها قدرة محدودة أو حتى شبه معدومة في تحقيق إنتاج إضافي من الغاز الطبيعي المسال، متحدّثة عن قيود على الكميات التي يمكن تغيير وجهتها.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري زار وفد ألماني بقيادة وزير الاقتصاد روبرت هابيك الدوحة، لإجراء محادثات بشأن زيادة إمداد أوروبا بالغاز.

وأعلن هابيك عقب الزيارة أن بلاده توصلت إلى شراكة طويلة الأمد مع قطر في مجال الطاقة. لكن وزير الطاقة القطري سعد الكعبي نفى حصول ذلك.

وقال الكعبي في مقابلة مع شبكة "سي.أن.أن" الأميركية الخميس "لم نبرم اتفاقية طويلة الأمد مع ألمانيا حتى الآن، لكننا على استعداد للمناقشة مع الشركات التي كنا نبحث معها وضع اتفاقية طويلة المدى للتنفيذ المحتمل".

ويرى خبراء اقتصاد أن رغبة الأوروبيين في التحرر من موارد الطاقة الروسية تصطدم بعجزها عمليا عن تحقيق ذلك على المدى المنظور. ويشير المراقبون إلى أن روسيا تبدو مطمئنة إلى هذا الجانب، بل إنها تسعى إلى زيادة إحراج موقفهم من خلال وضعها مؤخرا لشرط دفع ثمن صادراتها من الغاز بعملتها المحلية الروبل.

وانتقد الرئيس الأوكراني في كلمته السبت الحرب الروسية المستمرة على بلاده، ودعا الأمم المتحدة والقوى العالمية إلى مساعدته.

وشبه زيلينسكي تدمير روسيا لميناء ماريوبول بالدمار السوري والروسي الذي لحق بمدينة حلب في الحرب السورية، قائلا "إنهم يدمرون موانئنا.. غياب الصادرات من أوكرانيا سيوجه ضربة إلى البلدان في جميع أنحاء العالم".

ويأتي ذلك فيما أفادت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء بأنّ الجيش الروسي يواصل مساعدة المدنيين في الخروج الآمن من مدينة ماريوبول، لافتة إلى أنّ "معظم اللاجئين علموا بممرّات الإخلاء والممرات الإنسانية من المعارف، فقد أخفت السلطات الأوكرانية والجيش هذه المعلومات عنهم".

 وقال زيلينسكي أيضا "أسواق العالم لم تتغلب بعد على تداعيات الجائحة وصدمات أسعار الغذاء. لا أحد بمأمن من هذه الصدمات، ولا يمكن أن يكون هناك أمان إذا كانت هناك ندرة فعلية في الغذاء".

واعتبر الرئيس الأوكراني السبت، أنّ تلويح روسيا باستخدام السلاح النووي يشجّع على حيازة هذا النوع من الأسلحة.

وقال "يتفاخرون بأنهم يستطيعون التدمير بالأسلحة النووية ليس فقط بلدا معينا ولكن الكوكب بأسره"، مضيفا "الخلاصة هي أنّ كلّ طرف سيحتاج إلى أسلحة نووية لحماية نفسه من الغزو"، وهو الأمر الذي كان تحدث عنه في مؤتمر ميونخ للأمن، في التاسع عشر من فبراير الماضي، قائلا "في ظلّ ظروف معينة، سيتعيّن على أوكرانيا التخلي عن وضعها الحالي كدولة خالية من الأسلحة النووية". 

لكنّ روسيا كانت قد أوضحت على لسان ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قبل أيام أنّ روسيا لن تستخدم السلاح النووي إلاّ إذا واجهت "تهديدا وجوديا". وأضاف بيسكوف "لدينا مفهوم للمحافظة على أمننا. يمكنكم قراءة كل الأسباب التي تدفعنا إلى استخدام الأسلحة النووية. لذلك، إذا كان هناك تهديد وجودي لبلدنا، يمكن استخدامها وفقا لمفهومنا". 

وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أعلن الخميس أن الحلف سيزود أوكرانيا بمعدات حماية من التهديدات الكيمياوية والبيولوجية والنووية، كما سيحمي قواته المنتشرة على الجهة الشرقية من هذه التهديدات.

وقال في ختام قمة استثنائية لقادة الحلف إن الحلفاء "قلقون" من احتمال استخدام هذه الأسلحة في أوكرانيا بعد الغزو الروسي و"اتفقوا على تزويد أوكرانيا بتجهيزات لمساعدتها على حماية نفسها من التهديدات الكيمياوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية".