زيارة ولي العهد الكويتي للسعودية ترسم مسارا لعلاقات أوثق

الرياض - وصل ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إلى مدينة جدة بغرب السعودية، اليوم الثلاثاء، في أول زيارة خارجية له منذ توليه مهام منصبه في الثاني من الشهر الحالي.
وتأتي هذه الزيارة للتأكيد على متانة وامتداد المسيرة الطويلة من العلاقات الثنائية وتفردها والسمات المشتركة بين البلدين.
وتنظر قيادة الكويت إلى المملكة باعتبارها "الشقيقة الكبرى" وتحافظ معها على علاقات جيدة، وسبق أن اعتمدت على دعمها في أوضاع صعبة على غرار تلك التي واجهتها البلاد خلال الغزو العراقي لها في مطلع تسعينات القرن الماضي.
وكان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان في استقبال ولي العهد الكويتي لدى وصوله مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وفق وكالة الأنباء السعودية (واس).
وسيعقد ولي العهد السعودي ونظيره الكويتي في وقت لاحق اجتماعا يناقشان خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين إضافة الى الأوضاع في المنطقة وخاصة الخليجية.
وكان الأمير محمد بن سلمان، قد أجرى اتصالا هاتفيا بالشيخ صباح الخالد بمناسبة تعيينه ولياً للعهد في الثاني من يونيو. وأعرب حينها ولي العهد السعودي عن تمنياته بالتوفيق والسداد لولي عهد دولة الكويت، متطلعاً إلى تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في ظل العلاقات التاريخية الراسخة. فيما عبر ولي عهد دولة الكويت عن خالص شكره وتقديره للأمير محمد بن سلمان على مشاعره الأخوية الصادقة، حسب ما ورد في بيان وكالة الأنباء السعودية "واس"، مؤكداً الحرص على مواصلة مسيرة التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين.
ويترأس الشيخ صباح خالد الحمد وفدا رسميا يضم كلا من الشيخ مشعل جراح صباح المحمد الصباح والشيخ صباح فهد صباح الناصر الصباح والشيخ أحمد سالم العلي السالم الصباح والشيخ أحمد ناصر المحمد الأحمد الصباح والشيخ مشعل جابر عبدالله الجابر الصباح والشيخ مبارك عبدالله المبارك الصباح والشيخ فراس سعود عبدالله علي المالك الصباح وعدداً من كبار المسؤولين في ديوان ولي العهد.
ويعتبر متابعون أن اختيار ولي العهد الكويتي للسعودية في أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب قبل أسبوعين فقط يعطي انطباعا قويا وواضحا لرسوخ العلاقة السعودية الكويتية. وخصوصيتها على كافة المستويات.
وقال سفير دولة الكويت لدى المملكة العربية السعودية الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح إن زيارة ولي العهد "تعكس المنهجية التي رسمها أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تجاه العلاقات مع الشقيقة الكبرى".
وأضاف الشيخ صباح الناصر في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" اليوم الثلاثاء أن زيارة ولي العهد بعد أيام من توليه مهام منصبه تعبر عما يكنه من محبة وتقدير للمملكة وتترجم أيضاً مواقف وكلمات أمير الكويت السابقة تجاه المملكة قيادة وشعباً.
وأضاف أن العلاقات الكويتية السعودية المتينة تشهد الآن تناميا كبيرا وتصل إلى أزهى مراحلها، معرباً عن أمنياته بأن يديم الله المحبة والصداقة والإخاء بين القيادتين والشعبين الشقيقين وأن يديم عليهما نعمتي الأمن والأمان.
ولا تنفك السعودية ودولة الكويت عن تأكيد وحدة مواقفهما تجاه معالجة قضايا المنطقة والإقليمية، والقضايا الدولية ذات العلاقة، سواء عن طريق الرسائل الرسمية، أو الاتصالات الهاتفية، أو الزيارات المتبادلة، لذا كانت آراء البلدين متوافقة مع الكثير من قضايا المنطقة.
وبالإضافة إلى العلاقات السياسية المتينة بين الكويت والسعودية، تجمع البلدين علاقات اقتصادية متنامية حيث قفزت تجارتهما البينية خلال 2022 إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عشرة أعوام لتبلغ 2.85 مليار دولار.
وتجاور الكويت بالإضافة إلى السعودية، العراق غير المستقر بشكل كامل والذي تقوده أحزاب موالية لإيران وتنشط على أراضيه ميليشيات مسلّحة. وأعاد العراق مجدّدا إثارة مشكلة ترسيم الحدود بإلغاء برلمانه اتفاقية خور عبدالله المنظمة لتقاسم المنفذ البحري للبلدين على مياه الخليج.
جاء ذلك بينما تثير إيران الواقعة على الضفة الأخرى من الخليج مشكلة بشأن حقل الدرة البحري النفطي حيث تدعي طهران وجود حصّة لها فيه بينما تقول الرياض والكويت إنه ملك خالص لهما. وتضاعف مثل هذه الأوضاع حاجة الكويت إلى السند الخليجي عموما والسعودي على وجه الخصوص.